ماذا وراء زج متطوعين من سوريا في حرب بوتين؟

ماذا وراء زج متطوعين من سوريا في حرب بوتين؟

فؤاد إيليا

قد يكون الإعلان الذي أطلقه بوتين خلال اجتماع مجلس الأمن القومي الروسي، عن زج متطوعين من منطقة الشرق الأوسط، خصوصا من سوريا، نوعا من التصعيد الكلامي الذي يشي بتحول المعارك الجارية على الأرض الأوكرانية إلى ما يشبه حرب العصابات، وذلك ناتج عن المقاومة الشرسة التي تتصدى لــ “الغزاة الروس”، خلال تقدمهم ضمن الأراضي الأوكرانية الواسعة البالغة حوالي 600 الف كلم، والتي يجعل منها هدفا صعب المنال، كما كان يحلم بوتين بإعادتها غلى الحظيرة الروسية، مثلما فعل في الشيشان وجورجيا قبل ذلك، معتبرا أن كل الأراضي التي كانت تشكل الاتحاد السوفياتي السابق حديقة خلفية للاتحاد الروسي. لكن غاب عن ذهنه أن وضع أوكرانيا مختلف عن غيرها، لارتباطها بالواقع الأمني الأوروبي خصوصا، وواقع دول الغرب بشكل عام. 

ومن الواضح أن القيادة الروسية استفادت من أعمال المرتزقة بعد تشكيل الفيلق الخامس في سوريا، واستخدام قوات “لافاغز” في سوريا وليبيا بتنفيذ المهام القذرة، نيابة عن الجيش النظامي. وقد ساعد الوضع الاقتصادي المتردي في الداخل السوري على تشجيع تشكيل قوات المرتزقة، إذ تسرب أن روسيا ستدفع لكل عنصر 1500 دولارا كراتب شهري، وستوقع معهم عقد نصف سنوي، إضافة الى انعدام المسؤولية القانونية عن أعمالهم، بحمايتهم من المساءلة أو بالكف عن ملاحقة بعض المطلوبين منهم، نتيجة تهربهم من الخدمة العسكرية، بالإضافة إلى إغراءات أخرى توفرها لهم. وهذا يوضح السبب الذي يدفع بعض السوريين للمشاركة في هذه الأعمال القذرة. يضاف إليها غياب دور المعارضة التي من واجبها أن توجه السوريين لما يجب أن يقوموا به في هكذا ظروف، أو ما يتوجب عليهم أن يتحلوا به من أخلاقيات. لكن المعارضة التي فرطت بدورها القيادي وأصبحت منفذة للأجندات الإقليمية التي تتحكم بها، لم تعد قادرة على الفعل في الواقع السوري، مما يستوجب أن يسعى السوريون إلى تشكيل قيادة شابة وطنية تطلع بمهام المعارضة من أجل انتصار الثورة والخلاص من هذا النظام الاستبدادي، وكل الاحتلالات المتواجدة على الأرض السورية.

Visited 4 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

فؤاد إيليا

ناشط سياسي سوري