القضية والمسألة والمشكلة في الزمن المغربي الراهن؟؟؟

القضية والمسألة والمشكلة في الزمن المغربي الراهن؟؟؟

عبد الله راكز

 1/ في تحديد للمفاهيم؟:

 أريد أن أميز بين ثلاثة مفاهيم هي كالتالي: القضية والمسألة والمشكلة في الراهن السياسي المغربي، بعد استحقاق ثامن أكتوبر. القضية تتعلق بالوطن، والمسألة تتعلق بالدولة، أما المشكلة فتتعلق بالحكم.

المشاكل متعددة ومتغيرة تتناول كل اوجه الحكم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. منها ماهو خاص جدا بالمغرب، ومنها ما هو عام ومعروف في كل دول المنطقة، بعض المشاكل يجد حلا، وبعضها ببقى دون حل، فيتراكم، يتداخل فيصير أزمة، وتصير الأزمة مسألة تطرح طبيعة النظام وأسس الدولة. هذا حال المغرب بعد صعود رواد البورجوازية الربيعية التبعية إلى الحكم الشكلاني؟؟

 المسألة عادة تكون محددة، تتناول بناء الدولة والنظام الذي تقوم عليه هذه الدولة أي: الديموقراطية والبرلمانية وسيادة الدولة أي الإستقلال والتحرير (القضية الوطنية). أما القضية فهي تتناول موضوعا واحدا هو الوطن. أرضا وشعبا وإرادة عيش مشترك. القضية الوطنية هي الخلاف (ولابد منه) حول الوطن الذي وحده يستحق اسم القضية. فلنسميه إذن: القضية المغربية.

 2/ في المبدأ وضرورة الحسم:

 مبدئيا (وهذا رأيي) القضية الوطنية حسمت في مقدمة الدستور، ويجب حسمها في الواقع والممارسة والفكر أيضا. بالنسبة لي الوطن هو المغرب، ولايمكن للمغرب أن يكون غير المغرب. فلا هو سوري ولا فلسطيني ولا مصري ولا بالتأكيد إسرائيلي؟؟ فلا وطنية غير الوطنية المغربية، ولا ولاء إلا للمغرب، نهائيا وواحدا لكل أبنائه. ولايمكن بالتالي كمترتّب، الحديث عن وطنية ” عربية” هلامية؟

 إن عروبة المغرب تتعلق فقط، بانتمائه إلى محيطه العربي، وإلى جامعة ” الدول العربية” كإطار رسمي دولتي؟ وإني أميز بين الوطنية التي لايمكن أن تكون إلا مغربية، وبين “القومية” النسبية في انتمائها. كل خلط بين الوطنية المغربية و”القومية العربية” الهلامية، أو إلغاء الواحدة لحساب الأخرى، أو خلق تناقض بينهما، يؤدي إلى المس بالكيان المغربي ونسفه. 

 طبعا لايمكن لمفهوم الوطنية المغربية أن يكون جامدا. فالوطنية التي تنعزل داخل ذاتها تصبح شوفينية وتتحول إلى مشاريع حروب وهيمنة ضد الآخر وضد المحيط (هذا حال الجزائر اليوم؟؟). إذ الوطنية كقضية لا تعني بالمقابل ولاء لما هو أكبر من الوطن أو لما هو أصغر منه، إنها وطنية منفتحة إلى أقصى الحدود لكنها متشددة في الولاء للوطن. 

 3/ في المُختصر:

 وأخيرا وليس آخرا: صحيح أن الشعب المغربي واحد، ويجب أن لا اكون متناقضا في فكرتي حول الوطنية المغربية، وهذه قناعة وجدانية أعبر عنها الآن، ويجب أن تكون قناعة كل اللذين يفكرون مثلي (ممن اعتبرهم متنورين)، وألا ندخل في تناقض مع ذاتنا، وبعد الإقرار بأن الشعب المغربي واحد، يصبح مفهوما بالتأكيد بأن داخل هذا الشعب تنوعا يجب أن نعترف به.شعب واحد بانتماءات متعددة. هذا هو التنوع في الوحدة، والتنوع تعبير عن الخصوصية المغربية لهذا الشعب. 

 يوجد بذهني في سلم الأولويات لمقاربة المعضلات التي نواجهها التالي:

 إن المعضلة الأولى هي المعضلة الوطنية(القضية) حيث يجب حسم الولاء للوطن. بعدها تأتي مباشرة معضلة بناء الدولة (المسألة) التي تبنى على عيش مشترك مع تحفظات على التعبير أساسها التأكيد على أنه مفهوم مركب ومتماسك. وأخيرا تأتي مشاكل الحكم (المشكلة؟).

Visited 7 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

عبد الله راكز

حقوقي وناشط سياسي