طبول الحرب بين إيران وإسرائيل
د. خالد العزي
أعلن الإسرائيليون استعدادهم لضرب أي جسم في إيران، وردا عرضت طهران صاروخ جديد، موضحة أنه يمكن أن يستهدف إسرائيل.
لا يخفي الإسرائيليون حقيقة أنهم يراقبون عن كثب تطور البرامج العسكرية الإيرانية ويتصرفون على أساس احتمالية نشوب حرب مع إيران. إذ حذرت إسرائيل على وجه الخصوص من أن أي منشأة عسكرية إيرانية يمكن أن تكون في متناول أسلحتها.
بعدما قدمت وزارة الدفاع الإيرانية، بتاريخ 24 أيار/مايو 2023، أحدث صاروخ باليستي إستراتيجي متوسط المدى من عائلة خرمشهر، “خرمشهر -4″، وأطلقوا عليه اسم “خيبر” في إسرائيل نفسها، تم النظر في رسالة طهران، إذ أشارت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، الى انه تم إستعراض الصاروخ بعد أيام قليلة من تحذير رئيس الأركان العامة لجيش الدفاع الإسرائيلي هيرزي هاليفي ومسؤولين عسكريين إسرائيليين رفيعي المستوى من حرب محتملة مع إيران.
وقال هاليفي أن “كل عدو تواجهه إسرائيل في المنطقة يحمل بصمة إيرانية بشكل أو بآخر ولدينا القدرة على ضرب إيران”. وشدد على “أننا لسنا غير مبالين، وسأسمح لنفسي بالقول إنه من الصعب على إيران أن تظل غير مبالية أمام الخط الذي اخترناه”.
وأشار وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، إلى تكثيف أنشطة الحرس الثوري الإيراني لتحويل السفن التجارية المدنية إلى “قواعد إرهابية عائمة”. وقال إن السفن مصممة لحمل “جميع أنواع الأسلحة”، بما في ذلك الطائرات بدون طيار والصواريخ، وتستخدمها إيران “لبسط مجساتها عبر الشرق الأوسط” و”إنشاء جبهة جديدة ضد” إسرائيل”.
المناورة العسكرية التي نفذها حزب الله بتاريخ 22\5\2023 تحت عنوان “سنعبر”، في بلدة عرمتي على بعد 20 كيلومترا من “الخط الأزرق” الفاصل بين لبنان وإسرائيل، وبحضور وسائل إعلام محلية ودولية، وشارك فيها 200 من عناصر الحزب الذين استخدموا الأسلحة الحية والثقيلة، واستعرضوا راجمات الصواريخ، فضلا عن محاكاة افتراضية لعملية اقتحام أراضي الاحتلال عبر تفجير الجدار الفاصل. اراد الحزب توجيه رسائل أساسية من المناورة للداخل والخارج وهي:
ـــ تكريس سياسة الردع بوجه إسرائيل في التوقيت والشكل، بعد الهجوم العنيف على غزة.
ـــ منع العدو من المس بقواعد الاشتباك.
ـــ لجم إسرائيل عن الاستفراد بحركة الجهاد الإسلامي انطلاقا من وحدة الساحات وترابطها.
ـــ قطع الطريق على أي مغامرة محتملة لإسرائيلي كما فعلت مع الجهاد في فلسطين.
ـــ رسالة طمأنة لقاعدته الشعبية التي تفاعلت بقوة مع المناورة.
واكد حزب الله في كلمة لأمينه العام حسن نصرالله بتاريخ 25 ايار/مايو 2023 بذكرى تحرير الجنوب اللبناني، بان الحزب باتت بيده ورقة المبادرة للحرب، وتهديد اسرائيل بالحرب بات الحزب مستعدا لها، وكل هذا ياتي في رفع منسوب التوتر بين الطرفين على حساب رفع الخطاب الشعبوي لشد عصب الجماهير الموالية لكل طرف، وبالتالي إحداث نوع من الخوف في المنطقة من اجل رضوخ الولايات المتحدة لشروط التفاوض على برنامج إيران النووي.