اليوم 370 للحرب: من دخل الى بريانسك فاغنر أم قوات كييف؟!
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم 370 للحرب، أعلن جهاز الأمن الروسي إنه عثر على عدد كبير من الأجهزة القابلة للتفجير بمنطقة كليموفسكي في مقاطعة بريانسك الحدودية غربي روسيا، متهما مجموعة من “المخربين الأوكرانيين” بزرعها بعد التسلل إلى المنطقة.
وقال جهاز الأمن الاتحادي الروسي، في بيان اليوم الخميس، إنه فتش منطقة بريانسك بالكامل، وعثر على متفجرات من مختلف الأنواع، وجاء في البيان أن الوضع في بلدات منطقة كليموفسكي في مقاطعة بريانسك يخضع لسيطرة الأجهزة الأمنية الروسية.
وعلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقوله إن “المخربين الأوكرانيين” أطلقوا النار على المدنيين، فيما وصفه بأنه “عمل إرهابي” بالقرب من الحدود الروسية مع أوكرانيا.
وعمن وصفهم بالنازيين الجدد والإرهابيين، قال بوتين إنهم “ارتكبوا عملا إرهابيا آخر، وجريمة أخرى، حيث دخلوا المنطقة الحدودية وفتحوا النار على المدنيين”.
وكان حاكم مقاطعة بريانسك الروسية ألكسندر بوغوماز قد أعلن قيام مجموعة أوكرانية بالتسلل إلى منطقة كليموفسك في مقاطعة بريانسك، على الحدود الروسية الأوكرانية، حيث نفذت “عمليات إجرامية وإرهابية في المنطقة”. وقال في قناته على تطبيق تليغرام، “تسللت مجموعة تخريبية من الحدود الأوكرانية إلى قرية لوبيتشان، وفتحت النار على السيارات في تلك المنطقة، مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة طفل يبلغ 10 سنوات بجروح. ونقل الطفل إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم”.
وأفادت وسائل إعلام روسية بأن مجموعة من “المخربين” الأوكرانيين تسللت إلى منطقة كليموفسكي في مقاطعة بريانسك، واحتجزت عددا من المدنيين رهائن في متجر في أحد القرى، قبل أن تعيد قوات الأمن الروسي فرض السيطرة والأمن إلى المنطقة.
وسبق أن أعلن جهاز أمن الدولة الروسي أن قوات بلاده اشتبكت مع “مجموعة تخريبية” أوكرانية تسللت إلى الأراضي الروسية ودخلت مقاطعة بريانسك، وقد ذكرت وسائل إعلام محلية أن عددهم نحو 50 مسلحا. وقالت تقارير صحفية روسية إن المجموعة تحتجز أكثر من 100 شخص رهائن داخل منازل في بريانسك، كما تحدثت عن احتجاز عدد من الرهائن داخل متجر في قرية ليوبيتشاني في المقاطعة.
في المقابل، نفى الجانب الأوكراني تسلل مسلحين إلى الأراضي الروسية، واتهم موسكو بالوقوف وراء هذه الأحداث. وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك إن “قصة مجموعة التخريب في روسيا استفزاز متعمد هدفه تخويف موسكو لشعبها”.
وكذلك نفت الإدارة العسكرية في أوديسا بجنوب غربي أوكرانيا تسلل قوات أوكرانية إلى بريانسك، وقالت إن مجموعة فاغنر العسكرية الروسية ربما تكون هي التي احتجزت الرهائن.
ونقلت وكالة تاس عن المتحدث باسم الكرملين أن بوتين سيعقد غدا الجمعة اجتماعا مع أعضاء مجلس الأمن القومي الروسي لبحث الوضع في بريانسك.
من جهة أخرى، وبعد تقدم القوات الروسية، التي عُززت بمئات الآلاف من قوات الاحتياط الذين جرى استدعاؤهم العام الماضي، إلى شمال وجنوب مدينة باخموت في الشرق الأوكراني لقطع الطرق المتبقية التي تربط المدينة بالاتجاه الغربي وهي طرق تستخدمها القوات الأوكرانية، أعلنت مجموعة فاغنر أنها دخلت قلب المدينة.
ونشرت على أحد حساباتها في تيليغرام، اليوم الخميس صوراً لجنودها في وسط باخموت.
بدوره، أكد رئيس المجموعة التي تقاتل إلى جانب القوات الروسية، يفغيني بريغوزين، في تسجيل صوتي، أن رجاله أصبحوا وسط باخموت.
وفي المقابل، أفاد مراسلون ألا إعلان رسميا حتى الآن عن السيطرة على باخموت، لافتاً إلا أن المعارك ضارية ومستعرة في المدينة حيث تقدمت قوات فاغنر من نواحي مختلفه نحو مركز باخموت دون الناحية الغربية.
وأوضح أن مقاتلي فاغنر تقدموا من الشمال انطلاقا من بلدة ياغدنايا نحو بلدة خرومافا في الغر، حول المدينة لإكمال التطويق. كما أشار إلى أن قتال شوارع محتدم يجري بين الطرفين، فيما تقدم القوات الأوكرانية دفاعاً قوياً. وسبق أن أعلنت سابقاً فاغنر دخول المدينة الاستراتيجية، إلا أن الجيش الروسي عاد ونفى ذلك.
