اليوم الــ 140 للحرب: كييف تحرر 5 اوكرانيين في خيرسون وتعتقل جاسوس روسي في زاباروجيا
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم الــ 140 للحرب، أعلنت كييف اليوم عن تحرير 5 أوكرانيين احتجزتهم القوات الروسية في منطقة خيرسون بجنوب البلاد خلال “عملية خاصة” نفذتها الاستخبارات العسكرية الأوكرانية.
وقالت في بيان، إنه خلال “عملية خاصة” في الأراضي التي تسيطر عليها موسكو “مؤقتاً في منطقة خيرسون، تم تحرير 5 مواطنين أوكرانيين احتجزهم الروس”، وفق فرانس برس.
وأردفت أن العملية نفذتها القوات الخاصة التابعة للاستخبارات العسكرية الأوكرانية، مشيرة إلى أن الأشخاص الخمسة هم جندي وشرطي سابق و3 مدنيين. وأضافت أن “أحد المفرج عنهم مصاب بجروح خطيرة” دون أن توضح ما إذا كان أصيب خلال العملية. وأكدت أن الأشخاص الخمسة هم “الآن تحت رعاية السلطات الأوكرانية ويتلقون العلاج المناسب”.
وكانت القوات المسلحة الأوكرانية شنت هجوما مضادا في منطقة خيرسون بجنوب البلاد، وقتل 7 أشخاص على الأقل، في بلدة نوفا كاخوفكا امس التي تسيطر عليها روسيا، وفق ما نقلته وكالة “تاس” الروسية الرسمية للأنباء.
وقال فلاديمير ليونتييف، رئيس الإدارة العسكرية المدنية، التي عينتها روسيا في كاخوفكا بمنطقة خيرسون قوله: “تأكد بالفعل مقتل 7 وإصابة حوالي 60”.
وأضاف: “ما زال هناك الكثير من الناس تحت الأنقاض. يتم نقل الجرحى إلى المستشفى، لكن العديد من الناس محاصرون في شققهم ومنازلهم”.
وقال مسؤولون أوكرانيون إن قواتهم دمرت مستودع ذخيرة في نوفا كاخوفكا. كما ذكرت الإدارة العسكرية لخيرسون أن القصف الأوكراني استهدف مستودعات تحوي “نترات الأمونيوم”، مشيرة إلى أن القصف تم بصواريخ هيمارس الأميركية.
من جانبه، أوضح سيرهي براتشوك، المتحدث باسم إدارة أوديسا على تليغرام، أن نوفا كاخوفكا فقدت الآن مستودع الذخيرة الخاص بها.
يذكر أن أوكرانيا فقدت السيطرة على معظم منطقة خيرسون الواقعة على البحر الأسود، بما في ذلك عاصمتها التي تحمل اسمها، في الأسابيع الأولى بعد العملية العسكرية الروسية التي انطلقت في 24 فبراير الماضي.
وتسعى روسيا إلى السيطرة على كامل حوض دونباس (يضم لوغانسك ودونيتسك)، بعدما سيطر عليه الانفصاليون الموالون لها جزئيا عام 2014، بهدف فتح ممر بري يصل الشرق بشبه جزيرة القرم التي ضمتها إلى أراضيها بنفس العام.
من جهة ثانية، أعلنت المخابرات الأوكرانية اعتقال جاسوس يعمل لصالح القوات الروسية والانفصاليين في مدينة زاباروجيا جنوب البلاد.
وأوضحت خدمة أمن أوكرانيا، وهي إحدى أجهزة الاستخبارات في البلاد، أن “الجاسوس” قدم للروس معلومات عن مواقع القوات الأوكرانية. وكشفت أنه من سكان مدينة أوديسا الجنوبية المطلة على البحر الأسود، مشيرة إلى أنه تم اعتقاله في مدينة زاباروجيا المجاورة، بينما كان يحاول السفر إلى جمهورية دونيتسك الانفصالية في الشرق.
وبحسب جهاز الأمن الأوكراني، تواصل “الجاسوس” مع قيادة جمهورية دونيتسك الانفصالية، ونظم حملة تبرعات لجيشها. وفي وقت لاحق، كان من المفترض أن يسافر إلى أراضي تلك الجمهورية من أجل أداء القسم هناك.
كذلك أضاف أنه كانت بحوزة “الجاسوس” معلومات عن حشود القوات الأوكرانية وتحركاتها في منطقة أوديسا، لافتاً إلى أنه حصل عليها عن طريق اتصالاته مع الحكومة المحلية هناك.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن القوات الصاروخية استهدفت بصواريخ “إسكندر” تمركزا للقوات الأوكرانية في أوديسا، ما أسفر عن تدمير منصات إطلاق صواريخ “هاربون” الأميركية المضادة للسفن.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، الفريق إيغور كوناشينكوف، اليوم الثلاثاء، أن صواريخ اسكندر الأرضية عالية الدقة دمرت بطاريات نظام صواريخ هاربون المضاد للسفن أميركي الصنع في منطقة بيريزان في مقاطعة أوديسا.
