اليوم الــ 156 للحرب: معارك خيرسون تشتد وروسيا تنشر خرائط لتقسيم اوكرانيا
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم الــ 156 للحرب، أعلن الجيش الأوكراني، أن “قواتنا قصفت5 قواعد وعددا من مستودعات الذخيرة التابعة لروسيا في ميكولايف وخيرسون جنوبي البلاد“، مشيراً الى أن “القصف أدىالى مقتل 66 جنديا روسيا“.
وفي تصريح له، أكد ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي توقعات محللين غربيين بأن تتقلص أراضي الدولة الأوكرانية إلى حدود مقاطعة كييف، إذ نشر ميدفيديف خريطتين لأوكرانيا تظهر في الأولى منهما أراضي الدولة الأوكرانية ومن ضمنها أراضي دونباس وشبه جزيرة القرم، في حين تتقلص المساحة في الخريطة الثانية إلى حدود مقاطعة كييف.
وفي السياق ذاته، قال رئيس لجنة التشريع الدستوري بمجلس الاتحاد الروسي السيناتور أندريه كليشاس، إن برلمان بلاده قد ينظر خلال دورته الخريفية المقبلة في انضمام مناطق جديدة إلى روسيا.
وكانت وكالة “تاس”، أفادت أن “سلسلة انفجارات وقعت في مقاطعة خيرسون، وعمل نظام الدفاع الجوي الروسي على اعتراض القذائف التي تم إطلاقها على المدينة.
وأعلن نائب رئيس إدارة مقاطعة خيرسون كيريل ستريموسوف، أنالنازيين الأوكرانيين شنوا هجوما على خيرسون لكنه باء بالفشل، فيما تكبدوا خسائر فادحة في صفوفهم، مؤكدا أن “منطقة خيرسون هي عبارة عن سهوب، وأي تحركات للجيش الأوكراني تنتهي بهجمات فاشلة”. ورأى أن “نظام الرئيس الاوكراني فلاديميرزيلينسكي يدفع بالناس بلا وعي إلى الموت المحقق“، معتبراً أن“الجانب الأوكراني يتعمد تصعيد الموقف حيال خيرسون من أجل استجداء المزيد من الأموال من الغرب“.
هذا ودعت الحكومة الأوكرانية، “المدنيين لمغادرة إقليم دونباس فورًابعد تحقيق الجيش الروسي تقدمًا في بعض الجبهات“.
وكانت لجنة التحقيق الروسية، قد كشفت أن “المحققين الروستعرفوا على أكثر من 220 شخصاً بما في ذلك شخصيات من القيادة العسكرية العليا الأوكرانية متورطين في قصف دونباس وجرائم ضدالسلام والأمن بحق البشرية“.
وأشارت اللجنة، حسب “تاس” عن رئيس لجنة التحقيق ألكسندر باستريكين، الى أنه “في سياق التحقيق الأولي، يشمل هذا الرقم (220 شخصاً) ممثلين عن القيادة العسكرية الأوكرانية العليا، وكذلك قادة المفارز العسكرية الذين قصفوا المدنيين“.
من جهتها، أشارت وزارة الدفاع البريطانية، إلى أن “الهجوم المضاد الذي تشنه حاليا القوات الأوكرانية على مدينة خيرسون شرقي البلاد، والتي تسيطر عليها القوات الروسية، يكتسب زخما“. وأفادت الوزارة في التقرير اليومي لاستخباراتها العسكرية، بأن “القوات الأوكرانية نجحت في إنشاء جسر جنوبي نهر انجوليتس الذي يشكل الحدود الشمالية للمدينة”، لافتةً إلى أن “تلك القوات نجحت في استخدام مدفعيتها بعيدة المدى لتدمير ثلاثة جسور على الأقل على نهر دنيبرو، وهي جسور تعتمد القوات الروسية عليها لإمداد قواتها في المناطق التي تسيطر عليها“.
