اليوم 393 للحرب: أوكرانيا تنتظر دعم هجومها المعاكس.. وباخموت تتعب روسيا وفاغنر
السؤال الآن ـــ وكالات وتقارير
في اليوم 393 للحرب، أكدت المتحدثة باسم قيادة عمليات الجنوب في أوكرانيا ناتاليا هومينيوك إن القوات الروسية لن تحصل على أي منطقة آمنة في أي نقطة من شبه جزيرة القرم المحتلة مؤقتًا، مشيرة إلى أن أوكرانيا جادة جدا في إعادة أراضيها والعودة إلى حدود عام 1991، محذرة من أن القوات الروسية والموالية لها في شبه الجزيرة ستشعر حقا بما سمته “موسم الانفجارات” في بعض الأماكن والنقاط، وقالت إن ذلك “أمر لا لبس فيه”.
وتعليقا على ما أوردته المخابرات العسكرية بأن ممثلين عن سلطات القرم الموالين لروسيا بدؤوا بإخلاء شبه الجزيرة، قالت هيمينيوك في حديث لقناة محلية، إن الأوكرانيين لن يسمحوا لهم بالعودة “لأن الموسم قد بدأ بالفعل”. ورأت أن الهجمات الصاروخية الروسية الضخمة أصبحت شيئًا من الماضي، مشيرة إلى أن روسيا لم تعد لديها القدرة على إطلاق 50-70-80 صاروخًا دفعة واحدة.
من جهة أخرى، قالت وزارة الدفاع البريطانية إن الروس عادوا لاعتماد خطط دفاعية في مدينة باخموت شرقي أوكرانيا، ورجحت توقف الهجوم على المدينة بسبب ما سمته الاستنزاف الشديد للقوات الروسية. وأشارت في تقييم استخباري نشرته على تويتر إلى أن وضع القوات الروسية في باخموت سيىء، بسبب التوترات بين وزارة الدفاع الروسية ومجموعة فاغنر. ورجحت أن تكون القوات الروسية قد وجهت تركيزها العملياتي إلى بلدتي أدييفكا وإلى كريمينا سفاتوف، في إشارة إلى عودة القوات لوضعية دفاعية بعد إخفاق هجومها العام المستمر منذ يناير ــــ كانون الأول الماضي في تحقيق نتائج حاسمة.
وبحسبها فإن القوات الأوكرانية أيضا تكبدت خسائر كبيرة في الأرواح في دفاعها عن المدينة.
من جهته، قال قائد القوات البرية الأوكرانية أليكسندر سيرسكي إن قواته ستبدأ قريبا هجوما مضادا في باخموت بعد أن صمدت في وجه الحملة العسكرية التي شنتها روسيا في الشتاء، مؤكدا أن مقاتلي فاغنر يفقدون قدرا كبيرا من قوتهم.
يأتي ذلك، فيما أفاد موقع “ريبار” العسكري بأن القوات الروسية وجهت قصفا مكثفا لمواقع القوات الأوكرانية في مقاطعة سومي، مشيرا إلى أن القوات الروسية قضت خلال هذا القصف على العشرات من القوات الأوكرانية، فيما أصيب 200 عسكري أوكراني على الأقل بجروح.
وفي محور باخموت، أكد الموقع أن القوات الروسية تشدد الخناق على القوات الأوكرانية داخل المدينة، ولا سيما في المنطقة الصناعية الواقعة في الشمال، وعلى مواقعهم قرب ملعب “أفانغارد” في الجنوب.
وقال إن القوات الروسية تستمر بشن هجمات على تحصينات القوات الأوكرانية في مدينة أفدييفكا، وإنها تمكنت من السيطرة بشكل كامل على بلدة كامينكا الواقعة شمال شرق مدينة أفدييفكا، والتي تعد آخر المعاقل التي كانت تخضع جزئيا لسيطرة القوات الأوكرانية في الجناح الشرقي الشمالي من المدينة.
أما المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، فأعلن اليوم، أن مقاتلات ومروحيات الجيش الروسي، وقوات المدفعية والصواريخ، استهدفت مواقع المدفعية الأوكرانية ومراكز تجمع الأفراد والعتاد العسكري الأوكراني في 112 منطقة. وقال: “قامت مقاتلات ومروحيات الجيش الروسي، وقوات الصواريخ والمدفعية، خلال يوم واحد، باستهداف 75 وحدة مدفعية أوكرانية، ومراكز تجمع الأفراد والعتاد العسكري في 112 منطقة”.
يأتي ذلك فيما كشفت وكالة “بلومبرغ”، نقلا عن مسؤولين غربيين، استعداد روسيا لعملية تعبئة جديدة تشمل 400,000 مجند سينضمون إلى القتال في أوكرانيا. وذكرت أن موسكو ستعتمد في عملية التعبئة الجديدة على المتقاعدين والمتطوعين من الروس، كما أوضحت أن التعبئة العسكرية في روسيا ستكون بالتعاقد وليست إجبارية.
