اليوم 256 للحرب: أوكرانيا تستعد لاستعادة خيرسون .. ولا إجلاء لأهالي كييف

اليوم 256 للحرب: أوكرانيا تستعد لاستعادة خيرسون .. ولا إجلاء لأهالي كييف

السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير

في اليوم 256 للحرب، أفاد الانفصاليون الموالون لروسيا في مقاطعة خيرسون اليوم، أن القوات الأوكرانية تحشد عددا كبيرا من الدبابات والعربات المدرعة استعدادا لهجوم كبيرة على المدينة.

وقال كيريل ستريموسوف نائب الحاكم الروسي في منطقة خيرسون إنهم يكدسون كمية كبيرة جدا من المعدات ويحشدون عددا متزايدا من المرتزقة والعربات المدرعة والدبابات الأجنبية استعدادا للهجوم على محوره”.

وأعلنت الإدارة الإقليمية في المقاطعة عن تشكيل مجموعات من الدفاع الشعبي للرجال المتبقين في المدينة، موضحة إنها أجلت نحو 700 من سكان مدينة كاخوفكا على نهر دنيبرو بشكل إلزامي، مؤكدة أنه سيتم نقل السكان إلى مدينة توباسي جنوبي روسيا، وذلك للحفاظ على حياتهم من خطر أي هجوم أوكراني محتمل.

وشكل سد نوفاكاخوفكا الشهير في خيرسون، جنوب أوكرانيا، الذي تسيطر عليه القوات الروسية، سابقاً مادة دسمة لتبادل الاتهامات بين موسكو وكييف، أعلنت السلطات المحلية الموالية للروس اليوم الأحد أن السد الضخم تعرض لقصف أوكراني.

فقد أكدت خدمات الطوارئ في المنطقة أن السد أصيب بأضرار جراء قصف القوات الأوكرانية، بحسب ما أفادت وكالة تاس. كما أوضحت أن 6 صواريخ أطلقت من نظام هيمارس الأميركي الصنع، أصابت الموقع وألحقت أضرارا به.

في حين أشارت السلطات المحلية إلى انقطاع الكهرباء بشكل كامل. وكتبت في بيان على تلغرام “نتيجة هجوم إرهابي نظمه الجانب الأوكراني، تضررت ثلاثة أبراج إسمنتية تحمل خطوط جهد عال على محور بيريسلاف-كاخوفكا”، مضيفة أنه لا توجد حالياً لا كهرباء ولا ماء في المدينة وفي بعض أحياء المنطقة.

وكانت كييف اتهمت سابقاً موسكو بالتحضير لتفخيخ السد ووحدات توليد الطاقة الكهرومائية الضخمة، للتغطية على خساراتها وانسحاباتها من خيرسون وغيرها من المناطق جنوباً، محذرة من كارثة طوفان قد تحل في حال نفذ الروس هذا السيناريو. كما نبهت حينها إلى أن انفجار السد، سيغرق “أكثر من ثمانين بلدة بما فيها خيرسون في قلب الفيضانات”. إلا أن موسكو أكدت أن تلك الاتهامات كاذبة، وتمهد لتغطية “تحرك أو خطة أوكرانية ما” تهدف إلى تحميل القوات الروسية مسؤولية حصول أي كارثة.

وحذرت السلطات الأوكرانية من قصف وحشي عنيف على منطقة دونيتسك. وقال بافلو كيريلينكو، حاكم المنطقة الواقعة شرقي البلاد، إن “الهجمات الروسية دمرت محطات الطاقة التي تخدم مدينة باخموت وبلدة سوليدار القريبة، بشكل كامل تقريباً.”

كما شدد على أن الهجمات الروسية مستمرة على مدار الساعة، مستهدفة البنى التحتية، وفق ما نقلت “أسوشييتد برس”، اليوم الأحد.

وأعلنت سلطات دونيتسك الموالية لروسيا أن القوات الأوكرانية قصفت حي لينينسكي جنوبي المدينة بـ6 صواريخ من طراز “هيمارس”. وقال عمدة المدينة أليكسي كوليمزين إن المعطيات الأولية تشير إلى تعرض أحد الأحياء جنوب شرقي المدينة للقصف الأوكراني، وإن السلطات تعمل على تقييم الخسائر.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اتهم في خطابه مساء أمس روسيا بقصف دونيتسك بشكل وحشي.

كما أوضح أن القوات الروسية أطلقت أربعة صواريخ وشنت 19 غارة جوية استهدفت أكثر من 35 قرية في سبع مناطق، من تشيرنيهيف وخاركيف في الشمال الشرقي إلى خيرسون وميكولايف في الجنوب.

بدوره، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف عن صد عدد من هجمات الجيش الأوكراني على محور ميكولايف ـــ كريفوي روغ في مقاطعة خيرسون. وأنه جرى تصفية أكثر من 80 جنديا أوكرانيا وتدمير 3 مركبات قتالية مدرعة و4 مركبات على ذلك المحور.

بينما قال الجيش الأوكراني إن دفاعاته الجوية أسقطت مروحيتين للقوات الروسية في خيرسون و6 مسيّرات جنوبي البلاد، كما دمرت 3 مستودعات ذخيرة روسية في بيريسلاف وخيرسون.

من جهتها، قالت وكالة ريا نوفوستي الروسية إن قوات شركة فاغنر باتت تتمركز على بعد أقل من كيلومترين عن مدينة باخموت. وقال قائد ميداني في المجموعة إن قواته سيطرت على بلدتين ملاصقتين للمدينة من جهة الجنوب، وإن الجيش الأوكراني يحاول صد هجماتهم باستخدام مختلف الأسلحة المتوسطة والثقيلة، ولا سيما المدفعية والدبابات وراجمات الصواريخ.

