اليوم 383 للحرب: فاغنر تسيطر على بلدة بمحيط باخموت وروسيا تستخدم الفوسفور الأبيض
السؤال الآن ـــ وكالات وتقارير
في اليوم 383 للحرب، أعلن مؤسس الشركة العسكرية الروسية الخاصة “فاغنر” يفغيني بريغوجين، اليوم أن القوات الروسية سيطرت على بلدة “زاليزنيانسكويه” في محيط باخموت، وبالتالي، وسعت رقعة تطويق المدينة. وكتب بريغوجين عبر قناته على “تليغرام”: “الوحدات الهجومية توسع رقعة تطويق باخموت (أرتيوموفسك). صباح اليوم، سيطرت الوحدات الهجومية للشركة العسكرية الخاصة “فاغنر” على بلدة “زاليزنيانسكويه”.
يأتي ذلك فيما دوت صافرات الإنذار في جميع أنحاء أوكرانيا، صباحا الأربعاء، عقب وقوع انفجارات في خاركيف. واعلن عن حالة التأهب الجوي في أوكرانيا بعد إقلاع طائرات “ميغ” روسية، فيما افيد عن سقوط صاروخين على مبنى سكني في خاركيف.
وقبلها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن وحدات من القوات المسلحة الروسية تتألف من 6 مجموعات هجومية سيطرت على جزء من المنطقة الصناعية على محور كوبيانسك. وقالت في بيان عبر قناتها على “تليغرام”: “على محور كوبيانسك، سيطرت وحدات، من الجيش السادس للقوات المشتركة، تتألف من ست مجموعات هجومية على جزء من المنطقة الصناعية في نهاية اليوم، واستولت على ثلاثة مستودعات”. وأشارت إلى أن وحدات المشاة الآلية كشفت ودمرت مجموعة تخريب واستطلاع معادية من اللواء الميكانيكي الـ14، في بلدة سينكوفكا (منطقة كوبيانسك بمقاطعة خاركوف) وأحبطت أيضا محاولتين لنقل الاحتياطيات.
وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي إن كبار القادة العسكريين الأوكرانيين يفضلون الدفاع عن القطاع الذي يضم مدينة باخموت في شرق أوكرانيا وإلحاق أكبر قدر من الخسائر بالقوات الروسية. وقال في خطابه الليلي المصور مساء الثلاثاء: “التركيز الأساسي كان على.. باخموت”، مضيفاً: “كان هناك موقف واضح للقيادة بأكملها وهو تعزيز هذا القطاع وتدمير المحتلين إلى الحد الأقصى”.
هذا وأُطلقت ذخيرة تحتوي على مادة الفوسوفور الأبيض الثلاثاء من مواقع روسية على منطقة غير مأهولة في مدينة تشاسيف يار في شرق أوكرانيا، المجاورة لباخموت حيث يشتد القتال، وفق ما أفاد مراسلو وكالة “فرانس برس”. وبحسب ما أفادت الوكالة، نحو الساعة 16:45 مساءً (14:45 غرينتش) أُطلق مقذوفان بفارق خمس دقائق على طريق في الضواحي الجنوبية لتشاسيف يار يربط المدينة بباخموت المجاورة التي تشهد أعنف معارك الغزو الروسي لأوكرانيا وأطولها أمدا.
وتلا صوت إطلاق المقذوفين دوي انفجار ذخائر أطلقت كرات صغيرة وحارقة تحتوي على الفوسفور الأبيض سقطت ببطء على الأرض. وتسببت الكرات بحرائق في المساحات المزروعة على جانبي الطريق في مساحة تعادل حجم ملعب كرة قدم.
وتعذّر على “فرانس برس” تأكيد ما إذا كان الموقع المستهدف مركزا للقوات الأوكرانية، لكن شاحنة خضراء تحمل شعار صليب أبيض يرمز للجيش الأوكراني كانت مركونة على مقربة من المنطقة المحترقة. وأقرب المنازل إلى أطراف المنطقة تبعد 200 متر. والذخائر التي تحتوي الفوسفور هي أسلحة حارقة يحظّر استعمالها صد مدنيين، إنما يمكن استخدامها ضد أهداف عسكرية بموجب اتفاقية جنيف المبرمة في العام 1980.
وتتّهم كييف موسكو بأنها استخدمت هذا النوع من الأسلحة مرارا منذ بدء الحرب، بما في ذلك ضد مدنيين، ما ينفيه الجيش الروسي بشدة.
