حرب سفن في البحر الأسود .. وموسكو تحشد في خاركييف ودونيستك
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
اعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية، اليوم إنه بداية من يوم غد الجمعة ستعتبر السفن المتجهة إلى روسيا في البحر الأسود “سفنا (أهدافا) عسكرية محتملة”.
وأضافت الوزارة، في بيان لها اليوم، أن “جميع السفن المبحرة في مياه البحر الأسود في اتجاه الموانئ الروسية والموانئ الأوكرانية الواقعة على الأراضي التي تحتلها روسيا مؤقتا، قد تعتبر أنها تحمل بضائع عسكرية مع جميع المخاطر المرتبطة بذلك”.
كما منعت وزارة الدفاع الأوكرانية، اعتبارا من اليوم الإبحار في المنطقة الشمالية الشرقية من البحر الأسود ومضيق كيرتش قبالة شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إليها في 2014.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قالت إن المياه الواقعة جنوب شرقي وجنوب غربي البحر الأسود تم إعلانها مؤقتا مناطق خطيرة للملاحة، وأضافت أنه بدءا من الليلة الماضية سيتم التعامل مع جميع السفن المبحرة إلى موانئ أوكرانيا على البحر الأسود باعتبارها تحمل شحنات عسكرية.
ونددت الخارجية الأوكرانية بشدة بالتهديدات الروسية باستخدام القوة ضد السفن المدنية في البحر الأسود، ودعا وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا من إسلام آباد إلى تجديد اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود لمواجهة انعدام الأمن الغذائي في العالم، لكنه أكد أن قصف روسيا للموانئ والبنى التحتية الأوكرانية يصعّب عملية العودة إلى التصدير.
وقال مسؤول أميركي لوكالة الصحافة الفرنسية إن روسيا مستعدة لمهاجمة سفن بالبحر الأسود وتحميل المسؤولية لأوكرانيا.
وفي نيويورك، أعلنت البعثة البريطانية لدى الأمم المتحدة أن مجلس الأمن الدولي سيعقد غدا الجمعة جلسة مفتوحة لبحث وقف روسيا العمل باتفاق الحبوب.
وكانت موسكو رفضت تمديد الاتفاق الذي انتهى الاثنين الماضي، وحذرت كييف من الاستمرار في تنفيذه بشكل منفرد، في حين نددت الدول الغربية بالقرار الروسي.
وفي بداية الحرب التي اندلعت أواخر فبراير/شباط 2022، تعرض الأسطول الأوكراني لتدمير شبه كلي، لكن كييف هاجمت مرارا سفنا روسية في البحر الأسود باستخدام صواريخ مضادة للسفن أو مسيّرات بحرية.
في غضون ذلك، قصفت القوات الروسية لليلة الثالثة مقاطعتي أوديسا وميكولايف بجنوب أوكرانيا، مستهدفة منشآت حول ميناءين رئيسيين كانت تنطلق منهما صادرات الحبوب الأوكرانية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم إن قواتها واصلت ما وصفتها بهجمات انتقامية على أوكرانيا ردا على تفجير قاربين ملغمين مسيّرين في الجسر الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم. وأضافت الوزارة أن الضربات الجديدة دمرت مستودعات للقوارب المسيّرة في أوديسا وإليتشيفسك ومخازن للذخيرة والوقود في ميكولايف.
من جانبه، أعلن سلاح الجو الأوكراني إسقاط 5 صواريخ كروز و13 طائرة مسيرة هجومية أطلقتها القوات الروسية الليلة الماضية على ميكولايف وأوديسا، مشيرة إلى استخدام موسكو لصواريخ كاليبر وإسكندر وأونيكس في القصف. وأكدت السلطات المحلية مقتل شخص وإصابة نحو 20 آخرين في هذه الهجمات، وفي حين أكدت كييف أن القصف الروسي استهدف منشآت لوجيستية ومستودعات ومناطق سكنية، تحدثت موسكو عن استهداف مواقع للقوات الأوكرانية بالمقاطعتين الجنوبيتين.
وبعد أن أكدت كييف أن الضربات الروسية السابقة دمرت مخازن للحبوب، قالت الرئاسة الأوكرانية إن الهجمات الروسية على أوديسا وميكولايف محاولة لتدمير سلسلة الإمداد الغذائي لدول جنوب العالم.
وعبر البيت الأبيض اليوم عن قلقه الشديد بشأن الهجمات الروسية في البحر الأسود.
في الجانب الآخر، أعلن حاكم شبه جزيرة القرم الروسي مقتل فتاة بهجوم أوكراني بالمسيّرات على بلدة شمال غربي شبه الجزيرة. وقالت سلطات القرم إن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت مسيّرة معادية وسط شبه الجزيرة دون وقوع خسائر.
ميدانيا أيضا، قال المتحدث باسم هيئة الأركان الأوكرانية أندريه كوفاليف اليوم إن قوات بلاده تواصل هجومها في مناطق باخموت بدونيتسك (شرق) وميليتوبول وبيرديانسك بزاباروجيا (جنوب شرق). ونفى كوفاليف تقدم القوات الروسية في اتجاه كوبيانسك بخاركيف (شمال شرق) وليمان في دونيتسك، مشيرا إلى أن القوات الأوكرانية صدت جميع الهجمات الروسية هناك.
وكانت موسكو أعلنت أمس أن قواتها سيطرت على محطة السكك الحديد في كوبيانسك، وهي مركز مهم للمواصلات بشرق أوكرانيا.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها صدت 16 هجوما للقوات الأوكرانية في دونيتسك.
وفي وقت سابق، أكد الجيش الأوكراني أن موسكو حشدت 100 ألف جندي سعيا لاختراق دفاعاته في أجزاء من دونيتسك وخاركيف.
ومنذ 4 يونيو/حزيران الماضي، يشن الجيش الأوكراني هجوما مضادا في مقاطعتي دونيتسك وزاباروجيا، وقد حقق حتى الآن مكاسب محدودة إذ لم يستعِدْ خلال هذه الفترة سوى 210 كيلومترات مربعة، ويقر مسؤولون أوكرانيون بصعوبة الوضع بسبب المقاومة العنيفة التي يبديها الروس والتحصينات الشديدة التي أقاموها خلال الأشهر الماضية.