هذا وقال رئيس أركان الجيش الأوكراني إن معركة باخموت بدأت تهدأ فيما قال قائد قوات المشاة إن القوات الروسية “أصيبت بالإرهاق” بالقرب من باخموت.
من جانبها، أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية أن روسيا نفذت 50 غارة جوية وأطلقت 11 صاروخا على مناطق من البلاد خلال الـ24 ساعة الماضية.
وقالت في بيان “نفذت (روسيا) 75 هجوما على مواقع جنودنا والبنية التحتية المدنية للمدن الأوكرانية عبر راجمات الصواريخ، مما أدى إلى مقتل مدنيين”. مضيفة أن القوات الروسية كثفت هجماتها على مدن ليمان وباخموت وأفدييفكا ومارينكا وشاختارسك، ومشيرة إلى أن هذه الهجمات باءت بالفشلأ، ولفتت إلى أن وحدات الصواريخ والمدفعية الأوكرانية دمرت موقعين لقيادة الجيش الروسي ونظامين للصواريخ مضادة للطائرات ومستودع ذخيرة ومحطتين للحرب الإلكترونية.
من جهة أخرى، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه لم يتلق أي عرض من الصين للوساطة والحوار أو للقاء الزعيم الصيني، وأضاف في مقابلة مع صحيفة “يوميوري شيمبون” اليابانية أنه أرسل رسائل مباشرة عبر القنوات الدبلوماسية تفيد برغبته في التحدث مع الرئيس الصيني.
وكشف عن أنه طلب من بكين التعاون فيما يتعلق بخطة السلام الأوكرانية المكونة من 10 نقاط، معربا في الوقت نفسه عن شكوكه في خطة السلام الصينية، قائلا إن “احترام السيادة والسلامة الإقليمية” يجب أن يأتي أولا.
ومن جهة ثانية، قال زيلينسكي: “لا يمكننا حتى الآن بدء الهجوم المضاد. لا يمكننا بدون دبابات ومدفعية وراجمات الصواريخ الأمريكية هيمارس، إرسال جنودنا الشجعان إلى الخطوط الأمامية”. وشدد زيلينسكي كذلك، على وجود نقص كبير في الذخيرة”، وأشار إلى أن سلطات كييف تنتظر توريدها من جانب الشركاء.
ونوهت الصحيفة اليابانية، بأن المقابلة مع زيلينسكي تمت في القطار عندما كان في طريقه إلى كييف بعد زيارة الجزء الخاضع للسيطرة الأوكرانية من مقاطعة خيرسون.
من جهته، قال المستشار الألماني أولاف شولتز إنه يتوقع أن تجري الصين محادثات مع أوكرانيا، وأضاف أنه لا ينبغي التحدث فقط إلى الرئيس الروسي ولكن مع الرئيس الأوكراني أيضا. وأكد أن السلام العادل في أوكرانيا يكون بانسحاب القوات الروسية، محذرا الصين مجددا من تسليم أسلحة للقوات المسلحة الروسية.
في غضون ذلك، تعهد بيان أميركي كندي مشترك بمواصلة الدعم الثابت لأوكرانيا لأطول مدة ممكنة مع تحميل روسيا تكاليف اقتصادية عن حربها غير القانونية.
من جهته، بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في محادثة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطوات تحسين العلاقات التركية الروسية، والتطورات المتعلقة بالحرب الروسية الأوكرانية.
وقالت الرئاسة التركية إن أردوغان أكد لبوتين أنه يولي أهمية لإنهاء النزاعات بين روسيا وأوكرانيا، من خلال المفاوضات في أقرب وقت ممكن، وإنه من الممكن اتخاذ خطوات جديدة على أساس التعاون الاقتصادي المتفق عليه في سوتش. وأضاف بيان الرئاسة التركية أن أردوغان شكر بوتين على موقفه الإيجابي تجاه تمديد مبادرة حبوب البحر الأسود.
في سياق متصل، اقترح رئيس البرلمان الروسي فياتشيسلاف فولودين حظر إجراءات المحكمة الجنائية الدولية في البلاد، بعد أن أصدرت المحكمة مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين متهمة إياه بارتكاب جرائم حرب. وقال إنه يتعين تعديل الدستور الروسي لحظر أي نشاط للمحكمة الجنائية الدولية في الدولة ومعاقبة أي شخص يقدم “المساعدة والدعم” للمحكمة الجنائية الدولية.
وأضاف أن الولايات المتحدة سنّت قوانين تمنع محاكمة مواطنيها أمام المحكمة التي تتخذ من لاهاي مقرا وأنه يتعين على روسيا فعل المثل، مشيرا إلى أن أي مساعدة أو دعم للمحكمة داخل روسيا ينبغي أن يعاقب عليه القانون.
وأصدرت المحكمة مذكرة الاعتقال بحق بوتين في وقت سابق بتهمة ارتكاب جريمة حرب بسبب ترحيل مئات الأطفال من أوكرانيا بلا سند قانوني، وقالت إن هناك أسبابا معقولة للاعتقاد بأن بوتين يتحمل المسؤولية الجنائية بشكل فردي.