اليوم الـ 13 للحرب: جثث في شوارع بوشا..
السؤال الآن – وكالات وتقارير
في اليوم الثالث عشر للحرب الروسية على أوكرانيا، وتنفيذا لتوافقات سابقة، فُتحت اليوم الممرات الإنسانية، لإجلاء المدنيين من خمس مدن أوكرانية، بحسب ما أكدت وزارة الدفاع الروسية. فقد أعلنت الوزارة فتح “الممرات” حتى يتسنى إجلاء الناس من كييف وأربع مدن أوكرانية أخرى، هي تشيرهيهيف وسومي وخاركيف وماريوبول.
وقالت إن القوات الروسية في أوكرانيا طبقت “نظام صمت”، في إشارة إلى وقف النار اعتبارا من الساعة 07،00 بتوقيت جرينتش. فيما أعلن أناتول فيدوروك، رئيس بلدية بوشا في ضواحي العاصمة، عن وقوع قذائف روسية في عدة أماكن.
وأضاف “لا يمكننا حتى جمع الجثث، لأن القصف بالأسلحة الثقيلة لا يتوقف ليلاً أو نهاراً”. وتابع قائلا “الكلاب تمزق الجثث في شوارع المدينة.. إنه كابوس”.
وكان التعهد الروسي بوقف إطلاق النار قوبل أمس بتشكيك أوكراني. إذ اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مساء الاثنين، الجيش الروسي بإفشال إجلاء المدنيين بعد محادثات ثنائية أجريت خلال الفترة الماضية بين الطرفين. لاسيما وأن عمليات الإجلاء هذه التي اتفق عليها بعد مفاوضات بين وفدي روسيا وأوكرانيا على الحدود البيلاروسية، منذ مطلع الأسبوع الماضي، توقفت عدة مرات خلال الفترة الماضية، حتى قبل أن تبدأ أحيانا، وسط تقاذف الاتهامات بين الجانبين.
في حين شددت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على وجوب أن تكون ممرات الإجلاء آمنة وعملية، حفاظا على أرواح المدنيين.
يأتي هذا فيما تدخل العملية العسكرية الروسية التي أطلقها الكرملين على الأراضي الروسية في 24 فبراير الماضي، يومه الـ 13 وسط استنفار أمني غير مسبوق في أوروبا، لامس أجواء الحرب العالمية الثانية، بحسب ما حذر أكثر من مسؤول أوروبي مؤخرا. وقد استتبعت تلك الهجمات الروسية حملة عقوبات واسعة ضد موسكو، بلغت أكثر من 500 عقوبة، ودفعت البلاد إلى التربع على عرش الدول الأكثر مواجهة للعقوبات بعد إيران وكوريا الشمالية.
كما استدعت إلى تأهب حلف الناتو الذي أرسلت دوله مساعدات عسكرية نوعية، ومالية إلى كييف لمواجهة العمليات الروسية.
هذا وعاد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسيكي، إلى القصر الرئاسي في كييف للمرة الأولى علنا منذ اندلاع الحرب، موثقا ذلك بفيديو أكد أنه “لا يخاف أحدا”.
وفي وقت لاحق، أجرى زيلينسيكي مقابلة مع شبكة “آيه بي سي نيوز” الأميركية، أكد فيها أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يتوقف عند أوكرانيا، محذرا من أنه “سيفترس” دولا أخرى من حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
وبفيديو صوّر عن طريق الهاتف الذكي، تجول زيلينسكي في المقر الرئاسي بوسط كييف، وكتب عليه تعليقا باللغة الإنجليزية: “أنا موجود في كييف، وفي بانكوفا (حيث يقع المقر الرئاسي)، بلا تخفي وبلا خوف من أحد وسأفعل كل ما يلزم للفوز بهذه الحرب”.
وهذه أول مرة يعود فيها زيلينسيكي علنا إلى المقر الرئاسي منذ اندلاع الحرب في 24 فبراير الماضي، حيث يتوارى عن الأنظار في مقر سري. وخلال المقابلة التلفزيونية، توسل زيلينسيكي الرئيس الأميركي جو بايدن بفرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا. وكان الرئيس الأوكراني قد طالب مرارا الولايات المتحدة والغرب بفرض حظر طيران فوق بلاده لتحييد التفوق الجوي الروسي، لكن ذلك لم يحدث. وذكر أنه تحدث مع بايدن، السبت الماضي، لمدة 40 دقيقة حيث ناقش فيها الأمر.
وأكد زيلينسكي أن “الوحش بوتن” لن يتوقف بمجرد اجتياح أوكرانيا. وأضاف: “نحن أولا، وسوف تكونون أنتم (الغرب) في المرحلة الثانية.. كلما أكل هذا الوحش أكثر، رغب في المزيد”. ووصف بلاده بأنها منطقة حرية تحتاج إلى حماية، وقال: “عندما يتم انتهاك حدود الحقوق والحريات والتدخل فيها، فعليك (يقصد الغرب) أن تحمينا”.
من جهته، أعلن البنتاغون أن تقديراته تفيد بأن ما يقرب من 100% من القوات التي حشدتها روسيا على حدود أوكرانيا في الأشهر الأخيرة باتت اليوم داخل أوكرانيا، في حين أرسلت الولايات المتّحدة 500 جندي إضافي إلى أوروبا لتعزيز الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي.
وأوضحت وزارة الدفاع أنه مع تكثيف القوات الروسية للضربات بات القصف يطال بشكل متزايد المدنيين، مشيرة إلى أن موسكو تسعى كذلك إلى “تجنيد” مقاتلين أجانب، بمن فيهم سوريون، للقتال في أوكرانيا.
وقال المتحدّث باسم البنتاغون جون كيربي للصحافيين في واشنطن، بحسب ما نقلت فرانس برس، إنّ القوات الروسية “لم تحرز أي تقدم ملحوظ في الأيام الأخيرة” في أوكرانيا باستثناء المناطق التي سيطرت عليها في جنوب هذا البلد. كما أضاف أن التقديرات تفيد بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “أقحم عملياً مئة بالمئة من قواته القتالية” التي حشدها في الأشهر الأخيرة عند الحدود الروسية-الأوكرانية، والتي يتخطّى عديدها 150 ألف جندي، وفق التقديرات الأميركية. وتابع قائلا:” لقد أرسلهم جميعهم إلى داخل” أوكرانيا.