اليوم الـ 71 للحرب: واشنطن تزود كييف بمعلومات استخبارية
السؤال الآن ــ وكالات وتقارير
في اليوم الـ 71 للحرب، استمر التصعيد العسكري في جنوب أوكرانيا وشرقها، وسط خلافات أوروبية بشأن حظر النفط الروسي، وتحذيرات روسية من انضمام فنلندا والسويد لحلف الناتو. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين أن واشنطن قدمت معلومات استخباراتية ساعدت الأوكرانيين في قتل جنرالات روس، كما زودت كييف بمعلومات استخباراتية عن القوات الروسية في القرم ودونباس. وقالت الصحيفة الأميركية نقلا عن مسؤولين أميركيين كبار إن عددا كبيرا من نحو 12 جنرالا روسيا قتلتهم القوات الأوكرانية، استهدفوا بمساعدة أجهزة الاستخبارات الأميركية. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، إنه سيبحث مع الزعماء الآخرين لدول مجموعة السبع الكبرى هذا الأسبوع إمكان فرض مزيد من العقوبات على روسيا بسبب حربها في أوكرانيا.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الجيش الروسي أجرى محاكاة لعملية إطلاق صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية في كالينينغراد المطلة على بحر البلطيق الواقع بين بولندا وليتوانيا.
وفي التفاصيل، قال قيادي في كتيبة آزوف التي تدافع عن موقع آزوفستال في مدينة ماريوبول الأوكرانية، إن “الروس لا يحترمون وعدهم بهدنة” في الموقع المذكور. وقال سفياتوسلاف بالامار مساعد قائد كتيبة آزوف في رسالة مصورة عبر تلغرام إن “الروس لا يحترمون وعدهم بهدنة ولا يسمحون بإجلاء مدنيين” لا يزالون لاجئين مع مقاتلين في الطبقات السفلى من المجمع الصناعي المترامي.
وقالت الرئاسة الروسية “الكرملين”: “فتحنا ممرات إنسانية من آزوفستال اليوم”. وأضافت أن “توفير الغرب أسلحة ومعلومات استخبارية لأوكرانيا، لن يحول دون تحقيق روسيا أهدافها هناك”. وعدّت أن “تزويد الغرب الأسلحة لأوكرانيا يعيق التوصل إلى تسوية سريعة للنزاع“. وذكرت أن “الأنباء عن اقتحام القوات الروسية لمجمع آزوفستال غير صحيحة والممرات الإنسانية مفتوحة لإجلاء المدنيين”.
وكانت قيادة الأركان الروسية اعلنت عن فتح ممرات آمنة لخروج المدنيين من مجمع آزوفستال لصناعة الصلب، آخر جيب يتحصن فيه الجنود الأوكرانيون في مدينة ماريوبول ، وذلك لمدة ثلاثة أيام، ابتداء من الساعة الثامنة صباحا وحتى الساعة السادسة مساء بتوقيت موسكو (أيام الخميس والجمعة والسبت).
وقالت هيئة الأركان الروسية في بيان إنه خلال هذه الفترة سيتم وقف إطلاق النار من جانب واحد، وستنسحب الوحدات إلى مسافة آمنة تضمن انسحاب المدنيين في أي اتجاه يختارونه.
من جانبه، قال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخائيل بودولياك، إن القوات الروسية دخلت منطقة مجمع آزوفستال، وأن بلاده على اتصال بالقوات الأوكرانية هناك.
وأفاد حاكم منطقة لوغانسك سيرهي جايداي، اليوم، أن خمسة مدنيين قتلوا بسبب القصف الذي تشنّه القوات الروسية على المنطقة على مدى الأربع والعشرين ساعة الماضية، مشيرا الى أن “القصف تركز في سيفي رودونتسك وبوباسنا وهيرسك وليسيتشانسك”. كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، إسقاط 3 طائرات أوكرانية من طراز سوخوي 24، و25، و27.
وقال المتحدث باسم الوزارة، إيغور كوناشنكوف، في تصريح اليوم، إن الجيش الروسي يواصل عملياته العسكرية في أوكرانيا. وأضاف أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية أسقطت طائرة سوخوي 24 في منطقة زميني، وسوخوي 27 في خيراسون، وسوخوي 25 في دنيبرو. وأردف أن القوات الروسية أسقطت أيضا 14 طائرة مسيرة أوكرانية في مناطق دونيتسك، ولوغانسك، وخيراسون، وخاركيف. ولفت إلى إسقاط 149 طائرة أوكرانية، و112 مروحية، و726 مسيرة، و288 منظومة دفاع جوي، وألفين و834 دبابة ومدرعة، و325 قاذفة صواريخ، منذ بداية العملية العسكرية.
وكان الرئيس الأوكراني، فلوديمير زيلينسكي، أطلق اليوم منصة عالمية لجمع الأموال لمساعدة أوكرانيا على كسب الحرب. وقال: “ملايين الأشخاص حول العالم يؤيدوننا كي تخسر روسيا هذه الحرب”. وأضاف زيلينسكي: “أوكرانيا تحتاج إلى الانضمام بسرعة للاتحاد الأوروبي بخطوات ملموسة ونحن جاهزون لذلك”، مؤكدا أن “انضمامنا إلى الاتحاد الأوروبي يجب أن يتحول إلى حقيقة وليس مجرد وعود ونحن جاهزون لعضوية الاتحاد”.
