الاحتلال الصهيوني يمارس التدمير والإبادة والتهجير
مصطفى المتوكل الساحلي
جاء في سفر إرميا 4: 2 «لأَنَّ شَعْبِي أَحْمَقُ. إِيَّايَ لَمْ يَعْرِفُوا. هُمْ بَنُونَ جَاهِلُونَ وَهُمْ غَيْرُ فَاهِمِينَ. هُمْ حُكَمَاءُ فِي عَمَلِ الشَّرِّ، وَلِعَمَلِ الصَّالِحِ مَا يَفْهَمُونَ».
من عصبة الأمم إلى الأمم المتحدة توجد ضرورة لتصحيح وتغيير العقليات والسياسات بمرجعياتها الملتبسة الهجينة التي تخفي وتظهر في نفس الوقت اعتماد التسلط والتحكم والعنصرية والعرقية المقيتة والكيل بمكيالين فاسدين.. فما مارسته بعض الدول خلال القرون الماضية من احتلال واستنزاف وقمع همجي وحروب طالت الدول والمدنيين العزل الذين يدافعون عن أوطانهم حيث نصبت ضدهم محاكم الظلم ومقاصل القتل وأحدثت مقابر وسجون معلومة وسرية فأصدروا أحكاما من الإعدام إلى المؤبد إلى النفي والتهجير والتجويع وقطع الأرزاق غاياتهم هي الاستيلاء على الأراضي والثروات ومحو الهويات وإبادة الشعوب الإصيلة المتشبثة بالحرية والكرامة والعدالة والاستقلال، إن قوى الاحتلال الغاشم مقصدها خلق كيانات وهمية في مناطق من العالم يعطونها “اعترافا” مزورا أو ينصبون فيها أتباعا لخدمة مصالحهم التي يسمونها استراتيجية تهم أمنهم القومي…
إن شعوبا من العالم ودولا مختلفة تعاونوا وحاربوا إلى جانب دول غربية من أجل دحر واستئصال الأنظمة النازية والفاشية والعنصرية بأوروبا في النصف الاول من القرن الماضي وفي نفس الوقت تواطأت قوى الاحتلال – وعلى رأسهم بريطانيا – الذين جثموا على بشر وأراضي إفريقيا والعالم العربي والاسلامي وعاثوا في الأرض فسادا وقمعا وظلما واستنزافا.. ونالت فلسطين من الدولة البريطانية الإرهاب الأعظم الذي تحقق بإستقدام يهود العالم لتوطينهم بقلب الشرق الاوسط وعلى رأسهم قيادة كيان بطعم العنصرية والصهيونية التي اعتمدت تقتيل وتهجير الشعب الفلسطيني طوال عقود ولا زالت..، والغريب المستفز للعقل والوعي هو أن تلك الدول الغربية بقيادة أمريكا كانت وراء صياغة القوانين الاممية التي وضعتها لتحكم بها الدول والشعوب وتهددهم وتتربص باستقرارهم زمن الاحتلال وما بعده وهم منذ البداية مع قرار إبقاء إحتلال فلسطين في خطة تكشفت أسرارها ومراميها الخطيرة والتي لم يعد من الدين والعدل ونصرة الحق السكوت على مؤامرة إبادة شعب وتشتيت الأمة العربية والأسلامية بكل الشرق الأوسط للوصول إلى إسرائيل/ صهيون الكبرى ..
لقد اضطرت غالبية الدول وخاصة بالشرق الاوسط للميل إلى “القبول” وهم تحت الاحتلال بوضعية نتج عنها حشر كيان إسرائيل بينهم والذي شرع ببسط سيطرته بتهجير عنصري للشعب الفلسطيني إلى دول الجوار في مخيمات نصبت له منذ السنة الأولى مرورا بكل النكبات والمذابح والهجرات الاضطرارية طوال سبعين سنة وثق التاريخ فيها تعمد اكتفاء منظمات دولية بالنقاش وإصدار البيانات والقرارات بعد كل جريمة صهيونية مع استمرار دعمهم المكشوف والخفي للمحتل بالترسانات العسكرية بما في ذلك الأسلحة الممنوعة دوليا التي تستخدم في تنفيذ حملات حربية همجية متشبعة بكل أصناف الإرهاب مدعمة بتنظيرات و توجهات عقيدة الصهاينة التي تؤمن بوعود زورها التحريفيون الأوائل لإقناع بني عرقهم وصهيونيتهم أن أرض إسرائيل تمتد من الماء إلى الماء وهي فقط لهم وحدهم دون الإسلام والمسيحية.. وليعلم ويتأكد الجميع أن هدف الإحتلال الأسمى ومعهم حلفاؤهم هو تحقيق الوعد المشؤوم الذي لن يكتمل إلا بتقزيم مساحات دول الشرق الاوسط وإخلائها من أصحابها..
لقد تحولت مخيمات أرض دول جوار فلسطين إلى أقاليم فلسطينية أودع فيها مئات الآلاف من شعب عرفه الانبياء والرسل والفراعنة والآشوريون والبابليون كما احتلت أراضيهم من كل القوى الغاشمة القديمة من الرومان والفرس و.. وبريطانيا وابنتها؟؟
إن تلك الدول الغربية تتحمل خطأ وخطيئة وجريمة صنع الكيان الاسرائيلي ، ويعتبرون شركاء في كل الجرائم التي تعرض ولازال يتعرض لها سكان فلسطين الأقدمون إلى اليوم،، إنهم يعملون بنقيض القصد من كل المبادئ التي وثقوها في الامم المتحدة وصرفوها بخلفيات توجهها انحيازي عرقي مؤطر بتحريفات التوجهات الصهيونية من العهد القديم إلى البريطاني /الحديث ..
من الواجب حماية الشعوب بمختلف دياناتها ومعتقداتها بأراضيها وأوطانها وبكل دول العالم، والمفروض على الجميع أن يحرصوا حتى لا يتحول أصحاب دين أو عقيدة إلى فاشيين ونازيين يعتمدون أسلوب الإبادة بالمحارق المتنوعة من الأفرنة إلى أسلحة الدمار الشامل التي تحرق الناس والكائنات الحية وتخرب المدن والقرى، وأن يحرموا كليا على انفسهم وغيرهم إنتاج وامتلاك الأسلحة النووية وما يعدلها خطورة أو يتجاوزها، وأن يؤسسوا فعليا للسلم والسلام بقواعده الانسانية والاخلاقية التي تتعامل بمساواة وعدالة شاملة مع كل الشعوب والدول وان تتجه في اطار وضع قواعد توحد بين الشعوب والمناطق والقارات لأن الارض هي بيت كبير لكل ساكنة الارض حتى نهاية العالم وهذا ما جاءت به الرسالات السماوية وما أقره الرسل ومن سار على نهجهم..
إن حقوق الشعب الفلسطيني أمر ومبدأ وقضية لا مساومة فيها ولا تهاون ولا مقايضة في إقامة دولته المتواصلة الأطراف الموحدة الحرة المستقلة الديموقراطية العادلة غير المبلقنة وغير الممزقة بعيدا عن أية وصاية أو حجر من أية جهة كانت ..
جاء في انجيل متى 34″ لِذلِكَ هَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ أَنْبِيَاءَ وَحُكَمَاءَ وَكَتَبَةً، فَمِنْهُمْ تَقْتُلُونَ وَتَصْلِبُونَ، وَمِنْهُمْ تَجْلِدُونَ فِي مَجَامِعِكُمْ، وَتَطْرُدُونَ مِنْ مَدِينَةٍ إِلَى مَدِينَةٍ“.
تارودانت، السبت 18 نونبر 2023.