اليوم 340 للحرب: روسيا تفشل في التقدم نحو فوغليدار ومدفعيتها تقصف قاعدة بحرية في أوتشاكوف
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم 340 للحرب، بعد إعلان موسكو أن قواتها تتقدم قرب مدينة فوغليدار جنوب باخموت شرق أوكرانيا، نفت كييف اليوم، تلك الأنباء جملة وتفصيلا. وأكد المتحدث باسم الجيش الأوكراني في المنطقة، ييفغين ييرين، أن الهجمات الروسية هناك فشلت، بحسب ما نقلت وكالة “فرانس برس”، وقال إن القوات الأوكرانية تمكنت من صدّ الروس بفضل “الأسلحة النارية والمدفعية”، مضيفاً أن “العدو لم يسجّل نجاحاً وتراجع. لم نخسر مواقعنا“.
وكانت وكالات أنباء روسية نقلت عن زعيم الانفصاليين الموالين لروسيا في دونيتسك دنيس بوشيلين صباحاً قوله إن “وحداتنا تواصل التقدم (…) أُقيمت وحدات في شرق فوغليدار والعمل متواصل في الجوار”.
وأكد أن الجيش الأوكراني تراجع إلى منطقة تضمّ “عددًا كبيرًا من المواقع الصناعية والمباني العالية” التي تسهّل عمليات الدفاع. وتابع بوشيلين “إذًا ننطلق من مبدأ أن العدو سيقاوم”.
يشار إلى أن مدينة فوغليدار التي كان فيها 15 ألف نسمة قبل بدء العملية الروسية، تقع على بعد 150 كلم نحو جنوب باخموت في شرق البلاد التي تشهد معارك أيضاً ويسعى الجيش الروسي إلى السيطرة عليها منذ أكثر من ستة أشهر.
وأوضح بوشيلين أن “معارك شرسة” تدور قرب باخموت، وأنه “من المبكر جدًا” التحدث عن تطويق المدينة من جانب القوات الروسية.
من جانبه، قال متحدث عسكري آخر سيرغي تشيريفاتي لوكالة فرانس برس إن هناك “معارك دائرة، نمسك بخطوط الدفاع ملحقين بهم خسائر”.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اكد امس الأحد أن باخموت وفوغليدار ومناطق أخرى في منطقة دونيتسك تتعرض “لهجمات روسية متواصلة”.
من جهة ثانية، نقلت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية عن مصدر وصفته بالمطلع أن المدفعية الروسية قصفت مساء أمس الأحد القاعدة البحرية في مدينة أوتشاكوف مما أسفر عن مقتل 14 جنديا أوكرانيا بينهم “مرتزقة بريطانيون”. وقال المصدر الروسي إن المعلومات التي حصل عليها الجانب الروسي تفيد بأن القصف دمر معدات وأنظمة دعم الحياة والبنية التحتية في القاعدة التي تنتشر فيها وحدة تابعة لمركز العمليات البحرية الخاصة الأوكرانية، بحسب نفس المصدر.
وأضاف أن “المرتزقة” الذين كان بعضهم بين القتلى تولوا مهمة التدريب الخاص للمقاتلين الأوكرانيين على تنفيذ ما وصفها بعمليات تخريبية في حوض البحر الأسود وبحر آزوف.
ويأتي الإعلان عن هذه العملية في وقت تتصاعد فيه وتيرة الهجمات الروسية بجنوب أوكرانيا، وسط تكهنات بأن موسكو تعد لشن هجوم كبير في الربيع المقبل.
وزار زيلينسكي اليوم الاثنين مدينة ميكولايف (جنوب) برفقة رئيسة الوزراء الدنماركية مته فريدريكسن.
وفي الجبهة الجنوبية، تواصلت المعارك في أجزاء من مقاطعتي زاباروجيا وخيرسون، وقالت المتحدثة باسم قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية ناتاليا هومينيوك إن الروس بدأوا يكثفون استخدامهم للتعزيزات التي تصل تباعا من شبه جزيرة القرم إلى قواتهم في الجبهات الجنوبية، مضيفة أن سبب الاستعانة بوحدات هو الخسائر الكبيرة في صفوف قواتهم المرابطة هناك، بحسب تعبيرها.
وفي السياق، نفذت القوات الروسية سلسلة غارات على خيرسون استخدمت فيها القذائف الحارقة المحرمة دوليا، كما شمل القصف جنوبا مقاطعة زاباروجيا، وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى مدنيين، بحسب السلطات الأوكرانية.
ورد الجيش الأوكراني بسلسلة غارات على مواقع تمركز القوات الروسية وأنظمتها الصاروخية داخل الأراضي الأوكرانية، إضافة إلى محطتي رادار ومستودع للذخيرة، بحسب بيان عسكري.
وفي تطورات متزامنة، بثت هيئة الطوارئ الأوكرانية مشاهد لما قالت إنه قصف روسي على مبنى سكني أسفر عن مقتل مسنة وإصابة 3 أشخاص في مقاطعة خاركيف (شمال شرق)، وبثت وسائل إعلام أوكرانية صورا لعمليات الإنقاذ في المبنى المكون من 4 طوابق.
على صعيد آخر، قال مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك إن كييف حصلت على إشارات إيجابية من بولندا بشأن مقاتلات من طراز “إف 16 جي إف إكس”، وهي مستعدة لنقلها إلى أوكرانيا بالتنسيق مع حلف شمال الأطسي (الناتو).
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية العقيد يوري إهنات للجزيرة إن بلاده بحاجة إلى مقاتلات “إف-16” (F-16) الأميركية لاستبدال أسطولها الجوي الروسي “المهترئ”، وإنها بحاجة إلى 25 طائرة مقاتلة على الأقل.
وقبل ذلك، أوضح مسؤول أوكراني أن المفاوضات بشأن الحصول على طائرات مقاتلة حديثة من الحلفاء الغربيين لا تزال في بداياتها.ومؤخرا وعدت كل من واشنطن وبرلين كييف بتسليمها عشرات الدبابات المتطورة من طراز “أبرامز” و”ليوبارد 2″، وأثارت الخطوة غضب موسكو.
سياسيا، نفى الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين أن يكون قرار إرسال الدبابات إلى أوكرانيا في سياق التصعيد، وقال إنه رد على التصعيد الروسي تجاه المدنيين والبنية التحتية الأوكرانية. واضاف في بيان إنه لم يرفض أي طلب للحوار، مضيفا أن روسيا هي التي ترفض كل مبادرات السلام حتى الآن.
ويأتي بيان الاتحاد الأوروبي عقب تصريحات لسيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، قال فيها إنه من غير المجدي التحدث مع كييف بعد قرار واشنطن تزويد أوكرانيا بالدبابات، مشددا في الوقت نفسه على أن موسكو مستعدة لمشاورات مع واشنطن لإيجاد حلول للمسائل ذات الاهتمام المشترك.
<
p style=”text-align: justify;”>من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده لم تتخل أبدا عن الحوار المتكافئ مع الأوروبيين أو البحث عن طرق لحل المشكلات الأمنية. ولم يستبعد أن تقوم بولندا ودول البلطيق بقطع الاتصالات مع روسيا، مؤكدا أن موسكو لا تؤيد قطع العلاقات الدبلوماسية.