من جهتها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، إن “فظائع الاعتداء الروسي على أوكرانيا تصدم العالم، وهناك جرائم حرب ترتكب يوميا هناك”. وأضافت: “نتعهد بمبلغ 200 مليون يورو لدعم النازحين في أوكرانيا”.
أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فأعلن، أنه يسعى للتوسط في محادثات لإعادة منتجات أوكرانيا وروسيا من الأغذية والأسمدة إلى الأسواق العالمية من أجل المساعدة في إنهاء أزمة “ثلاثية الأبعاد” في الدول النامية ناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال غوتيريش أثناء لقائه الرئيس النيجيري محمد بخاري في العاصمة أبوجا “ليس هناك حلّ حقيقي لمشكلة الأمن الغذائي العالمي بدون إعادة الإنتاج الزراعي الأوكراني وإنتاج روسيا وبيلاروس من الغذاء والأسمدة إلى السوق العالمية رغم الحرب“. وأضاف “أنا مصمم على بذل قصارى جهدي لتيسير حوار يمكن أن يساعد في تحقيق هذه الأهداف.
وفي إطار تشديدها العقوبات على موسكو، أعلنت بريطانيا أنها فرضت حظرا على تزويد روسيا مروحة واسعة من الخدمات الأساسية مثل المحاسبة والاستشارات والعلاقات العامة، وتتضمن حزمة الإجراءات العقابية الجديدة أيضا فرض عقوبات (تجميد أصول ومنع سفر إلى بريطانيا) على مزيد من الأشخاص الروس، من بينهم خصوصا مراسلو الحرب الذين يرافقون قوات بلادهم في تغطية الحرب في أوكرانيا. وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان إن العقوبات الجديدة “تعني أن الشركات الروسية لم يعد بإمكانها الاستفادة من خدمات المحاسبة والاستشارات الإدارية والعلاقات العامة” البريطانية و”التي تمثل 10% من الواردات الروسية في هذه القطاعات“.
ونقل البيان عن وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس قولها إن “حرمان روسيا من الحصول على الخدمات البريطانية سيضع مزيدا من الضغط على الكرملين وسيضمن في نهاية المطاف فشل بوتين”. كما أعلنت لندن عن “63 عقوبة جديدة” تستهدف وسائل إعلام روسية، بما فيها “بيرفيي كانال”، قناة التلفزيون الحكومية الرئيسية في روسيا، ومجموعة “في جي تي آر كي” السمعية البصرية الحكومية.
إلى ذلك، طردت الخارجية الروسية 7 دبلوماسيين من البعثة الدنماركية، بحسب ما أوردت وكالة “تاس” الروسية للأنباء. في المقابل، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس الأربعاء، أنها فرضت على عشرات المسؤولين اليابانيين، وفي مقدّمهم رئيس الوزراء فوميو كيشيدا، حظر دخول إلى أراضيها، وذلك ردّاً على انضمام طوكيو للعقوبات التي فرضها الغرب على موسكو بسبب حملتها العسكرية في أوكرانيا.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، أعلن أمس الأربعاء، إنه سيبحث مع الزعماء الآخرين لدول مجموعة السبع الكبرى هذا الأسبوع إمكان فرض مزيد من العقوبات على روسيا. وقال للصحافيين “نحن دائما منفتحون على فرض عقوبات إضافية”. وكانت أسعار النفط إرتفعت في مستهل المعاملات الآسيوية اليوم، مواصلة مكاسبها من الجلسة السابقة بعد اقتراح الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة على روسيا تشمل حظر النفط الروسي في غضون ستة أشهر.
وكانت موسكو قد أعلنت أنّ الجيش الروسي أجرى في جيب كالينينغراد محاكاة لعملية إطلاق صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إنه خلال مناورات عسكرية في كالينينغراد، الجيب الروسي المطل على بحر البلطيق والواقع بين بولندا وليتوانيا، الدولتين العضوين في الاتحاد الأوروبي. وبحسب البيان فإن القوات الروسية نفّذت ضربات فردية ومتعدّدة على أهداف تحاكي قاذفات صواريخ ومطارات وبنى تحتية محميّة ومعدّات عسكرية ومراكز قيادة لعدو وهمي.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مصادر لم تسمها في الاستخبارات الأميركية، أن معلومات استخباراتية قدمتها الولايات المتحدة للجيش الأوكراني، سمحت باستهداف عدد من الجنرالات الروس بالقرب من الجبهة. وقالت نقلا عن مسؤولين أميركيين كبار إن “عددا كبيرا” من نحو 12 جنرالا روسيا قتلتهم القوات الأوكرانية، استهدفوا بمساعدة أجهزة الاستخبارات الأميركية. ووصف مجلس الأمن القومي الأميركي ب”غير المسؤولة”، بينما قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون لوكالة فرانس برس إن “الولايات المتحدة تقدم معلومات استخباراتية عن ساحة المعركة لمساعدة الأوكرانيين في الدفاع عن بلادهم، مؤكدة “لا نقدم معلومات استخباراتية بهدف قتل جنرالات روس“.