اليوم الـ 23 للحرب: معارك في ماريوبول ومقترحات جديدة للمفاوضات
السؤال الآن ــ وكالات وتقارير
في اليوم الــ 23 للحرب في اوكرانيا، تحدثت وزارة الدفاع الروسية عن معارك تدور وسط مدينة ماريوبول المحاصرة، في حين أعلن مسؤولون أوكرانيون سقوط المزيد من الضحايا المدنيين جراء هجمات صاروخية روسية استهدف بعضها العاصمة كييف.
سياسيا، اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا بالمماطلة في التفاوض على تسوية محتملة عبر طرحها مزيدا من المقترحات التي وصفها بغير الواقعية. وإنسانيا، قالت الأمم المتحدة إن 5 ملايين فروا خارج أوكرانيا أو نزحوا عن مدنهم جراء الحرب. وأعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتهم خلال مكالمة هاتفية مع المستشار الألماني أولاف شولتس، القوات الأوكرانية بارتكاب جرائم حرب، معتبرا ان “كييف تعرقل المحادثات مع موسكو”. وذكرت الرئاسة الروسية في بيان، أن بوتين خلال المكالمة “لفت إلى قصف القوات الأوكرانية أحياء سكنية في مدينتي دونيتسك وماكييفكا ما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا”، وحمل الغرب المسؤولية عن “تجاهل جرائم الحرب هذه”، مشددا على أن القوات الروسية تفعل كل ما بوسعها من أجل إنقاذ حياة المدنيين، خصوصا من خلال فتح ممرات آمنة لخروج المواطنين من المدن الموجودة ضمن منطقة القتال”.
وأعلن الكرملين عن إجلاء نحو 43 ألف شخص من مدينة ماريوبول الأوكرانية المطلة على بحر آزوف خلال عملية إنسانية يوم أمس 17 مارس- آذار. وبحسب الكرملين فإن بوتين أطلع شولتس أيضا على تقييماته للمحادثات الافتراضية المتواصلة بين وفدي مفاوضين روس وأوكرانيين، مع التأكيد على أن “كييف تحاول بكافة الأساليب عرقلة العملية التفاوضية من خلال طرح اقتراحات غير واقعية جديدة، غير أن الجانب الروسي على الرغم من ذلك مستعد لمواصلة البحث عن حلول ضمن إطار نهجه المبدئي معروف جيدا”.
من جهته، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن أوكرانيا ستصبح عضوا في الاتحاد الأوروبي رغم كل الظروف، لافتاً إلى أنه “لا بد من تقييد حرية حكومة موسكو ومحاصرة الموانئ الروسية”. وأشار زيلينسكي إلى أنه “سنحصل على دعم الاتحاد الأوروبي لمواطنينا الذين اضطروا لترك منازلهم”، مشدداً أنه “على كل الشركات الدولية أن تمتنع عن التعامل مع النظام الروسي المجرم، والقوات الروسية لا تزال تغلق الممرات الإنسانية باتجاه مدينة ماريوبول“.
ويذكر أن زيلينسكي كان قد تعهد، بترميم المنازل الأوكرانية التي دمرت خلال الهجوم الروسي على البلاد. وأكد أن المسؤولين الأوكرانيين يعملون بالفعل على خطة لإعادة الإعمار، لافتاً إلى أنه “واثق من قدرة البلاد على استعادة كل شيء سريعا”.
من جهتها، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، في تصريحٍ عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عن بدء مسار انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.
من جهة ثانية، أكد وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، حول إمكانية موعد محتمل للقاء الرئيس زيلينسكي، الرئيس بوتين، أنه “إذا أظهر بوتين استعداده لمثل هذا اللقاء، فيمكن أن يجري حتى ولو غدا أو بعد غد. إن الرئيس زيلينسكي جاهز لهذا اللقاء. إن موقفه واضح للغاية، وتم صياغته في كل القضايا، وأوكرانيا جاهزة لهذا الحوار”. وأشار كوليبا، إلى أن “هناك منافسة بين البلدان المختلفة لاستضافة مثل هذا الاجتماع”. وكان وزير الخارجية، لفت إلى أنه “ناقش مع رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيب بوريل، إعداد الحزمة الخامسة من عقوبات الاتحاد الأوروبي على روسيا”، مردفاً أنه “سيستمر الضغط في التصاعد ما دامت هناك حاجة إليه لوقف الوحشية الروسية”.
