ماذا لو عاد الحريري عن انكفائه؟
صبحي زعيتر*
لا يمكن الجزم حتى اللحظة بتغيير رئيس الوزراء السابق سعد الحريري لقرار الانكفاء عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة لتياره السياسي، ترشيحا وترك الخيار لمناصريه بالاقتراع “لمن يشبهه” سياسياً. ولكن كثيرا من الدلائل تشير الى ان الحريري الذي سيعود قبل 14 شباط/ فبراير الجاري الى بيروت لمناسبة الذكرى السابعة عشرة لاغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري لطائفة السنية.
ويرتكز هؤلاء في شعورهم هذا، للعديد من المؤشرات التي عبر عنها كثيرون من قادة “تيار المستقبل” الذين اعلنوا في البداية عزوفهم عن الترشح للانتخابات، وثم عادوا ليرطبوا الاجواء معلنين ان عودة الحريري قد تحمل مفاجآت تؤدي الى عزوفه عن المشاركة.
وفيما اذا حصل ذلك، فيكون الحريري قد اصاب عدة عصافير بحجر واحد.اولها، تجميع من انفض من حوله من انصار بعد سهام الاتهامات التي وجهت اليه من حلفائه اولا، باعتباره كان مهادنا لتيار الممانعة وخاصة حزب الله من اجل الوصول الى رئاسة الحكومة.
وثانيها، بعث رسالة الى معارضيه انه هو من يمثل الطائفة السنية، وليس من اغتنوا على مائدته ومائدة “تيار المستقبل” من سنة وغيرهم من طوائف اخرى.
وثالثها، بعث رسالة الى دول اقليمية مؤثرة ان رسالة رفيق الحريري السياسية والاقتصادية، لا يمكن لطارئين على المشهد السياسي بعد غياب 15 عاما يستطيعون متابعة مشروع رفيق الحريري، والمقصود هنا شقيقه بهاء وحراكه الاخير تحت يافطة “سوا لبنان” التي تضم، حسب “تيار المستقبل” انتهازيين من كل الشرائح اللبنانية.
قد تنعش عودة الحريري عن قراره كثيرين ممن راهنوا على اصوات “تيار المستقبل” لضمان حجمهم البرلماني، الا ان هذه العودة ستصيب كثيرين في مقتل، سيما وان هؤلاء قد راهنوا على وراثة سنة لبنان في غياب ممثلهم الحقيقي، قد تكون العودة حلما، فهل يتحقق؟
الجواب قد يأتي من خارج لبنان.