وأضاف كوناشينكوف أنه “نتيجة لضربة صواريخ عالية الدقة تم إطلاقها من الجو، تم قتل 180 جنديا وتدمير 26 وحدة من المعدات العسكرية من اللواء الآلي الثلاثين للقوات المسلحة الأوكرانية بالقرب من أرتيموفسك في جمهورية دونيتسك الشعبية“.
كذلك أكد أن القوات الروسية دمرت فصيلتين من راجمات غراد وفصيلتين من مدافع هاوتزر غيياتسين-بي الأوكرانية في جمهورية دونيتسك الانفصالية، وفق ما نقلت وكالة سبوتنيك.
وتابع: “بالإضافة إلى ذلك، دمرت الأسلحة عالية الدقة للقوات الجوية الروسية: القوى العاملة والمعدات العسكرية للقوات المسلحة الأوكرانية في 12 مقاطعة، وأربعة مستودعات ذخيرة للواء الهجوم 79 المحمول جواً في منطقة ماتفييفكا بمنطقة نيكولاييف، ونقطة لإصلاح وترميم المركبات المدرعة للقوات المسلحة الأوكرانية في منطقة سيفيرسك“.
إلى ذلك، أشار إلى أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية أسقطت سبع طائرات مسيرة أوكرانية في مناطق إيزيوم ومالي بروخودي وبيتومنيك في مقاطعة خاركوف وسلوفيانسك وشاندريغولوفو في دونيتسك.
ووفقا له، تم اعتراض 12 قذيفة من نظام أوراغان في مناطق ليسيتشانسك في لوغانسك، وبرازكوفكا في منطقة خاركوف، ونوفايا كاخوفكا في منطقة خيرسون.
من جهة ثانية، أفاد تقرير نشر في صحيفة “الغارديان” بأن روسيا تتفوق على جاراتها بكل الإمكانات والاتجاهات، لافتة إلى أنه من الصعب على كييف تغيير موازين القوى رغم خطط الجيش ووصول أسلحة جديدة ومتطورة.
وأملت الصحيفة أن يؤتي التكتيك الأوكراني ثماره وتتغير كفّة الميزان، إلا أنها لم ترجح ذلك، بل رأت أنه من الصعب على كييف تحقيق تقدم ملحوظ رغم بدء العمل بصواريخ هيمارس الأميركية والمدفعية الصاروخية البريطانية إم 270، بمداها من 70 إلى 80 كم.
وذكرت أن المشكلة الرئيسة ليست في عدد أفراد الجيش الأوكراني، بل في نوعية الجنود أنفسهم، واستشهدت بمعركة دونباس الجارية والتي أثبتت تفوق القوات الروسية بعدما حولت تركيزها إلى القصف المدفعي، وهو تكتيك تسبب في خسائر هائلة في صفوف الجيش الأوكراني. وأكد أن لدى أوكرانيا مشكلة بتدريب قواتها على الأسلحة الغربية التي تصلها.
وكان وزير الدفاع الأوكراني، أوليكسي ريزنيكوف، أعلن أن بلاده تأمل في تجميع “مليون جندي” لمحاولة استعادة الأراضي التي سيطرت عليها روسيا مؤخراً. فيما أكد الرئيس فولوديمير زيلينسكي أن القوات الأوكرانية انسحبت من ليسيتشانسك في دونباس، إلا أنها ستعود بفضل خطط الجيش واحتمال الحصول على أسلحة جديدة ومتطورة، وفق تعبيره.
وتابع أن التفوق المتعدد للقوات الروسية في المدفعية والقوات الجوية وأنظمة إطلاق الصواريخ والذخيرة والعدد، جعل من استمرار الدفاع عن المدينة أمراً ذا عواقب وخيمة، لذلك كان لا بد من الانسحاب.
من جهة ثانية، قال رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، اليوم الثلاثاء، إن إسبانيا “حساسة” بشكل خاص لارتفاع أسعار الطاقة، مؤكداً أن مساعدة أوكرانيا واجب أخلاقي، “لكننا ندفع الثمن اقتصادياً”.
وأضاف رئيس الوزراء الإسباني أن النمو الاقتصادي لإسبانيا، سيكون أبطأ من المتوقع في الأشهر القادمة. ولمّح إلى استجابة أوروبية مشتركة، إذا عمد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى قطع إمدادات الغاز عن أوروبا.
من جهته، أعلن مفوض العدل في الاتحاد الأوروبي، ديدييه رايندرز، اليوم الثلاثاء، أنه تم تجميد حوالي 13.8 مليار يورو من أصول الأوليغارش الروس وكيانات أخرى في الاتحاد الأوروبي حتى الآن، وذلك في إطار العقوبات المفروضة على روسيا رداً على غزوها أوكرانيا. وقال المفوض البلجيكي بمناسبة اجتماع لوزراء العدل الأوروبيين عُقد في براغ، “إنه (مبلغ) ضخم للغاية، لكن يجب أن أقول إن جزءا كبيرا جدا، (تم تجميد) أكثر من 12 مليار يورو من قبل خمس دول أعضاء”، دون أن يحددها.