وذكرت أن “عناصر الجيش الروسي المتمركزة على الضفة الغربية للنهر بات عرضة بشكل أكبر لهجمات القوات الأوكرانية”، مؤكدةً أن “مدينة خيرسون باتت الآن معزولة عن بقية المناطق التي سيطرت عليها روسيا في شرقي أوكرانيا، وأنه في حال سيطرت القوات الأوكرانية عليها فإن ذلك سيقوض محاولات روسيا للتصريح بأن عمليتها العسكرية في أوكرانيا ناجحة“.
وذكر مصدر في وزارة الدفاع الروسية، إلى أن “وحدات الدفاعالإقليمي الأوكرانية تقوم بإطلاق النار على العسكريين الأوكرانيينالذين يحاولون الانسحاب من ساحات القتال“.
واوضح في بيان، أنه “أثناء الانسحاب في 25 تموز من المركز السكني بوكروفسكوي في جمهورية دونيتسك الشعبية، تعرضتبقايا الكتيبة الخامسة عشرة من لواء المشاة الميكانيكي الثامنوالخمسين بالجيش الأوكراني لنيران كثيفة قام بإطلاقها مسلحونمن لواء الدفاع الإقليمي الأوكراني رقم 118، المتمركز اللواء في المركز السكني باخموتسكوي“.
أما وزارة الدفاع الروسية فقالت في بيانها اليومي أن القوات الأوكرانية لا تزال تتكبد خسائر كبيرة في المعدات والأفراد. فلقد تمكنت القوات الجوية الروسية بضرباتها عالية الدقة من القضاء على أكثر من 130 عسكريا من لواء المشاة الستين للقوات المسلحة الأوكرانية في منطقة خيرسون وما يصل إلى 70 عسكريا من اللواء الميكانيكي رقم 72 في منطقة أرتيموفسك.
وبشكل إجمالي تمكنت القوات الروسية خلال الـ24 ساعة الماضية، من تدمير 9 مراكز قيادة أوكرانية، و6 مستودعات للسلاح، وبطاريتين لراجمات الصواريخ من طراز “أورغان”، وراجمة صواريخ من طراز “غراد”. بالإضافة إلى ذلك، تمكنت مقاتلة روسية متعددة المهام من طراز “سو-35” من تدمير بطارية دفاع جوي صاروخية أوكرانية من طراز “إس-300“.
في خاركيف، أشار رئيس البلدية إيغور تيريخوف، إلى أن “المهاجمين يحاولون تحويل خاركيف إلى مدينة بائسة مثل المدن الموجودة في روسيا. لكنهم لن ينجحوا“. وقال في مقابلة مع “فرانس برس”: “تضم المدينة تسعة أحياء تعرضت كلها للقصف بدرجات متفاوتة وفي أوقات مختلفة. لذلك، يمكننا القول إنه لا يوجد مكان آمن في خاركيف“.
وقصفت القوات الأوكرانية صباح اليوم مرة أخرى أراضي جمهورية دونيتسك الشعبية، وتعرضت دونيتسك للهجوم مرتين، واستهدفت النيران منطقتي ماكيفكا وياكوفليفكا مرة أخرى. وأوضح ممثلو الجمهورية أن قصف يوم الأربعاء الذي استهدف منطقة كييف في دونيتسك، تسبب في مقتل رجل من مواليد 1954.
وأفادت الإدارة العسكرية والمدنية لمدينة إنرغودار، بأن “طائرة بدون طيار تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية هاجمت بلدة سوسنوفي بور، حيث يعيش العاملون في محطة زابوروجيه للطاقة النووية”، مشيرة إلى “عدم سقوط قتلى في الهجوم فيما لحقت أضرار بمبنى سكني“.
واوضح ممثلو الإدارة المدنية، أنه “تم تفادي سقوط ضحايا، ومن المهم أن نشير إلى أن لغما أسقطه مسلحون أوكرانيون أصاب غرفة أطفال“.
وأفادت وكالة “تاس” الروسية، نقلًا عن مصدر في خدمات الطوارئ، بأن “عدد اللاجئين الذين وصلوا إلى روسيا من أوكرانيا ودونباستجاوز 2,9 مليون شخص، بمن فيهم ما يقرب من 464 ألف طفل. ونصف النازحين هم من مواطني جمهوريتي دونيتسك ولوغانسكالشعبيتين“.
