اليوم 325 للحرب: بوتين يؤكد كل شىء يسير حسب المخطط .. وعشرات المفقودين في تدمير مبنى دنيبرو
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم 325 للحرب، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنّ الحملة العسكرية في أوكرانيا تتبع “ديناميكية إيجابية”، بعد الإعلان عن السيطرة على مدينة سوليدار شرق أوكرانيا، الأمر الذي تواصل كييف نفيه.
وقال بوتين في مقابلة مع القناة العامة الروسية بُثّت اليوم الأحد “الديناميكية إيجابية، وكلّ شيء يسير وفق خطط وزارة الدفاع وهيئة الأركان العامّة”. وأضاف “آمل أن مقاتلينا سيسعدوننا أكثر بنتائج قتالهم”.
من جهته، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مقتل 25 شخصاً بينهم طفل واحد، في الهجوم الصاروخي الروسي الذي استهدف مبنى في مدينة دنيبرو أمس السبت. وأضاف في منشور على فيسبوك اليوم، أنه تم إنقاذ 39 شخصاً حتى الآن، من بينهم 6 أطفال، مشيراً إلى إصابة 73 شخصاً بينهم 13 طفلا.
وافاد مراسلون أن هناك عشرات المفقودين ما زالوا تحت أنقاض المبنى الذي استهدف في دنيبرو. وتعرض المبنى الواقع في مدينة دنيبرو في وسط شرق أوكرانيا لدمار جزئي جراء موجة هجمات شنتها روسيا أمس السبت وكانت الأكبر في أسبوعين.
وفي ساحة المعركة، لا يزال القتال يتركز حول بلدتي سوليدار وباخموت في منطقة دونباس في الشرق.
وفي بيانها اليوم الأحد بشأن هجمات اليوم السابق، لم تشر وزارة الدفاع الروسية إلى استهداف دنيبرو بشكل محدد. وقالت “تمت إصابة جميع الأهداف، وإنجاز مهام الضربة”.
وأعلنت القيادة العسكرية العليا في أوكرانيا اليوم الأحد أن روسيا شنت ثلاث ضربات جوية و57 ضربة صاروخية ونفذت 69 هجوما بالأسلحة الثقيلة أمس السبت. وأسقطت القوات الأوكرانية 26 صاروخا.
كما أعلنت اليوم حالة التأهب الجوي في مقاطعات دونيتسك ودنيبرو وبولتافا، بينما أعلنت هيئة الطوارئ الروسية إصابة 10 من رجال الإنقاذ في انفجار بمدينة بيلغورود الحدودية.
وكانت مناطق في أوكرانيا بينها العاصمة كييف (شمال) ومدينة لفيف (غرب) وخاركيف (شرق) تعرضت أمس السبت لضربات صاروخية روسية جديدة استمرت حتى صباح اليوم، استهدفت منشآت البنية التحتية ومناطق سكنية، وتسببت في انقطاع واسع النطاق للتيار الكهربائي.
على صعيد آخر، أفاد الجيش الأوكراني برصد زيادة في عدد السفن الروسية التي وضعت في حالة تأهب قتالي على جبهة البحر الأسود، وأكد استعداده لهجمات روسية على نطاق واسع من تلك الجبهة. وقال الجيش الأوكراني إن روسيا عززت وجودها في البحر الأسود بـ5 حاملات صواريخ وغواصة واحدة خلال الساعات الماضية.
ووفقا لبيان الجيش الأوكراني فقد حركت البحرية الروسية قطاعات بحرية من سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم إلى البحر الأسود وقد استخدموا خلال هجوم أمس السبت نصف صواريخ كاليبر الجاهزة للإطلاق.
وأوردت وكالة رويترز أن روسيا ربما تلجأ إلى رفع الحد الأقصى لسن تجنيد مواطنيها بحلول الربيع ضمن خططها الرامية لزيادة عدد القوات المقاتلة بنسبة 30%. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الرئيس بوتين يؤيد مبدئيا فكرة رفع الحد الأقصى لسن التجنيد وفق التغييرات المحتملة لكن التفاصيل الدقيقة تُترك لوزارة الدفاع.
ميدانيا، بثّت قيادة العمليات الأوكرانية صورا قالت إنها من سوليدار خلال استهداف قواتها لمقاتلين من مليشيا “فاغنر” الروسية عند محاولتهم التسلل إلى مواقع الجيش الأوكراني داخل المدينة.
وكانت نائبة وزير الدفاع الأوكراني قالت في وقت سابق إن معارك شرسة ما تزال مستمرة في مدينة سوليدار التي أعلنت روسيا السيطرة عليها بينما تنفي أوكرانيا سقوط المدينة بالكامل. من جانبه، قال حاكم مقاطعة دونيتسك الأوكراني بافلو كورلينكو إن سوليدار لا تزال تحت سيطرة القوات الأوكرانية، وتحدث عن معارك عنيفة تدور في هذه المدينة وفي باخموت المجاورة، كما تحدث عن خسائر يتكبدها الجيش الروسي هناك.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع إتمام السيطرة على سوليدار أمس السبت، ونشرت وسائل إعلام روسية صورا قالت إنها من داخل المدينة، تظهر مقاتلين من مجموعة فاغنر رفقة صحفيين روس وحجم الدمار الذي لحق بالمدينة.
