اليوم الـ42 للحرب: تخوف من هجوم روسي وابنتا بوتين على لائحة العقوبات
السؤال الآن ــ وكالات وتقارير
في اليوم الــ 42 للحرب، من المقرر أن تجري الجمعية العمومية للأمم المتحدة، عند الساعة الثانية بعد ظهر غد بتوقيت غرينيتش، تصويتا بناء على طلب من الغرب، من أجل تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان.
وقالت الناطقة باسم الرئاسة بولينا كوبياك. إنه للمضي قدما في المسار، لا بد من توافر النصاب القاضي بتصويت ثلثي الدول الأعضاء الـ 193 في الجمعية العمومية، التي استدعيت إلى هذا الاستحقاق. وفي الوضع الميداني.
دعت كييف اليوم سكان شرق أوكرانيا إلى إخلاء المنطقة “فورا”، وسط مخاوف من هجوم كبير للجيش الروسي على إقليم دونباس الذي أصبح الآن هدفا أساسيا للكرملين. ونقلت وزارة الاندماج على “تلغرام” عن نائبة رئيس الوزراء إيرينا فيريشتشوك قولها إن السلطات الإقليمية “تدعو السكان إلى مغادرة هذه الأراضي، وبذل قصارى جهدهم لضمان أن تجري عمليات الإجلاء بطريقة منظمة”. مضيفة: “يجب القيام بذلك “فورا” تحت وطأة “المخاطرة بالموت”. وأعلن البيت الأبيض، أنه سيفرض عقوبات على ابنتين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على خلفية الحرب في أوكرانيا، مشيرًا إلى أن أفراد عائلة الرئيس الروسي يخفون ثروته.
كما أعلن أيضًا عقوبات على أكبر مصرف روسي حكومي “سبيربنك”، وأكبر مصرف روسي خاص “الفا بنك”، لافتًا إلى أن جميع الاستثمارات الأميركية الجديدة في روسيا أصبحت ممنوعة. وشددت سلطات بريطانيا كذلك عقوباتها على موسكو، وحظرت أي استثمار بريطاني في روسيا، مستهدفة قطاعي المصارف والطاقة إضافة إلى المتمولين.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية، أن “عملية تبادل الأسرى بين الجانبين الروسي والأوكراني توقفت بسبب تعطيلها من قبل الجانب الأوكراني”، موضحة أنه “تم وضع قائمة من 251 جنديا لإتمام عملية التبادل، ثم جرى تخفيض هذا العدد مرارا في وقت سابق، حتى اقتصرت القائمة في نهاية الأمر على 35 اسما. ولكن الجانب الأوكراني رفض إجراء العملية صباح اليوم دون تقديم تفسير لذلك، على الرغم من أن الجانب الروسي قد أوصل 51 أوكرانيا إلى مكان إجراء عملية التبادل”.
ولفتت في بيان، إلى أن “لدى الجانب الروسي كل الأسباب للاعتقاد بأنه ليس كل شيء على ما يرام مع الجنود الروس الأسرى”، مشيرة إلى أن “روسيا تتوجه إلى الأمم المتحدة، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وقيادات ألمانيا وتركيا وفرنسا، كي تطالب السلطات الأوكرانية بأن تضمن فوريا وصول الصليب الأحمر إلى الأسرى الروس، ليتحقق من ظروف احتجازهم”.
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، صرح أن صواريخ أرضية وجوية عالية الدقة دمرت 5 مستودعات للوقود ومواد التشحيم”، في مناطق قرى “راديخوف” و”كازاتين” و”بروسيانايا” و”نيكولايف” و”نوفوموسكوفسك”، وكانت تزود المعدات العسكرية لمجموعات القوات الأوكرانية في مناطق “خاركوف” و”نيكولايف” و”دونباس” بالوقود.
