غزاشيما؟!

غزاشيما؟!
سمير سكاف 
 
تشبه مفاعيل القصف الاسرائيلي على أهل غزة مفاعيل قنبلة نووية؛ أرض محروقة، دمار هائل، آلاف القتلى، آلاف الجرحى، ومئات الآلاف من المتضررين والمشردين! ويبرر الجانب الاسرائيلي رد فعله “الجنوني” بعدد قتلاه الذي تخطى ال 1.300 قتيل! تستطيع حماس تحمل فاتورة التكلفة في آلاف الأرواح وآلاف الجرحى “الغزاوية” بالإضافة الى الدمار الشامل في القطاع. لكن أهل غزة لا يستطيعون! 
 
قصف الاعلام الدولي لغزة!
 
الاعلام الدولي يقصف من جهته جبهة غزة بالتركيز على أن حماس هي داعش، وأن اسرائيل تحارب “داعش” في غزة! بالأمس، سهرة متلفزة على إحدى القنوات الاخبارية الفرنسية الأساسية، على سبيل المثال، بعنوان “اسرائيل تواجه الارهاب”. 7 صحافيين من مشاهير الصحافة الفرنسية تناقشوا على مدى ساعات إرهاب وجرائم حماس مع صور حول المهرجان الموسيقي الذي هاجمته وقتلت فيه 100 شاب اسرائيلي! كل ذلك، مع 5 مراسلين في الجانب الاسرائيلي ينقلون آلام الاسرائيليين، من دون عرض ولو صورة واحدة عن غزة أو عن القصف الاسرائيلي على غزة، ومن دون عرض ولو صورة واحدة لطفل مصاب أو ضحية في غزة!
 
من الانتصار الى الكابوس!
 
في هذه الأجواء للرأي العام الدولي، يمكن التساؤل: طوفان الأقصى” أو طوفان القتلى، أيهما أكثر إيلاماً؟! هل هناك من سيخضع في النهاية؟ هل هم مقاتلو حماس أم الجيش الاسرائيلي؟ هل هم أهل غزة أم الاسرائيليون؟ وهل بدأ النجاح الهائل لعملية طوفان الأقصى بالتحول الى كابوس إنساني؟!
 
مشاهد مؤلمة جداً في غزة. المستشفيات تتحول الى مقابر! والقدرات العلاجية تنخفض بشكل كبير! غزة أيضاً من دون مياه. ونقص المياه ينتج موتاً وتلوثاً وأوبئة، بالإضافة الى نقص منسوب الحياة بفقدان الدواء والكهرباء والوقود. ولكن هل وصل المجتمع الدولي في غرفه السوداء الى طرح الترانسفير أو الى ضم غزه بالكامل الى دولة اسرائيل؟ لا شيء واضح! ولا حتى إذا ما كانت تنوي اسرائيل إطلاق هجوم بري ضد غزة!
 
7 سيناريوهات لمستقبل الحرب في غزة!
 
لم يكن “يعلم” مقاتلو غزة أن عمليتهم ستكبد دولة اسرائيل هذا الكم الهائل من الخسائر في الأرواح، وإن نجاح “الطوفان” المؤلم على الاسرائيليين الذين يعيشون “كابوساً لم يحلموا به”! ولكن لا يبدو أهل غزة قادرين على المواجهة وحدهم، من دون مساعدة “عسكرية”! أما السيناريوهات العسكرية الممكنة اليوم فهي:
1 – تحرك فلسطينيي الضفة.
2 – تحرك فلسطينيي ال 48.
3 – تدخل إيراني صاروخي مباشر.
4 – فتح الجبهة السورية.
5 – فتح الجبهة الشمالية مع حزب الله.
6 – تحركات عسكرية عبر مصر والأردن.
7 – استمرار حماس وحيدة في الحرب.
 
وفي غياب 5 احتمالات منها لعدم “جديتها”، يبقى احتمالان عسكريان جديان هما إما استمرار حماس وحيدة في الحرب، وهو ما قد يعرض أهالي غزة للإبادة، وإما فتح الجبهة الشمالية مع حزب الله. ولا ينهي تدخل “الحزب” مأساة غزة، بقدر ما قد يعني تخفيف الضغط عنها، وزيادة الضغط على الاسرائيليين، مع إمكانية تدمير لبنان كما في حرب تموز 2006. كل ذلك، مع إمكانية تدخل مباشر من حاملة الطائرات جيرالد فورد، الأحدث والأكثر تطوراً مع صواريخها ومع أكثر من 75 مقاتلة على متنها! إن تسارع الأحداث وارتفاع بورصة القتلى اليومية تضع المنطقة في عين العاصفة ولفترة طويلة!
 
Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

سمير سكاف

صحافي وكاتب لبناني