اليوم الــ 111 للحرب: تدمير جسور والروس في سيفيرودونيتسك
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم 111 للحرب، استمر الجيش الروسي، في ضرب البنية التحتية العسكرية الأوكرانية، وقد أعلن حاكم لوغانسك الأوكرانية أنه تم تدمير كافة الجسور في سيفيرودونيتسك، كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير تمركز للقوات الأجنبية في أوكرانيا وعدد كبير من الأسلحة الأميركية.
وافادت رئاسة الأركان الأوكرانية اليوم، أن القوات الروسية طردت الجيش الأوكراني من وسط سيفيرودونيتسك، المدينة الاستراتيجية في شرق أوكرانيا والتي تدور فيها معارك ضارية منذ أسابيع للسيطرة عليها.
وأفاد الجيش في بيان على “فيسبوك”: “شن العدو بدعم مدفعي هجوما على سيفيرودونيتسك حقق نجاحا جزئيا وطرد وحداتنا من وسط المدينة”، مؤكدا أن المعارك “متواصلة”.
من جهته، أكد سيرغي غايداي حاكم لوغانسك الأوكراني خروج القوات الأوكرانية من وسط المدينة التي تشكل المركز الإداري للجزء من المنطقة التابع لسيطرة كييف.
وكتب على “فيسبوك”: “تتواصل المعارك في الشوارع.. الروس يواصلون تدمير المدينة” ناشرا صور مبان مهدومة أو تشتعل فيها النيران. وأشار إلى أن القصف الروسي استهدف مصنعا للمواد الكيميائية يختبئ فيه مدنيون، وطال محطات للصرف الصحي في المدينة.
وكان مسؤولون أوكرانيون أفادوا إن القوات الروسية نسفت جسرا يربط مدينة سيفيرودونيتسك الأوكرانية التي تشهد حرب شوارع بمدينة أخرى عبر النهر، مما أدى إلى قطع طريق إجلاء محتمل للمدنيين.
ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الوضع بــ”الخطير” في سيفيرودونيتسك، التي أصبحت محور المعركة للسيطرة على منطقة دونباس الصناعية في الشرق والمؤلفة من لوغانسك ودونيتسك.
وقال قائد الجيش الأوكراني إن القتال النشط ضد روسيا ممتد على أكثر من 1000 كيلومتر، مؤكداً أن روسيا لا تتقدم في لوغانسك وتقصف مجددا خاركيف وشيرنيهيف وسومي. وأضاف أن الأمن يحقق في شبهة وجود 50 متعاونا مع الجيش الروسي.
وأفاد مراسل الجزيرة في ميكولايف (جنوبي أوكرانيا) بأن سلسلة انفجارات وقعت صباح اليوم الاثنين في المدينة، وقالت قيادة الجبهة الجنوبية إن القوات الروسية تواصل قصفها على القرى والبلدات في ميكولايف وريفها، من دون أن تستطيع السيطرة على المدينة. ولم تكشف السلطات بعد عن طبيعة هذه الانفجارات أو المواقع التي استهدفتها.ولفتت القيادة الأو كرانية إلى وقوع انفجار في ميليتوبل التابعة لريف زاباروجيا أدى إلى مقتل رجل وفتاة واستهداف منازل، إضافة الى استمرار القصف الروسي على مناطق في مقاطعة دنيبرو (وسط جنوبي البلاد).
وقالت وزارة الدفاع الروسية -في بيان أمس الأحد- إن “صواريخ كاليبر أُطلقت من البحر (…) دمرت بالقرب من تشورتكيف مستودعا كبيرا لأنظمة صواريخ مضادة للدبابات وأنظمة دفاع جوي محمولة وقذائف زودت بها الولايات المتحدة والدول الأوروبية نظام كييف”.
وأوضحت الوزارة أن المستودع الذي دمرته قواتها كان يضم أسلحة تسلمتها أوكرانيا من الولايات المتحدة ودول أوروبية في مقاطعة تيرنوبل، وأضافت أن قواتها أسقطت 3 مقاتلات أوكرانية في منطقتي خاركيف ودونيتسك.
ونشرت صورا لإطلاق 4 صواريخ مجنحة من طراز كاليبر من سفينة في البحر الأسود على غرب أوكرانيا، كما نشرت صورا لتدمير مدرعات عسكرية أوكرانية بصواريخ أطلقتها مروحيات من طراز “كيه-52”.