وقام الطيران العملياتي والتكتيكي خلال الليلة الماضية بقصف 24 منشأة عسكرية أوكرانية، من بينها نظام صواريخ مضادة للطائرات من طراز “أوسا-إيه كيه إم”، و5 مستودعات للوجستيات، بالإضافة إلى 11 نقطة ارتكاز ومخازن للمعدات العسكرية للقوات الأوكرانية. كما أسقطت أنظمة الدفاع الجوي الروسية 4 مسيرات في مناطق “بيرديانسك” و”غورنياك” و”أوفانسكوي” و”تشيرنوبايفكا”.
إلى ذلك، نقلت وكالة “رويترز” عن حاكم منطقة كورسك المتاخمة لأوكرانيا، رومان ستاروفويت قوله اليوم: “إن حرس الحدود تعرضوا لإطلاق نار”. وأضاف: ” بالأمس حاولوا إطلاق قذائف هاون على موقع لحرس الحدود في منطقة سودجانسك ورد حرس الحدود الروسي بإطلاق النار، لم تقع إصابات أو أضرار لدينا”.
وفي تصريحات منفصلة “لوكالة الإعلام الروسية” قال: “إن قذائف الهاون التي أطلقت على معبر سودجا الحدودي لم تصل الأراضي الروسية. ولم يصدر أي تعليق من أوكرانيا.
كما نقلت “رويترز” عن حاكم منطقة دونيتسك الأوكرانية بافلو كيريلينكو قوله، إن امرأتين على الأقل قتلتا وأصيب خمسة آخرون اليوم حين أصابت نيران المدفعية الروسية نقطة توزيع مساعدات إنسانية في بلدة فولدار”. وأضاف: “نعرف حتى الآن أن شخصين قتلا واصيب خمسة آخرون. نوثق جميع الجرائم التي ارتكبتها روسيا الاتحادية على أرضنا”.
إلى ذلك نقلت الوكالة عن المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف قوله اليوم: “إن محادثات السلام بين موسكو وكييف لا تتقدم بالسرعة التي نريدها ويجري العمل على بدء جولة جديدة من المحادثات، لكن الطريق لا يزال طويلا لإحراز أي تقدم.
من جهته، ندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “بتردد الاوروبيين في حظر واردات الطاقة الروسية”، مشيرا إلى أن “بعض القادة أكثر حرصا على الأعمال التجارية من اكتراثهم لجرائم الحرب”. وقال للبرلمان الإيرلندي: “إن خطابا جديدا بشأن العقوبات ظهر في أوروبا، لكن لا يمكنني التسامح مع أي تردد بعد كل ما مررنا به وكل ما فعلته روسيا بنا”.
من جانب آخر، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان، أن “فريقا من اللجنة الدولية قاد قافلة من الحافلات والسيارات الخاصة تقل أكثر من 500 شخص إلى زابوريجيا. وكان المدنيون الذين نقلتهم القافلة الإنسانية قد فروا من مدينة ماريوبول بأنفسهم”، موضحا أن “آلافا أخرى من المدنيين العالقين داخل ماريوبول يحتاجون إلى ممرات آمنة للخروج من المدينة، وإلى دخول المساعدات الإنسانية إليها. وبصفتنا وسيطاً محايداً، فنحن على استعداد للاستجابة لهذه الضرورة الإنسانية بمجرد التوصل إلى اتفاقات ملموسة وظروف أمنية تسمح بذلك”.
من جانبها، نقلت وكالة “روسيا اليوم” عن نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر غروشكو، قوله في تصريح صحافي اليوم: “إن موسكو تعمل على إعداد رد على الحزمة الخامسة من العقوبات الأوروبية المنتظرة ضد روسيا”. وفي اليوم السابق، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، عن مقترحات لفرض عقوبات جديدة من الحزمة الخامسة للاتحاد الأوروبي ضد روسيا الاتحادية. ووفقا لرئيسة المفوضية الأوروبية فإنه من المتوقع فرض حظر على واردات الفحم من روسيا التي تبلغ قيمتها 4 مليارات يورو سنويا، وكذلك حظر كامل على المعاملات مع أربعة بنوك روسية رئيسية، بما في ذلك بنك “في تي بي”، ثاني أكبر بنك روسي. كذلك أعلنت عن حظر دخول السفن الروسية إلى موانئ الاتحاد الأوروبي، وفرض حظر على شاحنات النقل الروسية والبيلاروسية من دخول بلجان الاتحاد الأوروبي.
وفيما يتعلق بتطورات مجزرة بوتشا، قالت الحكومة الألمانية، الأربعاء، إن الصور الملتقطة بالأقمار الاصطناعية الشهر الماضي لجثث مدنيين في مدينة بوتشا الأوكرانية، قدمت أدلة قوية ضد إنكار موسكو ضلوع القوات الروسية في تلك الجرائم. وقال الناطق باسم الحكومة شتيفن هيبيشترايت للصحافيين إن “تقييم صور الأقمار الاصطناعية” قاد برلين إلى استنتاج أن “التصريحات الروسية” بأن صور القتلى المدنيين “كانت مفبركة أو أن لا يد لها في جرائم القتل، في رأينا غير مدعّمة”. وأوضح “هناك تحليلات لصور أقمار اصطناعية التقطت بين 10 و18 مارس 2020 تظهر أن الجثث في بوتشا كانت هامدة في المكان منذ 10 مارس على الأقل. وتشير دلائل موثوقة إلى أنه بين 7 مارس و30 منه، كانت القوات الروسية موجود في المنطقة”. وأضاف “وبالتالي فإن الاغتيالات المستهدفة التي نفّذتها وحدات من القوات المسلحة وقوات الأمن الروسية، دليل على أن الرئيس الروسي (فلاديمير) بوتين قَبِل أقلّه بهذه الانتهاكات لحقوق الإنسان وجرائم الحرب من أجل تحقيق أهدافه”. لكن خبيرا دوليا حذر في مقابلة مع “وكالة الصحافة الفرنسية” من جنيف، من أن الصور الصادمة لجثث منتشرة على طريق في مدينة بوتشا الأوكرانية تعكس حصول جرائم حرب لكنها ليست كافية، إذ إن تقديم دليل قانوني وأكثر من ذلك محاكمة المذنبين، هو مهمة يصعب تحقيقها. وقال مدير منظمة “ترايل” المتخصصة في مكافحة الإفلات من العقاب فيليب غراني في ما يخص الجرائم ضد الإنسانية إن “الصور في ذاتها نادرا ما تعتبر أدلة قاطعة”. وأضاف: “يمكنها أن تكشف عناصر مهمة، لكنها لا تكشف القصة كاملة”. وأوصى بالتحلي بـ”الحذر”، مذكرا بعمليات التلاعب التي حصلت في الماضي والتفسيرات الخاطئة. واعتبر أنه إذا حملت التحقيقات الأوكرانية “بوتين المسؤولية الجنائية، فسينبغي القبض على الشخص”. مضيفا أن “ذلك لن يكون أمرا سهلا” لكنه “ممكن”.
وأكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم، أن المجزرة المفترضة التي تتهم كييف الروس بارتكابها في بوتشا الأوكرانية “لا تبدو أقل بكثير من إبادة بالنسبة” اليه، وقال للصحافيين: “لا شك لدي في أن المجتمع الدولي، وفي مقدمه بريطانيا، سيتحرك مجددا بشكل متزامن لفرض مزيد من العقوبات على نظام (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين”.
هذا وحذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، اليوم، من أن الرئيس الروسي لم يتخل عن رغبته في السيطرة على كامل أوكرانيا، مرجحا أن تستمر الحرب “لأشهر وحتى سنوات”. وقال قبل اجتماع وزراء خارجية الحلف: “علينا أن نكون واقعيين. قد تستمر الحرب لفترة طويلة، لأشهر وحتى لسنوات. لذلك علينا أن نكون مستعدين لمسار طويل، من حيث تقديم الدعم الى اوكرانيا والاستمرار في العقوبات وتعزيز دفاعاتنا”.