اليوم الــ 103 للحرب: روسيا تستهدف السكك الحديدية في كييف
السؤال الآن ــــ تقارير ووكالات
في اليوم الـــ 103 للحرب، واصلت القوات الروسية ضرباتها، واستهدفت بنى تحتية للسكك الحديد في كييف، هي الأولى منذ نهاية أبريل ـــ نيسان الماضي، في الوقت الذي اتهمت فيه كييف موسكو باستخدام ذخائر الفوسفور الأبيض في خاركيف.
وأفاد رئيس الشركة العامة الأوكرانية للسكك الحديد أولكسندر كاميشين أن 4 صواريخ أصابت مصنع تصليح المقطورات في دارنيتسيا. وأضاف عبر “تلغرام” أن أحد العمال أصيب بجروح. وأكد أن المصنع غير معني بالمعدات العسكرية بل يصلح مقطورات تنقل صادرات من الحبوب.
وأكدت روسيا أنها دمرت في ضربات جوية الأحد على كييف آليات مدرعة تسلمتها أوكرانيا من دول في شرق أوروبا. وهذه الضربات هي الأولى منذ أسابيع عدة.
وتلعب خطوط السكك الحديدية دورا حيويا منذ بدء الحرب الروسية، إذ تم استخدامها كشريان تصدير بديل عن البحر الأسود المحاصر بسبب الحرب. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشنكوف إن “صواريخ عالية الدقة وبعيدة المدى أطلقتها القوات الجوية الروسية على ضاحية كييف دمرت دبابات “تي-72″ (T-72) قدمتها دول في شرق أوروبا ومدرعات أخرى كانت موجودة في مستودعات تابعة لشركة لتصليح مقطورات” للسكك الحديد.
لكن مسؤول أوكراني قال أن “روسيا تكذب. وهدفهم هو الاقتصاد والمدنيون الأوكرانيون. إنهم يريدون حرماننا إمكان تصدير المنتجات الأوكرانية إلى الغرب”.
وتحدّث رئيس بلدية العاصمة الأوكرانية فيتالي كليتشكو عن “انفجارات عدة في منطقتي دارنيتسكي ودنيبروفسكي، جنوب شرقي العاصمة، من دون تحديد ماهية المواقع المستهدفة.
وافاد مراسلو “وكالة الصحافة الفرنسية” أن الجيش أقام ممرا آمنا في محيط بنى تحتية للسكك الحديد مانعا الوصول إليها، موضحين أن الواجهات الزجاجية لمبنى مؤلف من 10 طوابق تحطّمت بالكامل.
وجاء في بيان لهيئة أركان الجيش الأوكراني على فيسبوك أن “المعتدي (الجيش الروسي) يواصل إطلاق الصواريخ وشن الضربات الجوية على بنى تحتية عسكرية ومدنية في بلادنا، خصوصا في كييف”.
وقالت قيادة سلاح الجو الأوكراني إن دفاعاتها دمرت صاروخا روسيا في سماء العاصمة كييف، وأكدت أن الجيش الروسي أطلق عدة صواريخ صباح اليوم باتجاه العاصمة كييف من بحر قزوين. وأفادت مصادر محلية أن القصف استهدف مصنعا لصيانة الدبابات والمدرعات.
من جهته قال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو، إن شخصا أصيب في القصف الروسي الذي استهدف منطقتي دارنيتسكي ودنيبروفسكي بالعاصمة.
وكانت روسيا قد صرفت تركيزها عن كييف في نهاية مارس ـــ آذار ومطلع أبريل ـــ نيسان الماضيين، لكنها عادت وقصفت المدينة في 28 من شهر أبريل ــــ نيسان خلال زيارة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وفي تطورات ميدانية أخرى، أكدت سلطات دونيتسك الموالية لروسيا أن المدفعية الأوكرانية قصفت أهدافا مدنية في 9 مناطق وسط المدينة، وأضافت أن استخدام المدفعية الثقيلة في قصف المناطق السكنية والبنية التحتية أصبح أكثر تواترا.
