اليوم الـ 24 للحرب: خنادق روسية وهجوم أوكراني مضاد
السؤال الآن ــ وكالات وتقارير
في اليوم الرابع والعشرين للحرب، أعلنت قيادة الأركان الأوكرانية أن القوات الروسية فشلت حتى الآن في محاصرة العاصمة كييف، وأكدت مقتل جنرال روسي كبير في المعارك، مشيرة إلى أن سيطرة القوات الروسية على ميناء ماريوبول (جنوب) تمنع أوكرانيا “مؤقتا” من الوصول إلى بحر آزوف. وقد أظهرت صور التقطت بواسطة الأقمار الصناعية أن الروس يحفرون خنادق في محيط العاصمة كييف لإخفاء آلياتهم، مما يشير إلى أنهم يعتزمون إطالة أمد الحرب. ويأتي ذلك بينما أكد مسؤول عسكري أميركي أن القوات الروسية لا تزال متوقفة إلى حد كبير في جميع أنحاء أوكرانيا.
ومع تواصل الحرب، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا إلى إجراء محادثات سلام جدية لإنهاء الحرب، في ظل حديث عن تقدم في المفاوضات بين الجانبين، في وقت تجهز فيه موسكو ردا على ما وصفتها بالعقوبات الأميركية والأوروبية غير الشرعية.
وإنسانيا، قالت الأمم المتحدة إن 6.5 ملايين نزحوا داخل أوكرانيا، إضافة إلى 3.2 ملايين فروا خارج البلاد جراء الحرب. وأعلن عمدة ميكولايف بعد ظهر اليوم، إلى أن الروس مارسوا ضغوطا يومية عليه للتعاون معهم وإصدار بيان للاعتراف بعهد جديد للبلاد”. وأشارت أن “القوات المسلحة الأوكرانية الى نقل قوات روسية نحو بيلاروسيا لتعويض الخسائر على الجبهة الشرقية”. وذكرت سلطات لوغانسك الأوكرانية أن القتال مستمر في روبيزني وبوباسنا وتمكنا من إجلاء المدنيين.
وفي لفيف أطلقت صافرات الإنذار وصدرت دعوات جديدة للسكان للتوجه إلى الملاجئ. وذكرت معلومات أن الجيش الأوكراني بدأ هجوما مضادا شمال غرب وغرب كييف، لاسترجاع بلدات سيطر عليها الجيش الروسي. وكانت شرطة أوكرانيا أفادت أن القوات الروسية قصفت 8 مناطق بدونيتسك، بينها مدرسة وروضة أطفال ومركز تسوق ومتحف، خلال 24 ساعة، فيما أعلنت الرئاسة الأوكرانية عن قيام القوات الجوية بتدمير 12 هدفا للقوات الروسية اليوم. وذكرت “وكالة الأنباء الأوكرانية”، نقلا عن الناطق باسم مجلس مدينة زاباروجيا، وقوع 9 قتلى و22 جريحا في قصف روسي. وأفادت وحدة حماية المعلومات الأوكرانية أن نحو 10 ملايين أوكراني اضطروا للفرار من منازلهم نتيجة حرب بوتين، وحوالي 6.5 مليون أوكراني نزحوا داخل البلاد وغادر 3.2 مليون مواطن إلى الخارج.
من جهة ثانية نقلت “نوفوستي” عن انفصاليي دونيتسك عن مقتل 55 مدنيا من الإقليم وإصابة 301 بينهم 21 طفلا خلال 30 يوما من التصعيد. وأعلنت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني موافقة بلادها على فتح 10 ممرات إنسانية اليوم، منها ممر من ماريوبول، في وقت أعلن فيه المدعي العام الأوكراني مقتل 112 طفلا في أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي. فيما أفادت وزارة الدفاع الروسية عن تدمير مراكز الاستطلاع اللاسلكي التابعة للجيش الأوكراني قرب أوديسا، ومستودع صورايخ أوكراني بمنطقة إيفانو فرانكيفسك، بصواريخ أسرع من الصوت، و69 منشأة عسكرية تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية خلال الليلة الماضية، و196مسيرة أوكرانية و1430 دبابة ومدرعة، منذ انطلاق العملية العسكرية. وقالت إن قواتها أجلت أمس 112 روسيا وأجنبيا، بينهم أوكرانيون وأمريكيون، ونقلتهم من خيرسون إلى القرم. وأشارت “نوفوستي” الى أن الجيش الأوكراني فجر جسر دونيتسك – ماريوبول دون تحذير المدنيين، ما ألحق أضرارا بمنازلهم.
بينما افادت الإدارة العسكرية في لوغانسك الأوكرانية عن مقتل 4 أشخاص وإصابة 10 في قصف روسي على سيفيرودونتسك وروبيزني أمس.
