اليوم الـ 107 للحرب: أوكرانيا تستعيد أراض في خيرسون وزيلنيسكي يعاقب بوتين
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم الــ 107 للحرب، أعلن الجيش الأوكراني استعادة أراض كانت تسيطر عليها روسيا في محافظة خيرسون (جنوب)، في المقابل اقتربت القوات الروسية من السيطرة الكاملة على مدينة سيفيرودونيتسك الإستراتيجية شرقي البلاد، يأتي هذا في وقت يجري كل من روسيا وحلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) مناورات بحرية في بحر البلطيق.
وقالت القوات المسلحة الأوكرانية إنها نفذت هجوما مضادا وصفته بالناجح على مواقع يسيطر عليها الجيش الروسي في خيرسون جنوبي البلاد، مشيرة إلى أن القوات الروسية خسرت جزءًا من الأراضي وتكبدت خسائر في الأرواح والعتاد.
كما أفادت القوات المسلحة الأوكرانية بانسحاب القوات الروسية من منطقتي ميليتوبول وفاسيليفكا جنوب مقاطعة زاباروجيا. أما في الجبهة الشرقية، وتحديدا في سيفيرودونيتسك، فقد قصفت القوات الروسية المناطق التي تتحصن فيها القوات الأوكرانية داخل المدينة.
هذا ووقع الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي، مرسومًا بشأن عقوبات شخصية ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. كما فرض عقوبات شخصية على وزراء الخارجية والدفاع والداخلية الروس، وعلى 236 جامعة روسية.
من جهته، أشار وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، إلى أنه “هناك ما يصل إلى مئة جندي أوكراني يقتلون و500 يصابون كل يوم في المعارك مع الجيش الروسي“. وأعطى الوزير هذه الأعداد فيما تتواصل المعركة في دونباس (شرق) خصوصا في مدينتي سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك.
اما وزارة الدفاع الروسية، فأعلنت عن إسقاط مقاتلة أوكرانية من طراز “سو-25” وكذلك 13 مسيرة أوكرانية، وإصابة 56 موقعا للقيادة، و127 موقعا لإطلاق النيران من وحدات المدفعية الأوكرانية”، مشيرة إلى أن “الوحدات الهندسية التابعة للقوات المسلحة الروسية قد بدأت بالفعل في إزالة الألغام من الطرق والغابات في الحديقة الوطنية “سفياتيي غوري” بالقرب من قرى “سفياتوغورسك” و”ياروفايا” و”ستودينوك” و”سوسنوفيه” التابعة لمناطق جمهورية دونيتسك الشعبية“.
واوضحت في بيان، أنه “خلال الـ 24 ساعة الماضية، تم اكتشاف وتدمير 126 عبوة ناسفة من مختلف الأنواع، نصبها القوميون الأوكرانيون المتطرفون، بما في ذلك 54 لغما مضادا للدبابات”، مضيفة: “نتيجة لقصف بصواريخ جوية عالية الدقة في منطقة قرية “نوفوغراد-فولينسكي” التابعة لمنطقة جيتومير، تم تدمير معسكر تدريب تابع للقوات المسلحة الأوكرانية، كان يتم فيه إعداد المرتزقة الأجانب”.
وكشف مساعد الرئيس الشيشاني رمضان قديروف لشؤون الأمن، أبتي علاء الدينوف، أن “القوات المسلحة الأوكرانية قامت بتلغيم مصنع “آزوت”، حيث يوجد 300 مدني في قبو المصنع، يستخدمون كدروع بشرية، دفع بهم قادة من الجيش الأوكراني إلى بعض الأقبية، ولغموا كل شيء”.
وقال، أنه “لا يمكن للناس مغادرة أراضي المصنع، ويجب بهذا الصدد القيام بتحرير أراضي المصنع بعناية، وبضربات محدودة حتى لا يتعرض هؤلاء للخطر”.
وكان الرئيس الشيشاني، رمضان قديروف، قد استشهد بالمعلومات التي أدلى بها أحد الأسرى الأوكرانيين والتي تفيد بأن الجيش الأوكراني دفع بـ 300 مدني نحو المنطقة الصناعية في مدينة سيفيرودونيتسك.
واعتبر حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي، أن “أوكرانيا تستطيع استعادة مدينة سيفيرودونيتسك الاستراتيجية خلال يومين أو ثلاثة فور حصولها على أسلحة غربية بعيدة المدى”.