بدوره، قال أولكسندر مارتشينكو نائب رئيس بلدية مدينة باخموت المحاصرة في شرق أوكرانيا إن سكان المدينة يعيشون ظروفا قاسية، وإن مدنيين يسقطون بين قتيل وجريح يوميا، في الوقت الذي يستعر فيه القتال حولها بين القوات الروسية والأوكرانية. وأضاف نحن صامدون، ونأمل أن تتمكن القوات المسلحة الأوكرانية من إبعاد العدو أكثر عن المدينة.

بدوره، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن إيران “كذبت حتى عندما اعترفت بأنها قدمت طائرات مسيرة لروسيا”.

وتعليقا على أول إقرار إيراني بتزويد روسيا بهذه المسيّرات، أضاف زيلينسكي أن قوات بلاده تُسقط يوميا ما لا يقل عن 10 طائرات مسيرة إيرانية، في حين تقول طهران إنها زودت موسكو بعدد محدود منها قبل الحرب. وبرر زيلينسكي اتهاماته بأن عدد المسيّرات التي أسقطها سلاح الدفاع الجوي الأوكراني يتجاوز عدد الطائرات المسيرة “القليلة” التي تحدثت عنها إيران. وأكد أن بلاده على يقين بوجود عسكريين إيرانيين يدربون الروس على استخدام تلك الطائرات.

كما حذر المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولينكو طهران من تبعات دعمها لموسكو. وقال في بيان “على طهران أن تدرك أن عواقب التواطؤ في جرائم العدوان الروسي ضد أوكرانيا سوف تفوق بكثير فوائد دعم روسيا“. واوضح أن وزير الخارجية الإيراني “اعترف علنا بأن بلاده كانت تزود روسيا بمسيّرات قتالية قبل أشهر من غزوها أوكرانيا“.

وأضاف أن الخارجية ستواصل بالتنسيق مع الجهات الأوكرانية المعنية اتخاذ أقصى الإجراءات الصارمة لمنع روسيا من استخدام الأسلحة الإيرانية في ما سماه “قتل الأوكرانيين وتدمير المنشآت الأوكرانية الحيوية”.

واليوم بحثت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سبل مواجهة ما وصفته المفوضية بالدور “السلبي” الذي لعبته إيران بدعمها لموسكو في حربها على أوكرانيا.

وذكرت المفوضية في بيان أن الجانبين ناقشا أيضاً خلال اتصال هاتفي تشديد العقوبات على روسيا، التي تشن عملية عسكرية في أوكرانيا منذ أواخر فبراير ــــ شباط الماضي. وقالت ان فون دير لاين أبلغت الرئيس الأوكراني بأنها ستقترح هذا الأسبوع حزمة مالية كبيرة من الاتحاد الأوروبي تصل قيمتها إلى 1.5 مليار يورو شهريا، بإجمالي يصل إلى 18 مليار يورو. وأشارت إلى أن هذه الحزمة من شأنها أن تساهم بشكل كبير في تغطية احتياجات أوكرانيا التمويلية لعام 2023.

الى ذلك، نفت سلطات العاصمة الأوكرانية كييف، اليوم الأحد، ما تردد عن التخطيط لعملية إجلاء طارئة لسكان المدينة البالغ عددهم نحو ثلاثة ملايين نسمة، مؤكدة على أن الوضع في العاصمة “تحت السيطرة”.

وقال رومان تكاتشوك مدير الأمن في مجلس بلدية كييف إن السلطات تبذل كل ما في وسعها للحد من آثار الهجمات الروسية المستمرة على منشآت البنى التحتية الحيوية.

وكانت صحيفة (نيويورك تايمز) نقلت في وقت سابق عن مسؤولين بالعاصمة الأوكرانية قولهم إنهم بدأوا التخطيط لإجلاء سكان المدينة في حالة انقطاع الكهرباء عنها بالكامل بسبب تضرر شبكة الكهرباء من الضربات الصاروخية الروسية.

وأشار مدير الأمن في بلدية كييف، إلى أنه إذا استمرت روسيا في استهداف البنى التحتية، ستفقد المدينة نظام الكهرباء بالكامل، بحسب ما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز”.

كما أكد أنه تم إخبار المسؤولين في العاصمة أنه من المحتمل أن يتلقوا إشعاراً قبل 12 ساعة على الأقل بأن الشبكة على وشك الانهيار، مضيفاً أنه إذا وصلت الأمور إلى هذه النقطة سيبدأ المسؤولون في إبلاغ الناس والطلب منهم المغادرة.

إلا أنه أوضح أنه في الوقت الحالي على الأقل، يمكن التحكم في الوضع حيث لا توجد مؤشرات على فرار أعداد كبيرة من المدنيين من كييف، لافتاً إلى أن ذلك سيتغير بسرعة إذا توقفت الخدمات المدينة.

كما بيّن أنه في حال عدم وجود كهرباء فلن يكون هناك ماء ولا صرف صحي، مشيراً إلى أن الحكومة وإدارة المدينة تتخذ حالياً جميع التدابير الممكنة لحماية نظام إمدادات الطاقة لدينا.

<

p style=”text-align: justify;”>ومع اقتراب فصل الشتاء، تعدُّ المدينة 1000 ملجأ للتدفئة يمكنها أيضاً حماية المدنيين من الصواريخ الروسية، ومعظمها داخل منشآت تعليمية، لكن السلطات طلبت عدم الإبلاغ عن مواقعها بدقة خشية أن تصبح أهدافاً سهلة.

Visited 4 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة