اليوم الـ 22 للحرب: بدء نقل المرتزقة وقصف مسرح في ماريوبول

اليوم الـ 22 للحرب: بدء نقل المرتزقة وقصف مسرح في ماريوبول

  السؤال الآن ـــ وكالات وتقارير

 دخلت الحرب الروسية على أوكرانيا يومها الـ22، وأكدت الاستخبارات الأوكرانية بدء نقل مرتزقة من سوريا تمهيدا للزج بهم في القتال إلى جانب الروس، في حين قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية تستعد لاستئناف الهجوم في محيط العاصمة كييف بهدف تشديد الحصار عليها. 

وسقط قتلى في قصف روسي استهدف وسط تشيرنيغيف بينهم مواطن أميركي، وفي التطورات الميدانية أيضا، تجدد القصف الصاروخي الروسي على كييف ومناطق أخرى مخلفا ضحايا مدنيين، وسط اتهامات للقوات الروسية بقصف مسرح كان يؤوي لاجئين بمدينة ماريوبول (جنوب)، الأمر الذي نفته موسكو. وأعلنت نائبة برلمانية أوكرانية، عن “إنقاذ 130 شخصاً من تحت أنقاض مسرح الدراما في مدينة ماريوبول الأوكرانية بعد قصفه أمس”. وكانت السلطات الأوكرانية، قد اتهمت “روسيا بقصف مسرح في مدينة ماريوبول كان يحتمي به أكثر من ألف مدني”، 

ونفت روسيا الأمر، بينما نشر الرئيس الشيشاني، رمضان قديروف، صورا لمقاتلي النخبة الشيشانيين في المدينة. وأشار الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إلى أنه “في ماريوبول ألقى سلاح الجو الروسي عمدا قنبلة على مسرح الدراما في وسط المدينة والمبنى دمر”، مضيفاً أن “عدد القتلى لم يعرف بعد”، ومشيرا إلى سقوط “مئات” الضحايا. وأعلن مكتب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، أنّ “وقف إطلاق النار الفوريّ، وانسحاب القوات الروسية من بين الجوانب الرئيسية لاتفاق سلام، يمكن توقيعه”. 

ويأتي ذلك بينما قالت الاستخبارات العسكرية البريطانية إن التقدم الروسي في أوكرانيا تباطأ بشكل كبير على كل الجبهات، مؤكدة أن الروس يتكبدون خسائر كبيرة بفعل المقاومة الأوكرانية القوية والمنظمة. وكان وزير الخارجية الأوكراني، ديمترو كوليبا، قد أشار خلال مؤتمر صحفي مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في لفيف الأوكرانية، إلى أنه بحث مع جاويش أوغلو، التركيز على الإعداد لاجتماع بين زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. 

وفي السياق، أعلنت الرئاسة التركية، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أبلغ نظيره الروسي خلال محادثة هاتفية، استعداده لاستضافته مع الرئيس الأوكراني، في تركيا لإجراء محادثات، لافتاً إلى أن “التفاهم حول بعض القضايا يحتاج إلى لقاء على مستوى رئيسي روسيا وأوكرانيا”. كما أبلغ أردوغان، بوتين أن “وقفًا دائمًا لإطلاق النار في أوكرانيا يمكن أن يقود إلى حل طويل الأمد”، مشدداً على “ضرورة مراعاة الوضع الإنساني وتفعيل الممرات الإنسانية من قبل روسيا وأوكرانيا بدون عوائق”. 

وذكرت الاستخبارات الأوكرانية، أنّ “150 مرتزقًا سوريًا، نقلوا الثلاثاء، من قاعدة حميميم العسكرية الروسيّة في سوريا، إلى روسيا“. وفي 11 مارس الجاري، أكدت الرئاسة الروسية “الكرملين“، بأنه “بإمكان السوريين التطوّع للقتال إلى جانب روسيا، في أوكرانيا“.

 وفي السياق، لفت حينها وزير الدّفاع الرّوسي سيرغي شويغو، إلى “أنّنا نتلقّى أعدادًا هائلةً من الطّلبات من المتطوّعين من دول مختلفة، يرغبون في التوجّه إلى جمهوريّتَي دونيتسك ولوغانسك الشعبيّتين، بغية المشاركة في ما يعتبرونه حركة تحرير، ومعظمهم من دول الشرق الأوسط؛ حيث تجاوز عدد الطّلبات عتبة الـ16 ألفًا”. 

وذكرت “رويترز” أن وزارة التنمية الرقمية المواقع الحكومية الروسية تواجه هجمات إلكترونية غير مسبوقة. وتعرضت هيئات حكومية روسية وشركات مملوكة للدولة للاستهداف خلال الأحداث في أوكرانيا، وشهدت المواقع الإلكترونية للكرملين وشركة إيروفلوت للطيران وبنك سبيربنك انقطاعا أو مشكلات موقتة في الأسابيع الماضية. 

من جهته، لفت وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، إلى “أننا ملتزمون كأعضاء في النيتو في دعم أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي غير المبرر”، مشددا على أنه “سنفي بالتزاماتنا بشكل كامل تجاه النيتو”. ولدى لقائه مع وزير الدفاع السلوفاكي، أكد أوستن أن “الرئيس الأميركي جو بايدن أوضح أن واشنطن لن تقاتل على الأراضي الأوكرانية وستتجنب فرض منطقة حظر طيران”، معتبرا أن “القوات الأوكرانية نجحت في الحؤول دون تفوق الجانب الروسي جويا”. وطالب أوستن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “بوقف أفعاله المروعة والتوقف عن استهداف المدنيين”. وأشار وزير الدفاع السلوفاكي، ياروسلاف ناد، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأميركي، لويد أوستن، أنه “ناقش مع أوستن سبل اتخاذ خطوات لتعزيز الدفاعات الأوكرانية”. ولفت ناد، إلى أن “بلاده تريد الاستفادة من موازنة حلف شمال الأطلسي الناتو، في تعزيز أمن أعضائه”، موضحاً “أننا نرحب بالوجود العسكري الأميركي على أراضينا لتعزيز قواتنا”. 