ويحاول الجيش الروسي منذ أسابيع الاستيلاء على مدينة سيفيرودونيتسك الصناعية في منطقة لوغانسك، والتي تُعدّ مهمة بالنسبة للروس للسيطرة على حوض دونباس بأكمله، ولفت الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، إلى أن “مصير دونباس يتحدد في سيفيرودونيتسك”.
وفي وقت سابق، أعلن حاكم منطقة في شرق أوكرانيا، لموقع (آر.بي.سي-أوكرانيا) الإعلامي، أن القوات الأوكرانية تراجعت بسبب القصف الروسي لمدينة سيفيرودونيتسك في شرق البلاد وتسيطر الآن على ضواحيها فقط.
أعلن مفوض الإتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات في الاتحاد الأوروبي، يانيز ليناركيتش، في بيان “تخصيص 205 ملايين يورو (220 مليون دولار( كمساعدات إنسانية إضافية لأوكرانيا“، معتبراً أن “واجبنا في لحظة الأزمة هذه، الوقوف إلى جانب الفئات الأكثر ضعفا”.
وأشار ليناركيتش، والذي يزور حاليا مدينة “إيربين” الأوكرانية إلى أنه “يشعر بصدمة شديدة إزاء الفظائع المرتكبة هناك“.
من جهته، كشف المتحدث باسم المفوضية الأوروبية إريك مامر، أن المفوضية ستناقش في17 حزيران منح أوكرانيا وضع الدولة المرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي لإعداد موقف لقمة الاتحاد الأوروبي 23 و24 حزيران.
وفي المواقف، اعتبر مدير الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرغي ناريشكين أنّ “بولندا تدافع عن نظام الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بشكل حيوي، وتعمل على نقل السيطرة الفعلية على أهم وظائف ومؤسسات الدولة إليها”.
وقال: “في مجال الأعمال الحرة يمكن تصنيف مثل هذه “الصفقة” على أنها عمليات اندماج واستحواذ. لكن الدولة ليست شركة خاصة، وفي هذه الحالة نرى أن نظام كييف قد وافق بالفعل على ضم أوكرانيا إلى بولندا والتنازل طواعية عن سيادة الدولة لها”.
من جهته، أشار رئيس الإدارة العسكرية لمنطقة خيرسون، فلاديمير سالدو، إلى أنه “انطلاقا من الشهادات التي ينشرها علماء الاجتماع، ونراه أيضا، فإن غالبية سكان منطقة خيرسون يميلون إلى أن يكونوا جزءا من روسيا ويتم تسميتهم، كما كان في الأصل بدءا من مرسوم الإمبراطورية يكاتيرينا الثانية بشأن تأسيس مدينة خيرسون”. وقال: “سيحدث كل شيء في شكل تنظيمي قانوني صحيح تماما. لن نتكلم عن الموعد لإجراء الاستفتاء، لكننا نستعد لهذا الحدث”.
قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، تعليقًا على حكم بإعدام بريطانيين اثنين في دونيتسك، من السلطات الإنفصالية، أنّ “المواطنين البريطانيين أسيرا حرب والحكم عليهما بالإعدام لا شرعية له على الإطلاق”.
من جهة أخرى، لفت متحدث باسم رئاسة الوزراء البريطانية، إلى “أننا قلقين جدا بشأن حكم بإعدام بريطانيين اثنين في دونيتسك”.
وذكرت وكالة الأنباء الروسية الرسمية “تاس“، في وقت سابق، أن “المحكمة العليا لجمهورية دونيتسك الشعبية حكمت بالاعدام على البريطانيين إيدن أسلين وشون بينر والمغربي إبراهيم سعدون لاتهامهم بالمشاركة في القتال كمرتزقة”.
رأى مكتب تنسيق العقوبات في وزارة الخارجية الأميركية جيمس أوبراين، إلى أنّه “لا يوجد ما يمنع روسيا من تصدير الحبوب إلى أفريقيا، لكنها تعرقل صادرات أوكرانيا”، موضحًا “أنّنا بذلنا جهودا كبيرة من أجل تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية، لتخفيف الأزمة الحالية”. وأشار، بحسب “الجزيرة”، إلى أنّ “روسيا استولت على أطنان من الحبوب الأوكرانية، وشحنتها لدول صديقة”.