وبموجب قرار للحكومة الروسية، يحصل كل لاجئ على مبلغ قدره 10 آلاف روبل كمساعدة مادية. إضافة إلى تلقي أكثر من 256 ألف شخص مدفوعات مماثلة في الأراضي الأوكرانية الخاضعة لسيطرة القوات الروسية والتي تضررت من الأعمال القتالية.
من جهته، أعلن قائد أسطول البحر الأسود الروسي إيغور أوسيبوف، أن “نشاط أسطول البحر الأسود، سمح خلال العملية العسكرية الروسية الخاصة بالتفوق على العدو وفرض سيطرتنا في بحر آزوف وعلى الجزء الشمالي الغربي من البحر الأسود”.
وأوضح في كلمته خلال الاحتفالات بيوم القوات البحرية الروسية، أن “سفن وطائرات هذا الأسطول تقوم بتوجيه ضربات على أهداف معادية بالغة الأهمية. كما تشارك الوحدات القتالية التابعة لهذا الأسطول في العمليات الهجومية البرية للجيش الروسي”.
الى ذلك، أعلن حاكم منطقة كيروفغراد، أندري رايكوفيتش، عن“مقتل خمسة أشخاص على الاقل وأصيب 25 آخرون بينهمعسكريون، في ضربة روسية إستهدفت مستودعان فيكروبيفنيتسكي بوسط أوكرانيا“.
بينما أشار رئيس الشيشان رمضان قديروف، في مقطع فيديو تظهرفيه القوات الخاصة الشيشانية إستعدادها لتحرير كييف من “شرعالمي” من الدرجة الأولى. ويظهر مقطع الفيديو إصطفاف مقاتلينوعلى صدوهم كتبت بالأسود والأبيض “إلى كييف“، فضلًا عنالمعدات المدرعة والخاصة على أرض العرض التي تحمل نفسالنقش.
ولفت قديروف، مخاطبًا السلطات الأوكرانية، إلى أنه “يجب على نخبة كييف، الجالسين على الكراسي الدافئة في مكاتبهم الذهبية، أن يعلموا أن المحاربين سيقرعون أبوابهم قريبًا، أولئك الذين إمتلأت قلوبهم بالغضب بسبب أوامركم الإجرامية. ستلحق بكم عواقب ما كنتم تفعلونه لمدة ثماني سنوات طويلة. هذا لا يمكنكم الشك فيه“.
وأكد أن “المقاتلين الشيشان مستعدون لإقتحام أي منطقة سكنية”، مشددًا على أنه “بأمر من القائد الأعلى فلاديمير بوتين، كل هؤلاءالمقاتلين مستعدون لإقتحام أي منطقة. إذا كان هناك أمرًا، فستكونهناك نتيجة. هذه حقيقة لا يمكن دحضها. نحن مع روسيا، من أجلعالم خال من القومية المتطرفة“.
من ناحية ثانية، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مرسومًابتعيين الفريق أول فيكتور غوريميكين نائبًا لوزير الدفاع. وكان يشغل منذ نيسان 2009، منصب رئيس المديرية الرئيسية لكوادر الوزارة.
اما الرّئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فقال “أنّنا نتهيّألزيادة صادراتنا من الكهرباء إلى مستهلكين في الاتحادالأوروبي“، الّذي يواجه أزمةً على صعيد الطاقة نجمت عن الحرب الرّوسيّة على أوكرانيا.
وأوضح، في كلمة له، أنّ “صادراتنا ستسمح ليس فقط بزيادة مدخولنا من العملات الأجنبيّة، بل ستساعد أيضًا شركاءنا على مقاومة الضّغط الّذي تمارسه روسيا على صعيد الطّاقة“، بعدماخفّضت موسكو بشكل كبير ضخّ الغاز إلى أوروبا. ولفت إلى “أنّنا سنجعل أوكرانيا تدريجيًّا واحدة من الجهات الضّامنة لأمن الطّاقة الأوروبي.