اليوم 277 للحرب: كييف تستعد لاخلاء خيرسون وموسكو ترحب بعرض البابا لحل النزاع
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم 277 للحرب، اعتبر سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، أوليكسي دانيلوف، أن “الحل الأفضل والأكثر فاعلية لمشكلة الطاقة في أوكرانيا، هو الصواريخ التي يبلغ مداها 800 كيلومتر أو أكثر، الأمر الذي سيوفر بشكل كبير على المولدات”، مشيرا الى أن “عدد من مناطق روسيا سيتضرر من مثل هذه الصواريخ”.
في وقت سابق، أوضح الخبير الاستراتيجي بوزارة الدفاع النمساوية ماركوس ريزنر، أن “أوكرانيا ستواجه انقطاعا تاما في الكهرباء بغضون أيام قليلة، إذا توقف الغرب عن مساعدة كييف ولم ينشر دفاعا جويا قويا”، لافتا إلى أنه “تمت الاستهانة بقدرات موسكو”.
وكانت الولايات المتحدة قد رفضت سابقا، تزويد كييف بأنظمة يصل مداها إلى حوالي 300 كيلومتر، بسبب مخاوف من أن أوكرانيا قد تستخدمها لقصف الأراضي الروسية، الأمر الذي من شأنه أن يعمق الصراع مع الغرب.
من جهة ثانية، رحبت روسيا، اليوم الاثنين، بعرض الفاتيكان وساطته لحل النزاع مع أوكرانيا، وفي حين تستعد كييف لإجلاء سكان مدينة خيرسون (جنوب) بسبب القصف الروسي، وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين إن بلاده ترحب بما وصفها بـ”الإرادة السياسية” التي عبّر عنها الفاتيكان للتوسط لحل الصراع، لكنه استبعد حصول هذه الوساطة بسبب “مواقف كييف”، وفق تعبيره.
وقبل 10 أيام كرر البابا فرانشيسكو أن الفاتيكان على استعداد لفعل أي شيء ممكن للتوسط في وضع حد للصراع بين روسيا وأوكرانيا.
ميدانيا، قال الجيش الأوكراني إنه يجري تجهيز قطارات لإجلاء سكان خيرسون إلى مقاطعة خميلنيتسكي غربي البلاد، بسبب اشتداد القصف الروسي على المدينة التي استعادتها القوات الأوكرانية مؤخرا.
وكانت السلطات دعت السكان إلى النزوح الطوعي عن خيرسون في أسرع وقت، في ظل تصاعد حدة المواجهات بين القوات الأوكرانية والروسية على طرفي نهر دنيبرو في المدينة.
وفي مقاطعة ميكولايف (جنوبي البلاد) تحدثت القوات الأوكرانية عن استمرار القصف الروسي على منطقة أوتشاكوف التي تحتضن العديد من محطات المياه.
وفي زاباروجيا على الجبهة الجنوبية أيضا، أكد الجيش الأوكراني تدمير 6 وحدات من العتاد العسكري وإصابة عشرات من الجنود الروس في قصف لقواته على مواقع تمركز الروس هناك.
وفي مقابل تصريحات أوكرانية تتحدث عن انسحاب روسي محتمل من محطة زاباروجيا النووية نفى المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف صحة ما يروج، وقال إنه ليست هناك حاجة للبحث عن مؤشرات غير موجودة بخصوص إمكانية الانسحاب من المحطة.
وفي وسط البلاد، أفاد الجيش الأوكراني بأن قصفا روسيا مكثفا استهدف البنية التحتية في كريفي ريه ونيكوبول، ودعا الجيش السكان هناك إلى ضرورة البقاء في أماكن آمنة.
أما في دونيتسك بإقليم دونباس شرقا فتحتدم المعارك على طول خط الجبهة بالإقليم الذي تسيطر القوات الروسية على أجزاء كبيرة منه، وقالت السلطات الموالية لروسيا إن القوات الأوكرانية استهدفت منطقتي لينينسكي وبيتروفسكي في مدينة دونيتسك بـ6 قذائف مدفعية.
هذا وتوقع مسؤولون أوكرانيون اليوم الاثنين أن تتعرض بلادهم هذا الأسبوع لموجة جديدة من القصف الروسي. وكانت المواجهات السابقة من القصف الروسي ركزت على منشآت حوية، على رأسها محطات الطاقة، مما تسبب في انقطاع الكهرباء عن ملايين الأوكرانيين.
في هذه الأثناء، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الشعب الأوكراني يحتاج إلى الاستعداد لشتاء طويل وصعب تتخلله هجمات روسية. وأضاف أن الجيش الروسي لن يتوقف عن إطلاق الصواريخ، وأن روسيا تحاول استخدام الشتاء والبرد سلاحا ضد الناس، حسب تعبيره.
وتابع أن الجيش الأوكراني يستعد لمواجهة الهجمات بأفضل ما يمكن، قائلا إن على الأوكرانيين أن يستعدوا لمساعدة بعضهم خلال الشهور المقبلة.
الى ذلك، نقلت وكالة رويترز عن مصادر أميركية قولها إن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تدرس مقترحا من شركة “بوينغ” (Boeing) لتزويد أوكرانيا بقذائف تحمل قنابل دقيقة يصل مداها إلى أكثر من 160 كيلومترا، في الوقت الذي يبذل فيه الغرب جهودا حثيثة لتلبية الطلب على المزيد من الأسلحة.
وهذه القنابل دقيقة وصغيرة ورخيصة ويتم تثبيتها على صواريخ متوفرة بكثرة، مما يسمح لكييف بتوجيه ضربات خلف الخطوط الروسية، ويمكن تسليم هذه القنابل في وقت مبكر من ربيع عام 2023.
بدورها، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أنها قدمت لأوكرانيا صواريخ أرض-جو عالية الدقة من طراز “بريمستون-2” (Brimstone-2) كجزء من حزمة مساعداتها العسكرية لكييف، وقالت إن هذه الحزمة من المساعدات لعبت دورا حاسما في عرقلة التقدم الروسي.
في موضوع آخر، أعلنت الخارجية الروسية عن تأجيل المحادثات التي كان مقررا عقدها اليوم الاثنين في القاهرة بين وفد أميركي وآخر روسي بشأن نزع الأسلحة النووية إلى وقت لاحق.
من جهته، قال رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية، اليوم الاثنين، أن الحرب في أوكرانيا زادت من خطر استخدام أسلحة الدمار الشامل بما في ذلك الذخائر الكيمياوية. وقال فرناندو أرياس، خلال الاجتماع السنوي للهيئة الناظمة، إن منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية تواصل مراقبة الوضع في أوكرانيا عن كثب.
وصرح أرياس خلال الاجتماع في مقر المنظمة في لاهاي بهولندا أن “الوضع في أوكرانيا زاد مرة أخرى من التهديد الحقيقي الذي تمثله أسلحة الدمار الشامل، بما في ذلك الأسلحة الكيمياوية”. وأضاف أن “هذا أدى إلى تفاقم التوتر القائم لدرجة أنه لا يمكن افتراض وحدة المجتمع الدولي بشأن التحديات العالمية المشتركة المتعلقة بالأمن والسلام الدوليين”.
وأضاف أرياس أن منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية قدمت لأوكرانيا بناءً على طلبها، تدريبا لأول المستجيبين بعد وقوع هجمات كيمياوية واكتشاف التسريبات الكيمياوية.