من جهتها، أكدت قيادة الأركان الأوكرانية اليوم أن القوات الروسية فشلت حتى الآن في محاصرة العاصمة كييف. وأضافت قيادة الأركان في بيان أن القوات الأوكرانية أوقفت تقدم القوات الروسية باتجاه مدينة ميكولايف (جنوب). وأشارت إلى أن القوات الروسية حرمت أوكرانيا مؤقتا من الوصول إلى بحر آزوف، عقب سيطرتها على ميناء مدينة ماريوبول (جنوب). وأكدت مقتل قائد الجيش الثامن للمنطقة الجنوبية للقوات الروسية الفريق آندريه موردفيتشيف. وقالت إن قواتها دمرت خلال الساعات الـ24 الماضية مقاتلتين و3 مروحيات و3 طائرات مسيرة و4 صواريخ كروز روسية، مشيرة إلى أن القوات الروسية أطلقت اليوم 14 صاروخا ونفذت أكثر من 40 غارة على مناطق مختلفة.
سياسيا، أعلنت الخارجية الأوكرانية أن جميع محاولات روسيا لخلق ذرائع كاذبة لحربها الهمجية على أوكرانيا محكوم عليها بالفشل. وقالت: “لن يترك أي شئ فعلته روسيا دون محاسبة ومسؤولية”. وحذر مستشار لرئيس أوكرانيا من أن “احتياطي الغذاء يكفي لعام، وربما لا تكون هناك محاصيل كافية للتصدير”، مشيرا إلى أن “الدعم الغربي عوض الخسائر الناجمة عن فقد إيرادات صادرات الحبوب”.
ونقلت “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أميركيين عن “تبادل الاتهامات بدأ داخل وكالات الاستخبارات والدفاع الروسية”.
من جهته، أطلع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس وزراء لوكسمبورغ على مسار المفاوضات مع أوكرانيا، مشيرا إلى أن الأنشطة البيولوجية العسكرية الأميركية بأوكرانيا تهديد لأمن روسيا.
في المواقف، اعتبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون صمود الأوكرانيين خسارة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معتبرا أنه من الضروري أن يفشل بوتين، لأنه لو ربح فلن يتوقف عند حدود أوكرانيا. وبيّن أن “بوتين المنتصر” هو ضوء أخضر للحكام المستبدين في كل مكان. وأعرب عن اعتقاده أن الرئيس الروسي كان خائفا من أوكرانيا لأن لديها صحافة حرة وانتخابات ديمقراطية، مشيرا إلى أن هدف حرب بوتين هو إلحاق الأذى بالاقتصاد الغربي. وقال إن بلاده ستستمر في دعم أوكرانيا وهي في طليعة الدول التي تفرض عقوبات على نظام بوتين.
وقالت وزيرة الخارجية البريطانية “إن على المملكة المتحدة أن تنهي ارتباطها بالأنظمة المستبدة، حتى تحافظ على استقلالها. وعندما نواجه مستبدا مثل بوتين ينبغي أن ندرك أنه لا يفهم سوى لغة القوة. أصدقاؤنا في أوكرانيا ممتنون للدعم العسكري الذي نقدمه لهم. لا نريد أن نعود إلى العهد السوفيتي، ولن نهدأ حتى تعود السيادة لأوكرانيا. اما وزير الدفاع البريطاني، فأكد “لن نتوقف عن تزويد أوكرانيا بالأسلحة وينبغي تعزيز أمن الجناح الشرقي للناتو”.
واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن “مبادرة إرسال قوات حفظ سلام تابعة للناتو إلى أوكرانيا هي ديماغوجية محضة”، أملا أن “تنتهي العملية العسكرية في أوكرانيا بتوقيع اتفاق شامل حول الأمن وحيادية الدولة الأوكرانية”. واتهم “واشنطن بمنع الوفد الأوكراني المفاوض من الموافقة على أبسط الشروط الروسية. وقال: “روسيا ستبقى منفتحة على التعاون مع الغرب ولكنها لن تكون المبادرة”.
من جهته اقترح رئيس الوزراء البولندي على الاتحاد الأوروبي فرض حظر كلي على التجارة مع روسيا. وأعلن وزير الدفاع الأميركي عن اجراء محادثات مع رئيس الوزراء البلغاري بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا، وقال “موقفنا موحد وبلغاريا تعمل معنا على إعادة تطوير المنظومة الدفاعية لحلف الناتو”. بينما اعتبر وزير الدفاع البلغاري أن “هذه الأزمة مؤشر لما ينوي بوتين فعله، وقررنا تعزيز نظامنا الدفاعي، ووجهنا مساعدات إنسانية وطبية للاجئين الأوكرانيين، ومن الضروري أن نمد يدنا إلى مولدوفا وأن نساعدها”.
إلى ذلك قال رئيس مجلس الدوما الروسي إنه “إن كان الغرب يريد السلام فليرسل لأوكرانيا المساعدات الإنسانية بدلا من السلاح”. وقالت الخارجية الروسية اليوم السبت إن إعلان الاتحاد الأوروبي حربا مالية واقتصادية على روسيا سيتسبب في عواقب لا رجعة فيها، وأن موسكو تجهز ردا على ما وصفتها بعقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي غير الشرعية. وتابعت أن روسيا لم يسبق لها أن استخدمت الطاقة أداة للضغط، وأن شركاتها تواصل التزامها بالإمدادات لأوروبا.