اليوم الــ 106 للحرب: أوكرانيا ترفض تطمينات روسيا وغوتيريس يؤكد العالم مهدد بالجوع
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم الــ 106 للحرب، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من ان “تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا على العالم تزداد سوءا وقد أثرت على 6،1 مليار شخص“.
وقال وهو يقدم التقرير الثاني للأمم المتحدة حول تداعيات النزاع: “إن تأثير الحرب على الأمن الغذائي والطاقة والتمويل شامل وخطير ومتسارع، فالحرب تهدد بالنسبة إلى الناس في كل أنحاء العالم بإطلاق موجة غير مسبوقة من الجوع والبؤس، مخلفة فوضى اجتماعية واقتصادية”.
اعلنت أوكرانيا رفضها تطمينات روسيا بشأن شحنات الحبوب، وذلك عقب تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن بلاده مستعدة لإنهاء هذه الأزمة، يأتي ذلك وسط اتهامات أوروبية لموسكو باستخدام الغذاء سلاحا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولينكو على تويتر أن “المعدات العسكرية مطلوبة لحماية الشريط الساحلي، (إضافة إلى) مهمة بحرية للقيام بدوريات حراسة في مسارات الصادرات بالبحر الأسود. لا يمكن السماح لروسيا باستغلال مسارات الحبوب لمهاجمة جنوبي أوكرانيا”.
وكان لافروف قال إن روسيا لن تستغل الموقف لمصلحتها إذا سمحت كييف بمغادرة شحنات الحبوب عبر البحر الأسود، وأعرب عن استعداد بلاده لضمان أمن السفن المغادرة من الموانئ الأوكرانية، وعن جاهزية روسيا للقيام بذلك مع تركيا. وقد وصفت كييف هذه التصريحات بأنها “كلام أجوف”.
وفي مؤتمر صحفي عقده اليوم الأربعاء مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في المجمع الرئاسي التركي بالعاصمة أنقرة، لفت لافروف إلى أنه إذا كان الجانب الأوكراني مستعدا لإزالة الألغام، “فنحن جاهزون أيضا لفتح ممر في البحر الأسود (لتصدير الحبوب)”.
وشدد على أن روسيا تولي أهمية كبيرة لجهود أصدقائها الأتراك الرامية إلى فتح ممر في البحر الأسود، مشيرا إلى أن الرأي العام يعرف جيدا أهداف العمليات العسكرية الروسية، وأن بلاده ستحقق هذه الأهداف.
من جانبه، قال وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو إن خطة الأمم المتحدة لإقامة ممر بحري لصادرات الحبوب الأوكرانية تشرف عليه أنقرة “معقولة”، لكنها تتطلب مزيدا من المحادثات مع موسكو وكييف لضمان سلامة السفن.
وأدى الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي إلى توقف صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، مما يثير شبح أزمة غذاء عالمية. وتريد الأمم المتحدة من الجانبين، وكذلك من جارتهما في الحدود البحرية بالبحر الأسود، تركيا العضوة في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، الاتفاق على ممر.
لكن هناك عقبات كبيرة تقف في طريق إتمام الاتفاق، بما في ذلك إقناع روسيا بتخفيف حصارها على الموانئ الأوكرانية، وإقناع كييف بإزالة الألغام التي زرعتها، ثم إقناع شركات الشحن والتأمين بأن استخدام الممر آمن.
وأدت الحرب -إلى جانب العقوبات الغربية على روسيا- إلى ارتفاع أسعار الحبوب وزيوت الطهي والأسمدة والطاقة. ويثير هذا الأمر بدوره مخاوف من حدوث أزمة غذاء في البلدان الفقيرة، التي يعتمد بعضها على روسيا وأوكرانيا في توفير أكثر من نصف وارداتها من القمح.
وفي هذا السياق، قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال -في كلمة له أمام البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ الفرنسية- إن الكرملين يستخدم الغذاء كسلاح حرب.
بدورها، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن نحو 300 مليون شخص معرضون لانعدام الأمن الغذائي حول العالم هذا العام.
وخلال كلمة أمام البرلمان الأوروبي، شددت فون دير لاين على أنه يجري التحقق من أن الحبوب العالقة في أوكرانيا ستصل إلى العالم.
من جهته، قال وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو إن أزمة الغذاء قد تصبح عالمية ما لم يتم التحرك فورا، وإنها تهدد بزعزعة استقرار الدول الهشة وبموجات مهاجرين جديدة بسبب الأمن الغذائي في المنطقة، وشدد مايو على أن إيطاليا ستدفع باتجاهات مختلفة لحل الأزمة.
وأضاف أن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة لحل أزمة الأمن الغذائي، مؤكدا انتظار إشارات من روسيا للسماح بنقل الحبوب.
يأتي ذلك بينما قال الكرملين إنه يتعين رفع العقوبات الغربية المفروضة على موسكو حتى يتم تسليم الحبوب الروسية إلى الأسواق الدولية.
وأبلغ المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الصحفيين -في مؤتمر عبر الهاتف- “الرئيس (فلاديمير) بوتين قال إنه من أجل تسليم كميات الحبوب الروسية إلى الأسواق الدولية، يجب رفع العقوبات المباشرة وغير المباشرة عن روسيا”.
وأضاف أن العقوبات التي فرضها الغرب ردا على الحرب الروسية على أوكرانيا تؤثر على تأمين الشحن البحري والمدفوعات والوصول للموانئ الأوروبية. وتابع قائلا “لا توجد مناقشات فعلية” جارية بشأن رفع العقوبات.
ميدانيا،أعلن حاكم منطقة في شرق أوكرانيا، لموقع (آر.بي.سي-أوكرانيا) الإعلامي، أن القوات الأوكرانية تراجعت بسبب القصف الروسي لمدينة سيفيرودونيتسك في شرق البلاد وتسيطر الآن على ضواحيها فقط.
ونُقل عن المسؤول سيرهي غايداي قوله، إن القوات الخاصة الأوكرانية شنت هجوما مضادا قبل أيام وطهرت ما يقرب من نصف المدينة، لكن لم يكن من المنطقي لها البقاء حين بدأت روسيا في تسوية المنطقة بالأرض بالقصف والضربات الجوية.
وأفادت بعثة جمهورية دونيتسك في لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، بأنه “في الساعة 2:40 بعد الظهر تعرض مركز مدينة دونيتسك (وخاصة منطقة مقر الحكومة وساحة لينين) مرة أخرى للقصف المدفعي المكثف، من قبل الجيش الأوكراني“. من جانبها نقلت وكالة “نوفوستي” عن مراسلها أن انفجارا قويا وقع في وسط دونيتسك.
وكانت قد أعلنت بعثة جمهورية جمهورية دونيتسك في لجنة المراقبة على وقف إطلاق النار، في وقت سابق من هذا اليوم، أن القوات الأوكرانية قصفت مدينة دونيتسك 3 مرات. وفتحت القوات الأوكرانية النار على أحياء كويبيشيفسكي ولينينسكي وبيتروفسكي بالمدينة باستخدام القذائف من عيار 122 و 155 ملم. وأفادت وسائل إعلام محلية بإلحاق أضرار بمبنى روضة للأطفال أثناء القصف. كما تعرض مطار دونيتسك لإطلاق نار، وأطلقت القوات الأوكرانية 15 قذيفة من عيار 125 ملم من دبابة.