مسيّرات تهاجم مصفاتين للنفط على الحدود ومواقف متبانية للغرب

مسيّرات تهاجم مصفاتين للنفط على الحدود ومواقف متبانية للغرب

السؤال الآن ــ وكالات

    أعلنت موسكو اليوم أن طائرات مسيّرة هاجمت مصفاتين للنفط وأن إحدى البلدات الروسية الحدودية تعرضت لقصف مدفعي للمرة الثالثة هذا الأسبوع.

وتباينت مواقف القوى الغربية إزاء هذه الهجمات التي تزايدت في الأسابيع الأخيرة، وبلغت ذروتها بهجوم غير مسبوق على موسكو بالطائرات المسيّرة أمس الثلاثاء وتوغل مسلح كبير الأسبوع الماضي في مقاطعة بيلغورود الروسية المتاخمة لأوكرانيا.

وقال منسق الاتصالات الإستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي في حديث لشبكة “سي إن إن” (CNN)- إن الولايات المتحدة “واضحة، في السر والعلن، مع الأوكرانيين في أنها لا تدعم هجمات على الأراضي الروسية”. وأضاف “سوف نواصل تزويدهم (الأوكرانيين) بما يحتاجون للدفاع عن أنفسهم والدفاع عن أرضهم، التراب الأوكراني، لكننا لا ندعم هجمات على روسيا”.

وتابع “ما قلناه هو أننا لا نريد تشجيع أو تمكين هجمات داخل روسيا، لأننا لا نريد أن نرى الحرب تتصاعد إلى أكثر من العنف الذي وقع على الشعب الأوكراني“.

من جانب آخر، كررت الحكومة الألمانية موقفها بالقول إن الهجمات الأوكرانية على الأراضي الروسية مشروعة وفق القانون الدولي.

وتزامن ذلك مع إعلان برلين إغلاق 4 من 5 قنصليات ألمانية في روسيا، ردا على قرار موسكو وضع حد أقصى لعدد موظفي البعثات الدبلوماسية الألمانية.

وتعليقا على الهجمات المتتالية، قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اليوم “نحن قلقون بشأن هذا الوضع. قصف الأهداف المدنية مستمر” في إشارة إلى الهجمات بمقاطعة بيلغورود الروسية.

وأضاف “لم نسمع كلمة إدانة واحدة من الغرب. الوضع مقلق حقا. يجري اتخاذ تدابير حاليا“.

في المقابل، نفى ميخائيلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني أن تكون لكييف يد في هذه التطورات بشكل مباشر، لكنه قال “إننا مسرورون بمتابعة الأحداث”، كما توقع حدوث المزيد من هذه الهجمات.

وقال حاكم مقاطعة بيلغورود الروسية فياتشيسلاف غلادكوف إن القصف الأوكراني على بلدة شبيكينو في المقاطعة أدت لإصابة 4 أشخاص، مشيرا إلى أن القذائف ألحقت الأضرار ببناية سكنية و4 منازل ومدرسة فضلا عن خطوط الكهرباء. وأعلن عن بدء إجلاء الأطفال من منطقتين تعرضتا لقصف كثيف بالمدفعية وقذائف الهاون. وقال “اليوم سترسل أول مجموعة من 300 طفل إلى فورونيج”، وهي مدينة تقع على مسافة نحو 250 كيلومترا شمال شرق بيلغورود، بعيدا عن الحدود الأوكرانية.

على صعيد آخر، أعلنت السلطات الموالية لروسيا في مقاطعة لوغانسك شرقي أوكرانيا مقتل 5 أشخاص وإصابة 19 آخرين جراء قصف مدفعي من جانب القوات الأوكرانية على إحدى القرى في المقاطعة.

من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم أن قواتها دمرت ما وصفتها بأنها آخر سفينة حربية أوكرانية قبل يومين. وقالت الوزارة، في بيان، إنه “نتيجة لضربات أسلحة عالية الدقة شنتها القوات الجوية الفضائية الروسية على منطقة رسو سفن عسكرية في ميناء أوديسا، دمرت آخر سفينة حربية تابعة للبحرية الأوكرانية.. يوري أوليفيرينكو“.

في المقابل، قال الناطق باسم البحرية الأوكرانية أوليغ شايليك إنه لن يرد على أي تصريحات روسية في هذا الجانب، وأضاف أن البحرية لن تفصح عن أي معلومات بشأن خسائر الحرب.

من جهته، قال ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي اليوم إن بريطانيا هي “العدو الأبدي” لموسكو وإن أي مسؤول بريطاني يساعد أوكرانيا في الحرب الدائرة بين البلدين يمكن اعتباره هدفا عسكريا مشروعا.

وردا على تصريح وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي بأن أوكرانيا لها الحق في استخدام قوتها خارج حدودها، قال ميدفيديف إن “المسؤولين البريطانيين الأغبياء” يجب أن يتذكروا أن بريطانيا يمكن اعتبارها “في حالة حرب” مع موسكو.

وقال ميدفيديف على تويتر “تتصرف المملكة المتحدة كحليف لأوكرانيا وتقدم لها مساعدات عسكرية في شكل معدات ومتخصصين، أي بحكم الأمر الواقع تقود حربا غير معلنة ضد روسيا“. وأضاف “في هذه الحالة، يمكن اعتبار أي من مسؤوليها الحكوميين (سواء كانوا عسكريين أو مدنيين، الذين يساعدون في الحرب) هدفا عسكريا مشروعا“.

وكان وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي قال إن أوكرانيا لديها الحق في مهاجمة أهداف في الأراضي الروسية بغرض الدفاع عن النفس.

وقال كليفرلي -الذي ينتمي إلى حزب المحافظين الحاكم- خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الإستوني مارغوس تساخنا في العاصمة الإستونية تالين، أمس الثلاثاء “أوكرانيا لديها الحق الشرعي في الدفاع عن نفسها، لديها الحق الشرعي في القيام بذلك داخل حدودها، بالطبع، ولكن لديها الحق أيضا في استخدام قوتها خارج حدودها لتقويض قدرة روسيا على استخدام القوة داخل أوكرانيا نفسها“.

وتابع “لذلك فإن الأهداف العسكرية الشرعية خارج حدودها هي جزء من دفاع أوكرانيا عن نفسها، ويجب أن نعترف بذلك“.

Visited 3 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة