هل تفشل واشنطن في فيلادلفيا؟ وهل يصيب رهان الديمقراطيين بأرقام حماس؟!
سمير سكاف
في هذه القضية تحرق حماس نصف ورقتها الأخيرة! فهي تدرك جيداً أنها بالفعل ورقتها الأخيرة! وتدرك أن احتراقها بالكامل يعني شلال دماء إضافي و”أقصى طوفان” النار الإسرائيلي على رفح!
لذلك، فهي تقامر وتغامر بحرق نصف الورقة الأخيرة على طاولة “روليت” المفاوضات! إذ تدرك أنها استنفدت كل وسائل الضغط على إسرائيل؛ من الضغط العسكري إلى ضغط الرأي العام الدولي وإلى الضغط السياسي حتى من واشنطن!
وتحاول حماس شد حبال الوقت لمصلحتها بـ “تهييج فوري” لأهالي الأسرى! فيقوم الأهالي والرأي العام الإسرائيلي بالضغط على الحكومة للقبول بنتيجة المفاوضات، وبالمقترحات الأميركية.
وهذا الضغط، الذي يقوم به أهالي الأسرى فعلاً، هو ليس، لا في مصلحة حكومة بنيامين نتانياهو، ولا في مصلحة الجيش الإسرائيلي!
وتُبقي حماس على نصف الورقة الأخيرة سليماً! وهو قسم الأسرى المتعلق بالعسكر، وخاصة بالضباط!
وهؤلاء العساكر والضباط، إما لن يخرجوا أحياء مطلقاً بنيران القصف الإسرائيلي، وإما سيبقون إلى ما بعد بعد نهاية الحرب! فهم درع خلاص حماس الأساسي للحفاظ على بعض توازن الضغط الحربي، بغياب توازن القوى وسقوط توازن الرعب.
والأرجح أن الجيش الإسرائيلي لن يخضع لضغط الشارع! فالحرب بالنسبة إليه “وجودية”! وهو دفع رسمياً أكثر من 600 قتيل عسكري، بالإضافة الى دفع إسرائيل أكثر من 1.250 قتيل مدني، بمعزل عن شلال شهداء وضحايا غزة.
ما يعني أنه من المرجح أن يهرب الجيش الإسرائيلي إلى الأمام بزيادة حجم النيران أو باقتحام شوارع إضافية في رفح بحجة محاولة الوصول إلى الأسرى! وهو لن يخضع لضغوط جو بايدن، وسيعمل على إفشال “عروضه”!
حماية الأسرى الإسرائيليين لدى حماس هي إحدى الحجج الأساسية لإسرائيل لعدم التخلي عن محور فيلادلفيا! فالتخوف هو لتهريب الأسرى عبره الى خارج الحدود! وفي هذه الحالة قد تكون وجهتهم الأساسية بعد إخراجهم من غزة هي لبنان، وبحماية حزب الله!
قد يكون هذا السيناريو وهمياً. وقد تكون إسرائيل تفكر به جدياً. ولكن الأخطر من كل ذلك في أي طرح للحل هو حول المؤقت لدى اسرائيل والنهائي لدى حماس! وهما خطان متوازيان لا يلتقيان إلا في الميدان!
تحاول واشنطن مع إدارة الرئيس جو بايدن بكامل قواها الوصول إلى اتفاق، يمكن أن تعتبره انتصاراً لها وللديمقراطيين في حملتهم الرئاسية ضد المرشح الرئيس دونالد ترامب، صديق نتانياهو!
ويحتاج الديمقراطيون إلى انتصار إعلامي أميركي داخلي، مبني على نتائج إيجابية “خارجية”! وفي غياب القدرة على تجيير أي نجاح أوكراني “جدي”، فالأنظار تتحول إلى التفاوض بين إسرائيل وحماس!
ومع ذلك، سيكون من الصعب على بايدن إقناع نتانياهو بالتخلي عن فيلادلفيا، أو بوقف نهائي للحرب، أو حتى بالتخلي عن فكرة اقتحام رفح!
فنتانياهو يعتبر أن الفوز بالحرب هو أكثر أهمية من استعادة الأسرى! كما يعتبر أن حصر وجود الأسرى في داخل رفح هو أقرب لإسرائيل لتحقيق نصرها على حماس، إما بالحرب وإما بتحقيق “قمة الاغتيالات”!
ما الذي يمكن أن تقدمه واشنطن لإسرائيل، وبايدن لنتانياهو، ليقبل نتانياهو بالهدنة؟! وهل تنجح “فيديوهات” حماس حيث فشلت حجج بايدن وبلينكن؟! أو أن نتانياهو سيحوّل مقتل الرهائن إلى حجة جديدة إعلامية وعسكرية؟ وتتحول معها روليت حماس “اللاس فيغاسية” الى “روليت روسية”؟!