عقوبات خلع الحجاب في ايران: غسل الموتى ومنع المحمول وصفحات التواصل وعلاج نفسي
وقد نُشرت أمس الجمعة 14 يوليو (تموز) صورة للحكم الغريب الذي أصدرته نيابة طهران ضد الممثلة آزاده صمدي بسبب “خلع الحجاب”، مما أثار ردود فعل كثيرة.
وبحسب هذا الحكم، لا تستطيع صمدي استخدام “الفضاء الافتراضي وهاتفها المحمول” لمدة 6 أشهر، وسيتم “وقف” جميع الصفحات الخاصة بها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبحسب قرار القاضي، يجب على الممثلة زيارة “المراكز النفسية الحكومية لعلاج اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع” مرة كل أسبوعين، وتقديم “شهادة صحية” في النهاية إلى السلطات.
ويقول خبراء قانونيون إن القاضي، بصفته قاضياً، لا يحق له أن يضع نفسه موضع طبيب نفسي ووصف شخص”مدان بعدم ارتداء الحجاب” بأن شخصيته معادية للمجتمع.
ورغم ردود الفعل هذه، أصدر قاضٍ في مجمع إرشاد القضائي الأسبوع الماضي حكماً مماثلاً بحق امرأة معارضة للحجاب الإجباري.
وفي نص الحكم وصف القاضي “عدم ارتداء الحجاب” بأنه “مرض عقلي معدٍ” يؤدي إلى “انتشار الانحلال الجنسي”، ولهذا السبب حكم على المتهمة في القضية بالسجن شهرين، و6 أشهر من “الاستشارة لعلاج المرض” وحظر عليها مغادرة البلاد.
ونقلت مواقع إخبارية عن جلسة محكمة آزاده صمدي أنها قالت للقاضي: “أنا أرتدي قبعة منذ سنوات عديدة، وأنا أيضا أرتدي قبعة في المسلسل الذي يذاع على المنصات”.
وقالت ترانه علي دوستي، ممثلة سينمائية أخرى، اعتقلت أيضا لمعارضتها الحجاب الإجباري، في رد فعل مماثل على حكم آزاده صمدي، إنه إذا كان السفر بقبعة يعتبر جريمة، فلا ينبغي إذاعة مسلسل “شهرزاد” الذي تقوم ببطولته. لأن علي دوستي ترتدي في هذا المسلسل قبعة بدلاً من وشاح.
لكن أمس الجمعة انتشر خبر آخر من مدينة ورامين عن قرار غريب للمحكمة كغرامة على “عدم ارتداء الحجاب”، حيث أفادت تقارير إعلامية محلية، أن رئيس الفرع 104 لمحكمة ورامين الجنائية حكم على امرأة بدفع غرامة قدرها 3 ملايين و100 ألف تومان بدلاً من السجن لمدة شهرين، و”تغسيل الموتى في طهران لمدة شهر، لعدم ارتدائها الحجاب”.
وعلى الرغم من أن هذه السيدة قالت في اعترافها إن وشاحها ربما سقط أثناء القيادة، فإن المحكمة تقول إن تصريحاتها قد تكون صحيحة لكنها لا تقبل ان تكون غير متعمدة.
يذكر أن إصدار القضاة لأحكام غريبة وغير مألوفة في قضايا تتعلق بـ”خلع الحجاب” لا يقتصر على هذه الحالات؛ فقد ذكرت وكالة أنباء “هرانا”، الوكالة الإخبارية لمجموعة نشطاء حقوق الإنسان في إيران، أنه تم الحكم على مقيمة في طهران بـ270 ساعة من خدمات التنظيف المجانية في مبنى وزارة الداخلية الإيرانية والمباني التابعة لها، بسبب “عدم مراعاة الحجاب” أثناء القيادة.
ويقول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي إنه بعد الإخفاق في إغلاق الأماكن والمطاعم والمقاهي وحرمان الطلاب من الدراسة، في مواجهة العصيان المدني للنساء، بدأ النظام هذه المرة بتجربة طرق جديدة بهدف “إذلال” معارضي الحجاب الإجباري.
يشار إلى أنه رغم جهود النظام الإيراني لقمع وزيادة الضغط على النساء اللواتي يعارضن الحجاب الإجباري وإصدار أحكام غريبة بحقهن، يستمر كفاح النساء في إيران للحصول على حق اختيار الملابس.
عن موقع “إيران انترناشيونال”