وكان المجلس الوطني السلوفاكي، قد وافق في وقتٍ سابق، على طلب الحكومة نشر وحدة تابعة لحلف شمال الأطلسي على أراضي البلاد في ظل الوضع بأوكرانيا المجاورة، بحسب وكالة الأنباء “TASR“.  

 من جهتها، أعلنت الخارجية الكندية، في بيان، فرض عقوبات على 22 من المسؤولين الرفيعي المستوى بوزارة الدفاع البيلاروسية، بسبب دعم مينسك العملية العسكرية في أوكرانيا، مشيرة إلى “أنهم أيدوا الهجوم، لا سيما من خلال السماح لبلدهم بالعمل كنقطة انطلاق للهجوم الروسي”. 

من ناحية أخرى، أفاد قائد قوات الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي الروسية، إيغور كيريلوف، عن “كشف وثيقة موثقة بتاريخ 6 مارس 2015، تؤكد مشاركة البنتاغون في تمويل المشاريع البيولوجية في أوكرانيا“. 

وبحسب كيريلوف، تؤكد الوثيقة “نقل 5000 عينة مصل دم من مواطنين أوكرانيين لمركز لوغار التابع للبنتاغون في تبليسي، كما ونقل أوكرانيا 773 اختبارا بيولوجيا إلى المختبر المرجعي في بريطانيا”. وأشار إلى أنه “بلغ إجمالي التمويل الأميركي للأعمال البيولوجية العسكرية المنفذة في مختبرات وزارة الدفاع الأوكرانية 32 مليون دولار”، وأردف أنه “وفقًا للممارسات المتبعة، يتم تمويل المشاريع الأميركية في مجال الرفاه الصحي والوبائي، بما في ذلك إفريقيا وآسيا، من خلال السلطات الصحية الوطنية”. ولفت قائد القوات، إلى أن “تحليل المعلومات الواردة يشير إلى أن المتخصصين الأوكرانيين الذين عملوا في المختبرات البيولوجية الأميركية الموجودة في هذا البلد، ربما لم يكونوا على علم بالأهداف الحقيقية للبحث الذي يتم إجراؤه هناك، وليسوا على دراية بالمخاطر المحتملة لنقل المواد الحيوية، فهي تستخدم أساسًا “في اسرية”. وأشار رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، إلى أنه “إذا لم يبرم الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، اتفاقية مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سيتعين عليه التوقيع على مرسوم استسلام”. كما اتهم أوكرانيا بإطلاق صاروخين باتجاه بلاده، لافتاً إلى أن “بلاده سترد إذا استمرت أوكرانيا في التصعيد وانتهاك حدودها”. 

و خلال مقابلة حصرية مع قناة TBS اليابانية، أوضح الرئيس البيلاروسي لوكاشينكو: “سأخبرك لأول مرة بشيء. بوتين يعرض على زيلينسكي، وأنا أعلم تمامًا هذا نسخة مقبولة تماما من الاتفاقية، واليوم لا يزال من الممكن لأوكرانيا وروسيا التوصل إلى اتفاق عبر توقيع زيلينسكي”، وأضاف: “أنا مقتنع بنسبة 100% كيف ستنتهي الحرب واليابان تعرف أفضل مني”. 

واعتبر الرئيس البيلاروسي، أن “العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا ستنتهي سلميا في القريب العاجل”. 

إلى ذلك، وللمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، قدمت جهة ثالثة حصيلة لقتلى الجيش الروسي في المعارك المستعرة منذ 3 أسابيع وأوردتها صحيفة “نيويورك تايمز”، الأميركية نقلا عن مسؤولين بالاستخبارات في الولايات المتحدة، في المنتصف بين الأرقام الأوكرانية والأرقام الروسية. وذكرت أن “التقديرات المتحفظة” تشير إلى مقتل 7 آلاف جندي روسي، وهو رقم يفوق قتلى الجيش الأميركي في حربي العراق وأفغانستان طوال 20 عاما. وبحسب الأرقام الرسمية الأوكرانية، فقد خسر الجيش الروسي أكثر من 13 ألف جندي منذ اندلاع الحرب في 24 فبراير الماضي. أما روسيا، فقد اعترفت في مطلع مارس الجاري فقط بخسارة أقل بقليل من 500 جندي، ومنذ ذلك الحين لم تنشر أرقاما جديدة.

وفي محاولة لإظهار “الخسائر الفادحة” في صفوف القوات الروسية، عقدت “نيويورك تايمز” مقارنة، فقالت إن الجيش الأميركي فقد في 36 يوما نحو 7 آلاف جندي من مشاة البحرية خلال معركة آيوو جيما باليابان، إبان الحرب العالمية الثانية، وتعد واحدة من أكثر معارك الجيش الأميركي ضراوة في تاريخه. وفي المقابل، خسر الجيش الروسي العدد ذاته من القتلى في حرب أوكرانيا، لكن في 20 يوما فقط. ويقول مسؤولون أميركيون، لم تكشف الصحيفة أسماءهم، إن أرقام قتلى الجيش الروسي جرى جمعها على مدار 3 أسابيع فقط من القتال، واصفين إياها بـ”المذهلة”.  

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة