اليوم الثالث للحرب: ارتفاع عدد الضحايا وقتال في الشوارع
السؤال الآن ــ وكالات
في اليوم الثالث لهجوم روسيا على أوكرانيا ارتفع عدد الضحايا، إذ أعلنت وزارة الصحة الأوكرانية، مقتل 198 شخصا، بينهم 3 أطفال من جراء القصف الروسي. في وقت بدأ القتال في العاصمة كييف يتحول إلى نوع من حرب الشوارع. وأعلنت زارة الدفاع الروسية عن اعطاء أوامر للقوات بشن هجوم على جميع المحاور في أوكرانيا بعد رفض كييف التفاوض.
مع بزوغ الفجر في العاصمة كييف، لم تتضح صورة تقدم الجنود الروس. وأفاد مسؤولون أوكران إنهم نجحوا في صد الهجمات. وذكرت وكالات عالمية أن مناوشات تم الإبلاغ عنها على أطراف المدينة، أظهرت أن وحدات روسية صغيرة كانت تستكشف الدفاعات الأوكرانية لتمهيد الطريق للقوات الرئيسية.
وظهر التحرك السريع للقوات الروسية بعد أقل من 3 أيام من القتال الخطر المحدق بأوكرانيا، مما قد يؤدي إلى إسقاط الحكومة الديمقراطية في أوكرانيا وزعزعة النظام العالمي بعد الحرب الباردة.
إذن، دخلت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا يومها الثالث، فتجدد قصف العاصمة وسُمع دوي إطلاق نار في ميدان الاستقلال وسط كييف، وسط تحذيرات من السفارات الأجنبية ومطالبات لرعاياها بالحذر والبقاء قرب الملاجئ، وتحذيرات متكررة للأوكرانيين بالنزول إلى الملاجئ للاحتماء من القصف.
وأفادت وكالة “إنترفاكس” بأن القوات الروسية سيطرت على محطة كييف للطاقة الكهرومائية، كما أكدت وزارة الدفاع الروسية أن الجيش قصف بصواريخ “كروز” مواقع حيوية للجيش الأوكراني.
وسمع دوي إطلاق نار بالقرب من المقرات الحكومية في وسط العاصمة الأوكرانية، فيما أكد الجيش الأوكراني وقوع هجوم على قاعدة عسكرية قرب كييف، كما أن القوات الروسية أطلقت صواريخ “كاليبر” على أوكرانيا من البحر الأسود.
وشهدت العاصمة الأوكرانية انقطاعا في خدمة الإنترنت، كما أفاد شهود عيان بوجود أعمال سلب في كييف، بالتزامن مع شح المواد الغذائية وخاصة الخبز.
وتزامنا، أفادت موفدة “العربية” و”الحدث” في أوكرانيا بتجدد استهداف مدينة خاركوف، مشيرة إلى أن سلطات خاركوف دعت السكان للنزول للملاجئ، مشيرة إلى وجود أزمة غذاء وتهافت على مخازن الطعام في خاركيف.
وأعلن مجلس الأمن القومي الأوكراني أن الوضع في كييف تحت السيطرة، مؤكداً أن العاصمة تحت سيطرة الجيش والسكان، فيما قالت القوات الأوكرانية إنها صدت “هجوماً” ليلياً شنه جنود روس على أحد مواقعها في شارع النصر، وهو أحد الشرايين الرئيسية في كييف.
كما افادت وكالة “إنترفاكس” الأوكرانية أن الجنود الروس حاولوا الاستيلاء على إحدى محطات توليد الكهرباء في المدينة. وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي توقع أن تشن القوات الروسية هجوما خلال الليل.
وظهر زيلينسكي، صباحا في تسجيل مصور نشره على حسابه في “تويتر” يتحدث من وسط كييف من أمام مكتبه ويقول لن نلقي السلاح، داعيا إلى عدم الاستسلام والدفاع عن كييف، ومشيرا إلى أنه باق في العاصمة الأوكرانية وأن الجيش لن يترك ساحة المعركة. وقد قصفت القوات الروسيّة حيًّا سكنيًّا في كييف.
وعلّقت وزارة الدفاع الأوكرانية قائلةً: “ارتكاب جريمة حرب أخرى ضد السكان المدنيين في أوكرانيا بقصف مبنى سكني”.
كذلك، أعلن رئيس بلدية كييف إصابة 35 شخصاً بينهم طفلان في القتال خلال الليل في المدينة حتى السادسة من صباح اليوم.
كما توقّف عمل مترو كييف خوفًا من تعرّض المواطنين لإطلاق النار، جراء القصف المتواصل الذي تشهده العاصمة. وُطالبت السلطات سكان كييف بالتزام المنازل وتجنّب النوافذ بسبب القصف. وأعلن الجيش الأوكراني أنّ ضربات جوية روسية استهدفت سومي وماريوبول وبولتافا، كما أكّد وقوع هجوم على قاعدة عسكرية قرب العاصمة كييف. وأضاف أنّه تمّ استهداف أراضي البلاد بصواريخ “كروز” انطلاقاً من البحر الأسود.
وكانت “رويترز” قد أفادت عن سماع دوي إطلاق نار قرب مبانٍ حكوميّة في كييف. كذلك، أفاد أسطول البحر الأسود الروسي بأن أكثر من 80 عنصراً من حرس الحدود الأوكراني من جزيرة زمييني الذين استسلموا للقوات الروسية، تمّ نقلهم إلى مدينة سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم.