وقالت أيضا إن طواقم المروحيات الروسية نفذت غارات بالصواريخ على نقاط تمركز للقوات الأوكرانية من مسافة تزيد على 5 كيلومترات، وأوضحت أن الهجوم أسفر عن تدمير مركز للتحكم والقيادة وعدد من العربات المدرعة الأوكرانية، من دون أن تحدد المنطقة التي وقعت فيها العملية.
في الجنوب، في منطقة دونيتسك، قالت الرئاسة الأوكرانية إن “الروس (يعززون) جهودهم لتدمير البنى التحتية الأساسية”.
في الطرف الآخر من جبهة المواجهة، في ميكولايف (ميناء رئيسي على مصب نهر دنيبر في الجنوب)، توقف التقدم الروسي في ضواحي المدينة، حسب فريق ميداني من مراسلي وكالة الصحافة الفرنسية.
من جانبها، قالت القوات المسلحة الأوكرانية إن 3 تفجيرات وقعت في مدينة بيرديانسك التي تسيطر عليها القوات الروسية جنوبي زاباروجيا على سواحل بحر آزوف.
وأفادت القوات الأوكرانية بأن أحد التفجيرات تسبب في اندلاع حريق كبير. ولم توضح مزيدا من التفاصيل عن ضحايا أو خسائر مادية، أو الطرف المتسبب في القصف.
يأتي ذلك في وقت قالت فيه الإدارة الموالية لروسيا في ماريوبول إن ميناء المدينة أصبح جاهزا للعمل كالمعتاد، وتم الكشف عن لافتة جديدة للمدينة بألوان العلم الروسي لتحل محل نصب تذكاري كان يحمل ألوان علم أوكرانيا في الميناء الذي كان يستخدم لشحن البضائع بين أوكرانيا وروسيا.
وقال الجيش الروسي إن أعمال إزالة الألغام ما زالت مستمرة قبالة بعض الشواطئ، ولكنها تمت بالكامل في مياه المرفأ.
سياسيا، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف -في تغريدة- إن بلاده بحاجة إلى المساعدات الغربية الآن لوقف الهجوم الروسي، لكن المساعدات العسكرية لا تصل بالسرعة الكافية.وأضاف ريزنيكوف -في تصري حات لمجلة “إيكونوميست”- أن تكلفة أي تأخير في دعم ومساعدة بلاده تقاس بالدم الأوكراني.
واقتبس مقولة لرئيس الوزراء البريطاني السابق ونستون تشرشل قال فيها “أعطونا الأدوات وسننهي المهمة”.
من جهته، قال دميترو سينيك نائب وزير الخارجية الأوكراني إن بلاده أنشأت ممرين لتصدير الحبوب عبر بولندا ورومانيا لتجنب أزمة غذاء عالمية في ظل تباطؤ سلاسل التوريد.
وأضاف سينيك -على هامش قمة الأمن الآسيوية في سنغافورة- أن بلاده تجري محادثات مع دول البلطيق لإضافة ممر ثالث، محملا روسيا مسؤولية وقف صادرات الحبوب عبر البحر الأسود بسبب حربها على أوكرانيا.
وفي هذا السياق، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن مسؤولي بلاده يتواصلون مع نظرائهم في روسيا وأوكرانيا من أجل فتح ممر في البحر الأسود لتصدير السلع.وأعرب أردوغان عن أمله أن ي جري اتصالات الأسبوع المقبل مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أجل تحديد الخطوات الواجب اتخاذها في هذا الشأن.
يأتي ذلك في وقت قال فيه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ إن طموح الرئيس الروسي يتجاوز حدود أوكرانيا.
وأضاف أن تركيا حليف مهم والحلف يدرس مخاوفها وبواعث قلقها بشأن الإرهاب بكل جدية، وأن أمن السويد وفنلندا مهم للحلف.
وأكد ستولتنبرغ -خلال مؤتمر صحفي جمعه في هلسنكي مع الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو- أن العمل جار لمعالجة المخاوف المشروعة لتركيا، وفق تعبيره.
من جهته، أعرب الرئيس الفنلندي عن أمله في التوصل إلى حل مع أنقرة يرضي الجميع، وأكد أنه ناقش مع الأمين العام للناتو الحرب في أوكرانيا بوصفها مشكلة لكل الأوروبيين ومصدر قلق عالمي.