اليوم 274 للحرب: قتال عنيف في خيرسون .. وبوتين لأمهات الجنود الحياة معقدة
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم 274 للحرب، تواصل القتال بين القوات الأوكرانية والروسية على طرفي نهر دنيبرو في خيرسون جنوبي أوكرانيا، وأعلن الجيش الأوكراني قصف مواقع لتمركز الجيش الروسي على الجهة اليمنى لنهر دنيبرو.
وأفاد أن 10 مدنيين قُتلوا وأصيب العشرات في قصف روسي مكثف على مقاطعة خيرسون، وأن القوات الروسية قصفت المقاطعة 49 مرة خلال الساعات الماضية، فيما أعلنت قيادة الأركان الأوكرانية صد 12 محاولة تقدم للقوات الروسية في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك شرقي البلاد.
وقال حاكم دونيتسك الأوكراني إنّ 3 مدنيين أصيبوا في قصف روسي استهدف مدنا وبلدات في المقاطعة خلال الساعات الماضية.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية توجيه ضربات بأسلحة عالية الدقة إلى 3 نقاط انتشار مؤقتة لمن سمتهم المرتزقة البولنديين في مقاطعة خاركيف شمالي أوكرانيا.
وأضافت الوزارة أن قواتها صدت محاولتي هجوم على محور كوبيانسك، وثالثة في زاباروجيا وقتلت 80 جنديا أوكرانيا في الموقعين ودمرت 3 مدرعات، حسب قولها. وذكرت أنها صدت هجمات أوكرانية استخدمت صواريخ “هيمارس” و”أولخا” في لوغانسك، وأسقطت 4 طائرات مسيرة أوكرانية في دونيتسك ولوغانسك.
من جهة ثانية، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ إن فكرة إرسال منظومات دفاع جوي من طراز “باتريوت” إلى أوكرانيا كانت معروضة على وارسو، وإن القرار يجب أن توافق عليه دول محددة ويخضع لمشاورات بين أعضاء الحلف.
وأضاف ستولتنبرغ في مؤتمر صحفي في بروكسل قبل اجتماع وزراء خارجية دول حلف الناتو في بوخارست الأسبوع المقبل، أن الناتو سيواصل دعمه لكييف مهما استغرق ذلك من وقت، مؤكدا أن دعم أوكرانيا هو أفضل سبيل لتحقيق حل سلمي للحرب. وأكد أن الحلفاء يقدمون دعما عسكريا وغير عسكري لأوكرانيا بشكل غير مسبوق، وأنه سيطلب المزيد من هذا الدعم لكييف خلال اجتماع وزراء خارجية الحلف في رومانيا، الأسبوع المقبل.
أما وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي فكشف النقاب عن مساعدات إضافية لأوكرانيا بملايين الجنيهات الإسترلينية، وذلك خلال زيارة إلى كييف اليوم الجمعة، في وقت تكافح فيه البلاد بسبب ضربات جوية روسية على بنية تحتية حيوية مع حلول فصل الشتاء.
ودان كليفرلي، الذي التقى بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ووزير الخارجية دميترو كوليبا، روسيا لاستهدافها المدنيين والمستشفيات والبنية التحتية للطاقة في الهجمات التي تسببت في انقطاع التيار الكهربائي لأيام في العاصمة. وقال: “مع حلول فصل الشتاء، تواصل روسيا محاولة كسر عزيمة أوكرانيا عن طريق هجماتها الوحشية على المدنيين والمستشفيات والبنية التحتية للطاقة. روسيا ستفشل”.
وخلال زيارته التي جاءت بعد 6 أيام من زيارة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، أعلن كليفرلي خصوصا تسليم أوكرانيا 24 سيارة إسعاف إضافية و3 ملايين جنيه إسترليني للمساعدة في إعادة بناء المنشآت المدمرة. ونقل بيان للحكومة البريطانية عن كليفرلي قوله إن “المملكة المتحدة تقف إلى جانب أوكرانيا”، وأكد أن ذلك الدعم ليس بالكلمات بل هو حقيقة موجودة على أرض الواقع.
وأضاف: “أعلنتُ اليوم مجموعة من الإجراءات الملموسة لمساعدة أصدقائنا الأوكرانيين في قتالهم، من سيارات الإسعاف إلى الدعم الحاسم للناجين من العنف الجنسي الذي ارتكبه الجيش الروسي”.