وكشفت “واشنطن بوست”، عن تقارير لـ CIA “وكالة المخابرات المركزية الأميركية” عن وجود قناصة روس في كييف قبل العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا. كما أفادت “واشنطن بوست” بأن مسؤولين أميركيين عرضوا على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي إجلاءه كي لا يقع في الأسر.
وأضاف المصدر أن الرئيس الأوكراني رفض العرض الأميركي بإجلائه من كييف. وكان الجيش الأوكراني قد فته مخازنه أمام المواطنين لحمل السلاح وما أمكن من ذخيرة للقتال “باللحم الحيّ” وجعل كلّ متر مربّع من المدينة مكْلفاً للغاية على “القوّات الغازية”.
وعلى الرغم من أن التقديرات العسكريّة تُرجّح سيطرة الجيش الروسي على العاصمة، إلّا أن السؤال يكمن بحجم الكلفة البشريّة والماديّة والديبلوماسيّة التي ستتكبّدها روسيا من جرّاء ذلك.
وتوقّع مراقبون أن تكون كييف أمام أيّام عصيبة بعد تطويقها من أكثر من اتجاه واحكام القوّات الروسية سيطرتها على مطار غوستوميل الإستراتيجي الواقع على مشارف العاصمة من الجهة الشمالية الغربية. وأعلن رئيس بلدية العاصمة الأوكرانية تشديد حظر التجوال المفروض على كييف، محذرا من أن أي شخص سيكون موجودا في الشوارع بين الساعة الخامسة عصرا والساعة الثامنة سيعامل على أنه “عدو”.
وقال فيتالي كليتشكو عبر ” تلغرام”: “سيعتبر جميع المدنيين الموجودين في الشوارع خلال فترة حظر التجول أعضاء في مجموعات التخريب والاستطلاع التابعة للعدو”، كما ذكرت” روسيا اليوم “.
وكان مكتب الرئيس الأوكراني اعلن أن كييف رفضت التفاوض مع موسكو لأنها وجدت الشروط الروسية لإجرائها غير مناسبة، وفق ما اوردت “روسيا اليوم”، غثر إعلان الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر أمس في ظل انتظار المفاوضات المحتملة مع كييف بوقف هجوم القوات الروسية موقتا، لكن أوكرانيا رفضت التفاوض والهجوم استؤنف اليوم، وفق ما أفادت”روسيا اليوم “.
وبعد ظهر اليوم قال زيلينسكي، أن أوكرانيا “أخرجت” خطة الهجوم الروسية “عن مسارها” في اليوم الثالث من غزو بلاده، داعيا الروس إلى الضغط على فلاديمير بوتن لوقف الحرب. وأعلن في مقطع فيديو على فيسبوك: “صمدنا ونجحنا في التصدي لهجمات العدو”، موضحا أن “القتال مستمر في العديد من البلدات والمناطق في البلاد، لكن جيشنا هو الذي يسيطر على كييف والمدن الرئيسية في كل أنحاء العاصمة”.
ودعا “كل صديق لأوكرانيا يريد الانضمام لأوكرانيا للدفاع عن البلد، من فضلك تعال، سنعطيك أسلحة”. كما طالب الأوكرانيين الذين فروا من حدود البلاد، إلى “العودة” للمساعدة في الدفاع عن الدولة. ودعا ألمانيا والمجر إلى “التحلي بالشجاعة” ودعم استبعاد روسيا من نظام “سويفت” المصرفي لمعاقبة موسكو على غزو بلاده. وقال: “لدينا بالفعل دعم شبه كامل من دول الاتحاد الأوروبي لفصل روسيا عن سويفت. وآمل أن تتحلى ألمانيا والمجر بالشجاعة لدعم هذا القرار. لدينا الشجاعة للدفاع عن وطننا والدفاع عن أوروبا”.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن كلف وزير خارجيته أنتوني بلينكن بتسليم أوكرانيا ما يصل إلى 350 مليون دولار كدعم “أمني ودفاعي عاجل”، في ظل استمرار العملية العسكرية الروسية في ذلك البلد.
جاء ذلك في مذكرة نشرها البيت الأبيض في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة. وهذه هي الدفعة الثالث من الدعم المالي الأمريكي لأوكرانيا، بعد تخصيص مبلغي 60 مليون دولار و250 مليون دولار في وقت سابق، مما رفع إجمالي المساعدات خلال العام الماضي إلى أكثر من مليار دولار، وفقا لمسؤول في البيت الأبيض.
وتأتي هذه الخطوة بعد مكالمة هاتفية استمرت 40 دقيقة بين بايدن والرئيس الأوكراني بحثا خلالها “مساعدة دفاعية ملموسة”.
من جهته، حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم من أن الحرب في أوكرانيا “ستطول” و”يجب أن نستعد لها”، مشيرا إلى أن الحكومة تعد “خطة صمود” لمواجهة العواقب الاقتصادية للأزمة. وقال ماكرون لدى افتتاح المعرض الدولي للزراعة في باريس “عادت الحرب إلى أوروبا (…) هذه الحرب ستطول”، مشددا على أنها “لن تكون بلا عواقب على عالم الزراعة”.
وأوضح وفق ما نقلت” وكالة الصحافة الفرنسية”: “من المؤكد أنه ستكون هناك عواقب على صادراتنا في القطاعات الرئيسية”، مثل النبيذ والحبوب والعلف موضحا “نحن بصدد وضع خطة صمود”.