من جانبه، قال رئيس بلدية مدينة كراماتورسك ألكسندر غوشارينكو، إن القوات الروسية قصفت مَصنعين في المدينة وإن عدد القتلى المدنيين في القصف الروسي على مقاطعة دونيتسك ارتفع إلى 10 خلال 24 ساعة.
وقالت قيادة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية سيطرت على الحي الشرقي لمدينة سيفيرودونيتسك وتواصل محاولتها اقتحام مدينة ليسيتشانسك المجاورة وتطويق المدينتين وقطع خطوط إمدادهما.
وفي ضوء المعارك التي يشهدها شرق أوكرانيا، اتهمت وزارة الدفاع الأوكرانية الجيش الروسي باستخدام ذخائر الفوسفور الأبيض في المعارك الدائرة في محيط مدينة خاركيف شرقي البلاد.
من جهة ثانية، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن حرب بوتين على أوكرانيا تتسبب في ارتفاع الأسعار، مشيرا إلى أن شحنات الحبوب من أوكرانيا توقفت بسبب الحرب الروسية. واوضح أن أوكرانيا لديها 20 مليون طن من الحبوب لا تستطيع تصديرها للسوق العالمية بسبب الحرب التي تشنها موسكو عليها.
من جهته، دعا رئيس الاتحاد الأفريقي الرئيس السنغالي ماكي سال نظيره الروسي بوتين لإدراك أن الدول الأفريقية ضحية للصراع في أوكرانيا.
وقال خلال زيارته بوتين في سوتشي الروسية أن “إمدادات الغذاء العالمية يجب ألا تشكل جزءا من العقوبات على روسيا”، بينما قال الرئيس الروسي إن “العقوبات على بلاده فاقمت أزمة الغذاء وإنه لا منافذ لديها للحبوب والأسمدة”.
وفي ختام اجتماع جمع الطرفين، بالإضافة إلى رئيس المفوضية الأفريقية موسي فكي، قال سال، إن الرئيس الروسي أعرب عن استعداده لتسهيل تصدير الحبوب الأوكرانية. وأشار في تغريدة له على تويتر، إلى أن روسيا أعربت عن استعدادها لضمان تصدير قمحها وأسمدتها، ودعا جميع من وصفهم بالشركاء إلى رفع العقوبات المفروضة على القمح والأسمدة.
من جهتها، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا استعداد روسيا تزويد الدول المحتاجة بالحبوب شريطة رفع القيود المفروضة بهذا الشأن.
وقالت زاخاروفا في إيجازها الصحفي الأسبوعي إنه إذا تمت إزالة الألغام من الموانئ الأوكرانية فستكون روسيا مستعدة لضمان أمن السفن الناقلة للحبوب ومرافقتها، موضحة أن موسكو أعادت العمل في موانئ ماريوبول متهمة الغرب بمنع السفن الأجنبية من الخروج من الموانئ.
على صعيد آخر، قال بوتين إن قوات بلاده ستقصف أهدافا في أوكرانيا لم تستهدفها من قبل، في حال تزويد واشنطن كييف بصواريخ بعيدة المدى.
وأضاف بوتين، في تصريح لوسائل إعلام روسية أن الولايات المتحدة تزود أوكرانيا براجمات صواريخ لتعويض خسائرها العسكرية لكن ذلك لا يغير الموقف بشكل جوهري، وفق تعبيره.
جدد البابا فرانشيسكو دعوته لإجراء “مفاوضات حقيقية” لوقف ما أسماه “تصعيدا يزداد خطره” للحرب في أوكرانيا.
وقال البابا من نافذة مطلة على ساحة القديس بطرس “مع استعار الدمار والموت الذي يؤجج تصعيدا يزداد خطره على الجميع، أجدد مناشدتي لقادة الدول: أرجوكم لا تقودوا البشرية إلى الدمار”، داعيا الى “مفاوضات حقيقية لوقف إطلاق النار والتوصل إلى حل” لوضع حد لها.
وامس السبت أكد البابا رغبته في زيارة أوكرانيا، لكنه قال إنه ينتظر “اللحظة المناسبة”.