هذا ونقل مراسلون من موسكو عن مصادر روسية سيطرة مسلحي المجموعة الروسية على مرتفعات شمال باخموت وعلى أحياء وجزء من المنطقة الصناعية جنوب المدينة. وكان قائد مجموعة قال أمس إن نحو 50 ألف جندي أوكراني موجودون داخل باخموت وفي محيطها بشكل دائم، وإن ما بين 12 و20 ألف عسكري أوكراني موجودون داخل حدود المدينة. وأوضح أنه بالإضافة إلى هذا العدد، تحشد القوات الأوكرانية 20 ألف جندي تحضيرا للهجوم المضاد المرتقب، وذلك يرفع إجمالي عدد العسكريين الأوكرانيين إلى 70 ألفا. كما قال إن مقاتليه يتمركزون على مقربة من مجلس مدينة باخموت.
من جهتها، قالت هيئة الأركان الأوكرانية اليوم إن قواتها صدّت 90 هجوما روسيا في مختلف الجبهات في الساعات الماضية. وأضافت في بيان أن الروس لم يتخلوا عن محاولاتهم للاستيلاء على مدينة باخموت.
وبث حرس الحدود الأوكراني مقاطع فيديو تُظهر استهدافه عناصر من الجيش الروسي وآليات في منطقة باخموت، بينما نشرت “كتيبة آدمز” مقاطع لاستهدافها خنادق يتحصن فيها جنود من القوات الروسية في محيط المدينة.
وفي دونيتسك أيضا، تدور معارك عنيفة حول مدينة كريمينا وبلدات أخرى شمالي المقاطعة. وقالت آنا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني إن القوات الروسية تشن هجمات في عموم مقاطعة دونيتسك، وأضافت أن معركة باخموت مهمة للغاية لأنها كبّدت الروس خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد وحدّت من قدرتهم على التقدم.
وفي تطورات ميدانية أخرى، قال حاكم مقاطعة بيلغورود الروسية اليوم إن الدفاعات الجوية أسقطت 3 صواريخ فوق مدينة بيلغورود ومحيطها. وفي خيرسون (جنوب)، قالت السلطات المحلية إن قصفا روسيا على المقاطعة أسفر عن ضحايا من المدنيين.
على صعيد آخر، قال موقع “بوليتيكو” (POLITICO) إنه اطلع على رسالة من أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي طالبوا فيها وزير الدفاع لويد أوستن بتزويد أوكرانيا بمقاتلات أميركية من طراز “إف-16“.
وأضاف الموقع الإخباري الأميركي أن المشرعين الثمانية الموقعين على الرسالة يرون أن مقاتلات “إف-16” يمكن أن تغير قواعد اللعبة في ساحة المعركة مع دخول الحرب عامها الثاني. وأشار موقع بوليتيكو إلى أن الأعضاء طالبوا الوزير أوستن بتزويدهم بتقييمات بحلول نهاية الأسبوع عن الشروط اللازمة لمدّ أوكرانيا بالمقاتلات.
هذا وأعلنت وزارة الدفاع الروسية مضاعفة إنتاج الصواريخ عالية الدقة كما أعلنت الصناعات العسكرية في البلاد أن إنتاج الذخيرة وصل إلى مستوى حالة الحرب. وأمر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أثناء تفقده مصانع إنتاج الصواريخ التكتيكية في ضواحي العاصمة موسكوبمضاعفة الإنتاج من الصواريخ عالية الدقة إلى مثليه، وفقا لما أفادت به وكالة تاس.
من جهتها، قالت شركة “روستيخ” الروسية للصناعات العسكرية إن إنتاج الذخيرة في البلاد وصل إلى مستوى حالة الحرب، مشيرة إلى أن إنتاج بعض الأنواع من الذخائر تضاعف مرات عدة.
في المواقف، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن بلاده قادرة على تقديم ما تحتاج إليه أوكرانيا في أقرب وقت ممكن.
وجاءت تصريحات أوستن خلال اجتماع في واشنطن لمجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية، حيث أكد الوزير الأميركي أن واشنطن ستواصل التزامها تقديم المساعدات لأوكرانيا وتعزيز قدراتها العسكرية. وأضاف أن الولايات المتحدة أثبتت فعالية العمل في تعزيز الصمود الأوكراني في وجه الجيش الروسي ومجموعة فاغنر.