الصراع الروسي – الأوكراني.. الدبابات وخيار تصعيد المواجهة

 الصراع الروسي – الأوكراني.. الدبابات وخيار تصعيد المواجهة
 
 
باريس-ا لمعطي قبال
 
   الصراع الروسي-الأوكراني، الدبابات وخيار تصعيد المواجهة. بعد الطائرات المسيرة وما خلفته من خسائر جسيمة في الأرواح والمنشئات في حقل المعارك بأوكرانيا، قفز الحديث، فجأة، ليتركز أزيد من أسبوع على الدبابات وتزويد أوكرانيا بهذا السلاح الذي قدمه الرئيس زيلينسكي، الذي أصبح يوجه حسب أهوائه الرأي العام الغربي، «سلاح الحسم في المعارك القادمة ». وبذلك وضع الدول الأوروبية فيما يشبه «الشونتاج».
   يبقى الهدف في نهاية المطاف هو الحصول على دبابات ليوبارد 2 الألمانية الصنع والمعروفة باختراقها للحواجز ودكها للصفوف الأمامية. ويعتبر الفهد أسرع حيوان على وجه الأرض. على أي انتهى المستشار الألماني بإعطاء موافقته أمام البوندستاغ، بتسليم أوكرانيا ل14 دبابة من نوع ليوبار 2 A6 الحديثة الصنع. كما طالب من الدول الأربعة عشر التي بحوزتها هذه الدبابات وبالأخص بولندا وفنلندا وإسبانيا والنرويج بوضعها رهن إشارة الأوكرانيين. بعد مضي بضعة ساعات على قرار أولاف شولز، أعلن جو بايدن عن تسليم أمريكا لأوكرانيا 31 دبابة من فصيلة M1 Abrams وهي بمستوى الدبابات الألمانية.
   ومن غير المستبعد أن تسلم فرنسا بدورها لأوكرانيا، دبابات لوكلير، الفائقة الصنع والتي صممت لمواجهة الدبابات الروسية. أعربت أوكرانيا طبعا عن فرحتها لتسابق الدول الغربية إلى تسليم هذا العتاد الثقيل، لكنها الحت على ضرورة رفع سقف المعونات إلى 100 دبابة ! للإشارة، فقد بلغت المساعدات الألمانية، التي اقتصرت في البداية على تسليم 5000 خودة عسكرية للجيش الأوكراني، 3 بليون دولار.
   غير أن هذه الدبابات لن تصل ولن تدخل ميدان المعارك قبل الخريف القادم مع العلم أن موسم الربيع سيكون حاسما في المواجهة بين الطرفين. يتضح من خلال هذه الحلقة أن أمريكا، وليست أوروبا، هي من يملي التوجهات والقرارات السياسية. تعرف ألمانيا جيدا أن الدرع النووي الأمريكي قادر على حمايتها في حالة أي هجوم نووي روسي وذلك على النقيض من المظلة الأوروبية التي لا تثق ألمانيا في نجاعتها. هذا الاختيار يعاكس، بل يحبط رغبة ماكرون في خلق كيان أوروبي من أجل دفاع أوروبي مشترك. أصبحت اوكرانيا اليوم المنطقة الأكثر تسلحا في العالم. تهاطلت عليها كل أنواع الأسلحة الخفيف منها والثقيل، المطير والمسير، بكلمة كل الأسلحة القادرة على إلحاق الهلاك والخراب بالطبيعة والبشر.
   من وراء هذا التدفق يقف الرئيس فولودومير زيلينسكي الذي يستسلم لنزوات العظمة والابتزاز. بعد الدبابات سارع إلى المطالبة بتسليم بلده صواريخ بعيد المدى ومقاتلات حربية ! لا أحد اليوم بقادر على التنبوء بمعرفة متى سيتوقف ، الشيء الذي تعتبره غالبية الدول الغربية خطا أحمر لا يمكن تجاوزه. على أي بتسليمها للعتاد الثقيل وبالأخص للدبابات إلى أوكرانيا، وقعت الدول الغربية نهاية الخيار الديبلوماسي مع موسكو الشيء الذي يعني تصاعد لوتيرة الحرب وهزيمة الاستراتيجية التي ناضل من أجلها ماكرون والقاضية بالإبقاء على الحوار مفتوحا مع بوتين.
Visited 11 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

المعطي قبّال

كاتب ومترجم مغربي - رئيس تحرير مساعد لموقع "السؤال الآن".