وكان سوناك أعلن خلال زيارته إلى أوكرانيا السبت الماضي- مساعدة عسكرية تبلغ قيمتها 50 مليون جنيه إسترليني (57.4 مليون يورو) ومساعدات إنسانية بقيمة 16 مليون جنيه إسترليني (18.3 مليون يورو). وتشمل المساعدة العسكرية “125 مدفعا مضادا للطائرات، وتكنولوجيا للتصدي للطائرات المسيرة الفتاكة التي قدمتها إيران (إلى موسكو)، بما في ذلك عشرات الرادارات والمعدات الإلكترونية المضادة للطائرات المسيرة”.
من ناحية أخرى، تنتشر على حسابات باللغة الروسية على الإنترنت منذ أسابيع، مقاطع فيديو لأمهات وزوجات جنود روس أرسلوا للقتال في أوكرانيا، يتجمّعن في مناطق عدة في روسيا ليطالبن الرئيس فلاديمير بوتين بالالتزام بوعوده بتأمين أقصى تدابير الحماية للعسكريين، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. وكان الكرملين أكد بعد إصدار أمر تعبئة جزئية لمئات آلاف العناصر في سبتمبرـــ أيلول الماضي أن المجندين سيخضعون لتدريب متين وسيتلقون معدات جيدة، ولن يتمّ إرسالهم إلى خطوط الجبهة الأمامية.غير أن عدة انتهاكات لهذه الوعود سجلت مع مقتل مجنّدين على الجبهة وتعبئة رجال غير مؤهّلين للقتال وأرباب عائلات ورجال أكبر سنّا من أن يخدموا في الجيش، وعدم توفير المعدات المناسبة والتدريب العسكري الضروري للعديد من الذين تم استدعاؤهم.
وأثارت هذه التعبئة الفوضوية التي دفعت السلطة إلى الإقرار بوقوع “أخطاء” قلق عائلات الجنود الذين أرسلوا إلى أوكرانيا.
ومع انتشار مخاوف تهدد بالتحول إلى احتجاجات، يجد الكرملين نفسه في وضع دقيق. فإن كانت السلطات تقابل أي تشكيك في جدوى الحرب في أوكرانيا بقمع شديد كما يقول معارضوها، فإن كلام زوجات الجنود وأمّهاتهم مقدس في روسيا، وتوقيفهنّ سيثير حتما صدمة كبرى.
وفي مؤشر إلى أن السلطة تنظر بجديّة إلى هذا الأمر، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم خلال لقاء مع أمهات جنود منتشرين في أوكرانيا أنه “يشاطر ألم” اللواتي خسرن أبناءهن، داعيا إلى عدم تصديق “الأكاذيب” حول الهجوم العسكري. وقال بوتين لأمهات الجنود “أريد أن تعرفن أنني أنا شخصيا وكل قادة البلد نشاطر هذا الألم. نعرف أن لا شيء يمكن أن يعوض خسارة ابن”. وأضاف أن “الحياة أكثر تعقيدا مما نراه على التلفزيون أو على الإنترنت (…) فثمّة الكثير من الأكاذيب”.
الى ذلك، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إن الضربات الروسية على البنية التحتية الأساسية في أوكرانيا منذ أكتوبر ـــــ تشرين الأول أودت بحياة ما لا يقل عن 77 مدنيا، فضلا عن التسبب في معاناة شديدة للملايين.
وظل جزء كبير من البلاد بدون تدفئة أو كهرباء بسبب الضربات الجوية الروسية الأكثر تدميرا حتى الآن والتي استهدفت شبكة الطاقة.
ومنذ مطلع أكتوب ــــ تشرين الأول، تطلق روسيا صواريخ مرة في الأسبوع تقريبا في محاولة لتدمير شبكة الكهرباء الأوكرانية. وتقر موسكو باستهداف البنية التحتية الأساسية، لكنها تنفي استهدافها المدنيين، قائلة إنها تسعى إلى تقليص قدرة أوكرانيا على القتال ودفعها للتفاوض. في حين تصف كييف مثل هذه الهجمات بأنها جريمة حرب.
وقال تورك في بيان: “الملايين يواجهون معاناة شديدة وظروفا معيشية مروعة جراء هذه الضربات”، مشيرا إلى أن هذا “يمثل مشاكل خطيرة بموجب القانون الإنساني الدولي، الذي يتطلب وجود سبب عسكري واضح ومباشر لكل موقع يتم استهدافه”.
وأفاد أن التحليل الأولي الذي أجرته الأمم المتحدة لمقاطع مصورة يبدو أنها تظهر جنودا أوكرانيين يعدمون أسرى حرب روسا يشير إلى أنه “من المرجح جدا أن تكون حقيقية”.