وأشارت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، إلى”تقديم كميّة جديدة من المساعدات الإنسانيّة من روسيا إلى سكّان المناطق المحرّرة في منطقة تشوغويفسكي في مقاطعة خاركوف في شمال شرق أوكرانيا“، موضحةً أنّه “تمّ نقل شحنة من البضائع الإنسانيّة الّتي بلغ حجمها الإجمالي حوالي 100 طن عبر نقطة التّفتيش الحدوديّة في منطقة بيلغورود”. وأشارت إلى أنّ “هذه الشّحنة تحتوي على مواد غذائيّة وأدوية للمؤسّسات الطبيّة”.
هذا في وقت أفادت فيه الأمم المتحدة، أن “3 ملايين فروا من أوكرانيا ومليونان نزحوا عن مدنهم، والأزمة ستصبح أسوأ ما لم تتوقف الحرب”. ورحبت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، بـ”استجابة الدول المتقدمة لأزمة اللاجئين الأوكرانيين، وحثتها على التصرف بطريقة مماثلة إزاء اللاجئين من مناطق الحرب الأخرى بغض النظر عن الجنسية أو العرق أو الدين”. وذكر تلفزيون الجزيرة أن “السلطات البولندية تسعى إلى التنسيق مع بعض السفارات لنقل اللاجئين الأوكرانيين بشكل مباشر من الحدود إلى بلدان أخرى.وتأتي هذه المساعي لتخفيف الضغط على المدن البولندية بعدما اقترب عدد اللاجئين في البلاد من نحو مليونين”.
ومن جانبه، توقع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان وصول موجة أكبر من اللاجئين الأوكرانيين الأسبوع المقبل. وأشارت بعض جماعات حقوق الإنسان واللاجئون العرب إلى التناقض بين رد الفعل الغربي مع الطريقة التي سعت بها أوروبا لإرجاع اللاجئين السوريين وغيرهم في عام 2015، إذ غادر نحو 12 مليون سوري بلدهم بسبب الحرب. ولفتت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إلى أنها “تشعر بقلق بالغ من تنامي مشاعر العداء للأجانب والتمييز والاستبعاد” ضد اللاجئين وطالبي اللجوء في السنوات القليلة الماضية، وأنها “تشعر أن أزمة اللاجئين الأوكرانيين تتيح فرصة للتفكر في الأمر”.
إلى ذلك، كشف المندوب الروسي لدى مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا، الى أن هناك معلومات عن تنفيذ سلطات كييف مشاريع خطرة ضمن برنامجها العسكري البيولوجي، مؤكداً أنه “لدينا معلومات عن محاولات كييف تدمير مختبرات لم يكن يسمح للمدنيين بدخولها”.
اليوم أعلن البيت الأبيض، عن حصول اجتماع بتقنية الفيديو استمرّ نحو ساعتين، بين الرئيس الأميركي جو بايدن، والرئيس الصيني شي جينبينغ“. وأبلغ شي جينبينغ بايدن، أنّ “على بكين وواشنطن توجيه علاقاتهما نحو المسار الصحيح”. وشدد لبايدن، على أن “أزمة أوكرانيا شيء لا نريد رؤيته، والنزاع ليس من مصلحة أحد”.
أما رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، فأكد للرئيس الأوكراني أنه يدعم موقف أوكرانيا في محادثات السلام، حسبما أفاد مقر رئاسة الوزراء البريطانية في بيان بعد مكالمة بين الزعيمين اليوم. بدوره، أكد زيلينسكي، “إننا سنصبح عضوًا في الاتحاد الأوروبي رغم كل الظروف”، لافتاً إلى “أننا سنحصل على دعم الاتحاد الأوروبي لمواطنينا الذين اضطروا لترك منازلهم”. وشدد على أنه “لا بد من تقييد حرية حكومة موسكو ومحاصرة الموانئ الروسية”، موضحًا أن “على كل الشركات الدولية أن تمتنع عن التعامل مع النظام الروسي المجرم”، مضيفًا: “يجب أن يعود العدو إلى أرضه مدحورًا وستدفع روسيا ثمنًا باهظًا لغزوها أوكرانيا”.
