الرفيسة لماكرون خلال زيارته للمغرب

 الرفيسة لماكرون خلال زيارته للمغرب

باريس- المعطي قبال

في مبارة نصف النهاية التي ستجمع بين المغرب وفرنسا، سيكون الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حاضرا بملعب البيت، وإلى غاية كتابة هذه السطور، نجهل من سيحضر اللقاء من الجانب المغربي لتشجيع أسود الأطلس. هل سيكون أمير قطر حاضرا بالملعب لرفع راية العلم المغربي كما حدث سابقا، أم سيلتزم الحياد أمام ضيفه الفرنسي؟

المؤكد أن حضور ملوك ورؤساء الدول في مثل هذه المناسبات ليس حضورا بريئا، بل يكتسي أكثر من مغزى سياسي وبالأخص هو تعبير عن النعرة الوطنية والالتحام مع حماس الجمهور. غير أن ما وراء هذا الحدث الذي يتواجه فيه لأول مرة بطل العالم لعام 2018 وفريق عربي (الإعلام الغربي يضمر هذا الانتماء للتشديد على الانتماء الإفريقي للمغرب)، حقق أحلاما واختراقات كبرى، يستدعي قراءة تاريخية، سياسية، أنثروبولوجية لعلاقة فرنسا بالمغرب. يسعى أغلب المحللين إلى تقديم تصور ناعم للعلاقات بين فرنسا والمغرب، بمعنى أنها علاقات لم ولا يشوبها أي خلل. كما أن مغاربة فرنسا اندمجوا في النسيج الفرنسي من دون صعوبات وأنهم يشكلون عنصرا فاعلا في المجتمع الفرنسي بالرغم من بعض الطواريء السلبية. وقد رفع الفرنسيون من أصول مغربية العلم المغربي إلى جانب العلم الفرنسي. قلبان بحب واحد. غير أن هذا التصور الرومانسي والمثالي لا يصمد أمام بعض الحقائق الصادمة التي عرفتها الولاية الثانية للرئيس ماكرون والمتمثلة في فك الروابط التاريخية بين البلدين، إن على مستوى سياسة الهجرة أو سياسة استقبال المغاربة من طلبة، أساتذة، مرضى… أو التلعثم في الموافق بخصوص قضية الصحراء المغربية.. خلفت هذه السياسة استياء كبيرا في المجتمع المغربي، (زد على ذلك أن ماكرون لا يحظى بشعبية كبرى لدى الشارع العربي)، لتجعل من الرئيس الفرنسي المنفذ الأعمى لخطة اليمين المتطرف، وهو طبعا تحليل مختزل ولا يلمس البعد المعقد لسياسة الهجرة بفرنسا وبمجموع أوروبا.

سيشجع ماكرون فريقه كما شجعه في مونديال موسكو. رغبته هي أن يوقف «الديكة» زحف «الأسود» حتى يحل بالمغرب في شهر يناير مطمئن البال وفي وضع قوة. لكن رغبة المغاربة هي كسر حلمه وحلم الفريق الفرنسي. ومن غير المستبعد أن ترتفع في جنبات ملعب البيت شعارات: «هاك على الفيزا، يا مول الباليزا». منذ الآن شرع المصممون في شبكات التواصل الاجتماعي في تصوير وإخراج بعض من الشعارات مثل طابق الرفيسة بالديك ولمسمن، وغيرها من التصاوير والحكايات الساخرة. على أي، إن فاز الفريق المغربي على نظيره الفرنسي، فخلال مأدبة العشاء التي ستقام على شرف ماكرون أثناء زيارته للمغرب، فإن أحسن طابق يمكن أن يقدم له هو طبق الرفيسة!

Visited 141 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

المعطي قبّال

كاتب ومترجم مغربي - رئيس تحرير مساعد لموقع "السؤال الآن".