من ناحية أخرى، قالت مجلة تابعة لوزارة الدفاع الروسية إن موسكو تضع إستراتيجية من نوع جديد تشمل استخدام الأسلحة النووية لحماية البلاد من عدوان أميركي محتمل، في وقت تستمر فيه المعارك الضارية شرقي أوكرانيا، حيث نفت قوات كييف اتخاذ قرار بالانسحاب من باخموت.
وأفادت وكالة الإعلام الروسية بأن مقالا نشر في مجلة “فوينايا مايسل” (الفكر العسكري) التابعة لوزارة الدفاع، خلص إلى أن واشنطن تخشى فقدان هيمنتها على العالم، ولذلك أعدت “على ما يبدو” خططا لضرب روسيا لتحييدها.
وأضافت أنه ردا على ذلك يعكف الخبراء الروس بنشاط على “تطوير شكل واعد من الاستخدام الإستراتيجي للقوات المسلحة الروسية: عملية لقوات الردع الإستراتيجي”، وذكرت أن هذا “يقتضي استخدام الأسلحة الإستراتيجية الهجومية والدفاعية الحديثة، والأسلحة النووية وغير النووية، مع الأخذ في الحسبان أحدث التقنيات العسكرية”.
وأشار المقال إلى أنه يتعين على موسكو أن تبيّن للولايات المتحدة أنها لا تستطيع شل نظام الصواريخ النووية الروسي، وأنها لن تكون قادرة على صد ضربة انتقامية.
ويعد المقال أحدث حلقة في سلسلة من التصريحات والمنشورات للساسة والمعلقين الروس في هذا الجانب منذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا، إذ يؤكدون أن موسكو ستكون مستعدة لاستخدام ترسانتها النووية الضخمة إذا لزم الأمر.
من جهته، قال المحلل العسكري الأوكراني أوليغ جدانوف في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي إن “هناك خطرا بوقوع حاميتنا في باخموت تحت طوق (روسي)”، ورأى أن الموقف “حرج”.
وذكر جدانوف أن القوات الروسية تحاول قطع طرق إمداد القوات الأوكرانية في باخموت، وإيقاف أي حركة عليها.
وكان ألكسندر رودنيانسكي، وهو مستشار اقتصادي للرئيس الأوكراني، قد صرح في حديث لشبكة “سي إن إن” (CNN) بأن جيش بلاده قد ينسحب من باخموت إستراتيجيا ولن يضحي بأفراده “من أجل لا شيء”.
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أمس الأربعاء إن بلاده “تجاوزت أصعب شتاء في تاريخها” بعد قصف روسي مكثف لمنشآت البنية التحتية في أنحاء أوكرانيا. وقال كوليبا “كان الجو باردا ومظلما، لكننا لم نرضخ”، مضيفا أن “أوكرانيا هزمت رعب الشتاء”.
ورأى أن الاتحاد الأوروبي “كسب أيضا” لأنه “لم يتجمد من دون الغاز الروسي” الخاضع للعقوبات. وقال: “وقف شركاؤنا إلى جانبنا وقدموا لنا يد العون”، وأضاف “ما زال الطريق نحو النصر النهائي طويلا، لكننا نعرف بالفعل كيف ننتصر”.
أما الأمين العام لمجلس الأمن والدفاع الأوكراني أوليكسيتش دانيلوف فتمنى للمواطنين “أول يوم سعيد في الربيع الأوكراني”، وتساءل “إذن، هل تمكنوا من تجميدنا”.
سياسيا، شهد اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين في نيودلهي، اليوم الخميس، تجاذبات واتهامات متبادلة على خلفية الحرب الروسية في أوكرانيا. واتهم وزيرا الخارجية الروسي والصيني الدول الغربية باستخدام “الابتزاز والتهديدات” لفرض رؤيتها، وفقا لما جاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية.
وذكر البيان أنه خلال لقاء عقد على هامش اجتماع مجموعة العشرين، رفض الوزيران الروسي سيرغي لافروف والصيني تشين غانغ “محاولات التدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى بغية فرض نهج أحادي الجانب من خلال الابتزاز والتهديدات”.
وقال لافروف في تصريحات أخرى إنه يعتذر للهند عن “السلوك غير اللائق لعدد من الوفود الغربية التي حولت عمل مجموعة العشرين إلى مهزلة“. كما اتهم الوزير الروسي الدول الغربية بأنها تدفن “بكل وقاحة المبادرة الإنسانية المعروفة التي توسط فيها الأمين العام للأمم المتحدة”، في إشارة إلى اتفاق تصدير الحبوب الذي توسطت فيه تركيا والأمم المتحدة والذي يفترض تمديده إذا لم يقدم أي طرف اعتراضا رسميا.
في المقابل، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال الاجتماع الوزاري “للأسف، من جديد تطغى على هذا الاجتماع حرب روسيا غير المبررة في أوكرانيا، وحملتها التدميرية المتعمدة ضد أهداف مدنية، وهجومها على المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة”.
وأضاف بلينكن أنه يتعين على مجموعة العشرين أن تكرر الدعوات، التي وافق عليها معظم زعماء المجموعة أثناء اجتماعهم في بالي في نوفمبر-تشرين الثاني الماضي، حتى تنهي روسيا الحرب وتسحب قواتها من أجل السلام الدولي والاستقرار الاقتصادي.