وزير خارجية لاتفيا، إدغارد رينكيفكش، أفاد “أننا طردنا دبلوماسيين روس لأنهم خالفوا الأعراف الدبلوماسية“. وأكد “أننا نريد أن يعزز الناتو قواته على أراضينا”، لافتاً إلى أن “الناتو سيعلن تعزيز قواته في دول البلطيق خلال قمة بروكسل“. وكانت قد أعلنت ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا، طرد عشرة دبلوماسيين روس في المجموع، في سياق التوتر الشديد بين موسكو والغرب بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
هذا واأدرت السلطات السعودية أمرًا ملكيًا يقضي بتمديد التأشيرات السياحية والتجارية للمواطنين الأوكرانيين العالقين، من دون دفعهم الرسوم أو الغرامات.
من جهتها، كشفت صحيفة “تايمز The Times” البريطانية النقاب عن أن وحدة النخبة الأوكرانية للطائرات المسيرة، دمرت منذ بدء الحرب عشرات “الأهداف ذات الأولوية” بالقوات الروسية في أثناء نومها. ونسبت تايمز، إلى قائد وحدة هذه المسيّرات، ياروسلاف هونشار، قوله: “نضرب في الليل عندما ينام الروس، وأن”العمل في الظلام هو أكبر ميزة للمسيرات من طراز “أوكتوكوبتر” للخدمة الشاقة، التي تم تعديلها لإسقاط القنابل المضادة للدبابات واستخدام الكاميرات الحرارية”.
من جهته، أشار وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى أن “الغرب يمارس ضغطا غير مسبوق على روسيا ويسعى لتهميشها ووقف تطورها”، لافتاً إلى أن “الغرب فرض أكثر من 5 آلاف عقوبة فردية ضد روسيا وهذا رقم قياسي، وهو الذي يغلق الباب في وجه روسيا وتأكدنا أنه لا يمكن التعويل عليه”. وأوضح أن “العقوبات جعلت روسيا أقوى وسنعدل اقتصادنا لتخطي تأثيرها، وسنحتاج إلى بعض الوقت”، مشيراً إلى “أننا وجدنا أدلة على تحضيرات أوكرانيا لهجوم شامل بعد فشلها في تطبيق اتفاقات مينسك”، وتابع أن “أي شحنات أسلحة تنقل إلى أوكرانيا ستكون هدفا مشروعا لقواتنا، ولا يمكن للدول الغربية تزويد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي سوفيتية الصنع، لأن ذلك محظور بحسب ترخيص الاستخدام”. وكانت وزارة الدفاع الروسية قد اعلنت في بيان لها صباح اليوم بأن ” قوات لوغانسك حررت أكثر من 90 بالمئة من أراضيها، بدعم ناري من القوات المسلحة الروسية، وفي الوقت الحاضر، تقوم وحدات جمهورية لوغانسك الشعبية بالقضاء على مجاميع متفرقة من القوميين في الضواحي الجنوبية لبلدة روبيجني المحررة”. ولفت متحدث باسم الوزارة، في وقتٍ سابق، إلى أنه “خلال الليلة الماضية، أسقطت أنظمة الطيران والدفاع الجوي التابعة للقوات الروسية 6 طائرات مسيرة فوق أوكرانيا، بينها واحدة من طراز “بيرقدرا تي في2”. وأوضح المتحدث: “دمر سلاح الجو الروسي 81 هدفًا عسكريًا في أوكرانيا، بما في ذلك 4 راجمات صواريخ و3 مراكز قيادة و8 مستودعات ذخيرة و 28 مركز للعتاد العسكري”. أما الجيش الأوكراني، فأعلن أن “القوات الروسية دمرت 90 بالمئة من مدينة ماريوبل الأوكرانية”، موضحاً أنها “تواصل إغلاق الممرات الإنسانية في المدينة”.