كي لا ننسى 17 تشرين .. فلنجدد الثورة
د. إليان سركيس
للتذكير فقط ولكل من قال انا ثورة، ١٧ تشرين كانت من ارقى الثورات، لأنها عبرت عن إرادة الشعب اللبناني بدون تفرقة من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب، هذه الثورة تميزت لأنها رفضت أي شعار طائفي او مذهبي وكان لبنان العنوان الكبير لها، الجميع نادى بلبنان العادل الحر المستقل، لبنان القانون فوق الجميع، اليوم أحب أن أكرر، نريد أن يكون ولائنا الى حب الوطن، فلبنان للجميع ولا يمكن الرهان على الحسابات الضيقة والمصالح الدنيئة الشخصية التابعة للزعيم والطائفة على حساب مصالح البلد ومواطنيه.
علينا ان لا ننسى ما اقترفت أياديهم وعقولهم الشيطانية بحق كل المواطنين اللبنانيين، علينا ان لا ننسى من سرق ودائعنا وجنى عمرنا، ومن أذلنا ويذلنا حتى اليوم على الطرقات وأمام المستشفيات والصيدليات وأفران الخبز ناهيك عن عدم القدرة الشرائية للمواطن العادي، كما علينا أن لا ننسى من استفاد ويستفيد من النزوح السوري ومن سمح لهم بالدخول بالتواطئ مع أعداء لبنان ومن خرق سيادته حتى اصبحنا اليوم بخطر ديموغرافي ووجودي، علينا ان لا ننسى ان كل المصائب السياسية والاقتصادية والمعيشية من سياسة هذه المنظومة الحاكمة العمياء الهشة الركيكة بدون أي خطط استراتجية للمستقبل، كما علينا ان لا ننسى الفئات الشعبية المتحزبة الساكتة عن كلمة الحق والداعمة لأحزاب الاجرام والارهاب السياسي، كما علينا ان لا ننسى مسؤولياتنا نحن الثوار بان لا نتخلى عن واجباتنا ومسؤولياتنا تجاه وطننا الحبيب لبنان ولا تغرنا الشعارات الكاذبة الفضفاضة وخاصة الشعارات الطائفية الضغينة التي تفرقنا بعكس ما تجمعنا.
اليوم واكثر من اي يوم مضى علينا ان نجدد روح ثورة ١٧ تشرين، ثورة على كل هذه المنظومة بدون استثناء كي لا ننسى من استباح القانون، والقضاء والعدالة واستولى على الدولة بالقوة ان كان بالسلاح او بالمال، وكي لا ننسى مطالب وخيارات ١٧ تشرين وشعاراتها الوطنية للوصول الى الدولة العلمانية بقانون انتخاب عادل وشامل بدون تمييز عنصري.
علينا ان لا ننسى بان انتماءنا الاول والاخير هو الدولة ومؤسساتها القانونية وقضائها العادل وليس أحزاب الطوائف الذين دمروا الدولة وهويتها ودستورها مع كل التحفظات على هذا الصعيد، لذلك أيها الثوار الكرام خطنا الوطني معروف والهدف واحد هو إسقاط هذه المنظومة الفاسدة واسترجاع كرامة الشعب اللبناني التي سرقت من أخطر سلطة مجرمة عرفها التاريخ.