تطور الاتصالات على خط الانتخابات الرئاسية اللبنانية
حسين عطايا
في تطور لافت على تطور الاتصالات على خط الانتخابات الرئاسية اللبنانية، خصوصاً ما بين العاصمتين الفرنسية والسعودية، ولم يكن آخرها الاتصال الهاتفي مابين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي ماكرون، كما تبعها زيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الاخيرة الى باريس في اليومين الماضيين برفقة نجله تيمور والوزير وائل أبوفاعور، وما الاتصالات التي أجراها مع مدير الاستخبارات الخارجية في فرنسا برنار إيميه، ومستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط باتريك دوريل، فيما خص الأوضاع والتحضيرات لانتخابات الرئاسة اللبنانية والمرشحين، وفي هذا الموضوع أثار الزعيم الاشتراكي في محادثاته موضوع ترشيح سليمان فرنجية من قٍبل الثنائي حزب الله – أمل، والدعم الفرنسي في محاولة تسويقه مع السعودية، واعتبار أن فرجية مرشح تحد،ِ كما الطرف الآخر يعتبر ترشيح ميشال معوض من قبل أطراف المعارضة مرشح تحدٍ أيضا،ً وترشيح فرنجية لاقى اعتراضا سعوديا وموقفا حازما على هذا الصعيد .
من هنا كانت زيارة جنبلاط تتمة للاتصالات الفرنسية والسعودية، وبعض المقربين من الزعيم الاشتراكي، تتحدث عن إشارة سعودية أوحت لجنبلاط قبل توجهه إلى فرنسا، لوضع الفرنسيين بهذا الأمر، كما هو معروف مرافقة نجله تيمور، والذي يصر على موقفه من عدم انتخاب فرنجية، وبالتالي من الصعب توفير العدد الكافي لانتخابه .
وعلى المحور الخارجي اشتعلت خطوط التواصل بين فرنسا والمملكة، ويُعتقد أن يقوم الرئيس الفرنسي بزيارةٍ قريبة للمملكة. وتقول المصادر القريبة من الإليزيه أنها منفتحة على اقتراحات جديدة قد تُلاقي استحسان المملكة، وهذا ما يفتح الباب مجدداً أمام تسوية رئاسية قد تلقى النجاح، ومن الممكن أن تنجح هذه المهام بجهودها في السعي على انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، قد تكون قبل القمة العربية المقبلة، والتي تم تحديد موعدها في التاسع عشر من شهر أيار – ماي القادم .
إذن، الحراك الخارجي في ملف انتخابات الرئاسة اللبنانية تم وضعه على نارٍ حامية، في ظل الحراك الرتيب والتقليدي الداخلي الذي تقوم به الأطراف اللبنانية، والتي تُعبر عن قصر نظر واستخفاف بمصالح اللبنانيين، وما موضوع التوقيت الصيفي إلا عينة منا يقوم به الحكام، مما سيرتب أعباء جديدة على اللبنانيين الذين يعيشون أزماتٍ متتالية وغياب تام للمعالجات التي تقوم بها السلطة الحاكمة، كما أن المعارضة تعيش انقسامات حادة أيضاً تجعلها فاقدةً للقدرة على استلام زمام الأمور وفرض رؤيتها للحل، باختيار مُرشح وسطي، توافقي، لكنه قادر على القيام بمهام موقع الرئاسة دون تنازلات قد تُطيح بما تبقى من مقومات الوطن .
ولذلك، على المعارضات اللبنانية أن توحد جهودها وتنصرف لإيجاد الحلول والقيام بتسويةٍ قادرة على إنقاذ الوطن مما يُعانيه من أزمات وتحديات.