بدوره، أكد مالك مجموعة “فاغنر” العسكرية الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين أمس السبت سيطرة مقاتليه على مدينة سوليدار رغم النفي الأوكراني، وأشاد بفاعلية قواته في أوكرانيا. وأضاف أنه سيعمل على إرسال جثث جميع قوات الجيش الأوكراني لسلطات كييف.
وتأتي هذه التصريحات بعيد وصول بريغوجين إلى المدينة لتكريم قواته، وعقب إعلان وزارة الدفاع الروسية أن قواتها سيطرت بالكامل على مدينة سوليدار الإستراتيجية قرب مدينة باخموت التي تحاول منذ أشهر الاستيلاء عليها.
وفي دونيتسك قال حاكم المقاطعة الأوكراني إن 7 أشخاص قُتلوا وجُرح عشرات في قصف روسي. وفي المقابل قالت السلطات الموالية لروسيا إن 3 مدنيين أصيبوا في قصف مدفعي وصاروخي أوكراني على مدينة دونيتسك. وأضاف الانفصاليون أن القصف الأوكراني طال بلدة شاختيورسك ومدينة غورلوفكا وبلدات قريبة من خط القتال بين الجانبين.
وفي تطورات أخرى متزامنة، قال حاكم مقاطعة لوغانسك، التي تشكل مع دونيتسك إقليم دونباس شرقي أوكرانيا، إن القوات الأوكرانية استرجعت جميع المواقع التي سيطرت عليها القوات الروسية قبل أيام في محور “سفاتوفا – كريمينا“.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية القضاء على نحو 200 عسكري أوكراني في العمليات العسكرية التي نُفذت الجمعة، وقالت إن قواتها مستمرة في عملياتها الهجومية التي وصفها بالناجحة في محور دونيتسك.
بينما نفت وزارة الدفاع البريطانية الأحد تقريراً لصحيفة “ميرور” حول إرسال مروحيات من نوع “أباتشي” لأوكرانيا. وأتى ذلك بعدما أوردت الصحيفة أن كييف ستحصل من بريطانيا على ما يصل إلى 4 مروحيات “أباتشي”، يمكن تسليح كل منها بـ16 صاروخاً مضاداً للدبابات من طراز “هيلفاير” و76 صاروخاً من طراز “هيدرا“.
وأفادت بأن “أباتشي ستغير قواعد اللعبة. ستصل الدبابات أولاً وسيستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يتم نشر المروحيات”، مضيفة أن “أعضاء الناتو الآخرين سوف يحذون حذوها“. كما كشفت أنه سيتم تسليم ما يصل إلى 4 مروحيات من هذا النوع إلى أوكرانيا، لافتة إلى أن مروحيات “Apache AH64E” تمثل الإصدار الأكثر تقدماً والقادر على “تدمير أهداف متعددة في ثوانٍ“. كذلك أردفت أنه يمكن تسليح كل مروحية بـ16 صاروخ “هيلفاير” مضاداً للدبابات و76 صاروخ “هيدرا” من عيار 70 ملم ومدفع عيار 30 ملم.
وبيّنت الصحيفة أن تكلفة الطائرة تبلغ نحو 70 مليون جنيه إسترليني، وتحتاج طيارين وفريقاً من الفنيين لإبقائها في حالة الاستعداد القتالي. كذلك أعلنت أنه من المتوقع أن يتم تدريب طياري التشكيلات المسلحة الأوكرانية على أراضي بريطانيا، وسيتم إنشاء قاعدة صيانة في دولة مجاورة، على سبيل المثال، في بولندا.
يذكر أنه في وقت سابق، أعلنت بريطانيا رسمياً عن توريد 14 دبابة ثقيلة من طراز “تشالنجر -2” ونحو 30 مدفعية ذاتية الدفع من طراز “AS90” عيار 155 ملم إلى أوكرانيا.
من جهته، أكّد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في مقابلة مع صحيفة ألمانية، أن دولًا غربية سترسل لأوكرانيا شحنات جديدة من الأسلحة الثقيلة. وقال ستولتنبرغ لصحيفة “هاندلسبلات” اليومية، قبل اجتماع هذا الأسبوع في قاعدة رامشتاين الجوية لمجموعة الاتصال للدفاع عن أوكرانيا التي تنسق إمدادات الأسلحة إلى كييف “إن التعهدات الأخيرة بتسليم اسلحة ثقيلة مهمة، وأتوقع المزيد في المستقبل القريب”.
<
p style=”text-align: justify;”>وأضاف “نحن في مرحلة حاسمة من الحرب. لذلك، من المهم أن نزوّد أوكرانيا بالأسلحة التي تحتاج اليها لكي تنتصر”.