اليوم السادس للحرب: حشود نحو كييف وتحذير من أعلام وعلامات حمراء
السؤال الآن ــــ وكالات
في اليوم السادس للحرب الروسية على أوكرانيا، أشارت آخر التطورات إلى حشود روسية جديدة في الطريق إلى كييف بالتزامن مع جهود سياسية متواصلة لفرض المزيد من العقوبات على روسيا من أجل وقف الحرب.
وأظهرت صور التقطتها الأقمار الصناعية قافلة عسكرية روسية شمال العاصمة الأوكرانية كييف يزيد طولها عن 60 كلم. وقالت شركة “ماكسار تكنولوجيز” إن الأقمار الصناعية رصدت تحرك القافلة العسكرية على بعد 64 كيلومترا شمال كييف بالإضافة إلى قافلة أخرى. كما رصدت انتشار وحدات هليكوبتر تضم قوات هجومية برية جنوب بيلاروسيا على بعد أقل من 32 كم شمال حدود أوكرانيا.
وحذر الجيش الأوكراني من “حيلة”، قال إن الجيش الروسي يطبقها في عملياته العسكرية المستمرة على الأراضي الأوكرانية منذ الخميس. وقال القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني، في منشور على “فيسبوك”: “يلجأ الجيش الروسي لحيلة ترمي إلى تضليل القوات الأوكرانية، هي رفع العلم الأوكراني على المعدات العسكرية التابعة له”. أضاف: “لوحظت مثل هذه الحالات في مواقع عديدة مثل نوفا باسان في كييف، وعلى طريق كراسنوستاف نيزين السريع، ومنطقة تشيرنيهيف”.
وتابع المسؤول العسكري الأوكراني: “هناك حالات رفع فيها العدو علما أبيض على مركباته بدعوى الاستسلام، وبعد الاقتراب من المواقع العسكرية الأوكرانية، بدأ بإطلاق النار”. واختتم زالوجني: “تمثل مثل هذه الأعمال التي يقوم بها العدو انتهاكا آخر لقواعد القانون الدولي الإنساني”. ونشرت وزارة الدفاع الأوكرانية على حسابها في “تويتر”، صورة قالت إنها لمركبة روسية ترفع علم أوكرانيا عليها بغرض التمويه”. وكانت أوكرانيا تحدثت عن تعثرات وخسائر للجيش الروسي على أراضيها، مشيرة إلى أنه فقد الآلاف من جنوده بين قتيل ومصاب.
ومنذ بدأت القوات الروسية هجومها على أوكرانيا، نجحت قوات الأخيرة حتى الآن في الدفاع عن كييف وصد الهجمات الروسية عليها. ودعت السلطات الأوكرانية المواطنين للإبلاغ عن أي إشارات حمراء اللون تشبه الصليب “+” يرصدونها. وجاء تحذير السلطات الأوكرانية من هذه الإشارات بعدما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا لأسطح أبنية، تضمنت هذه الإشارات. ووفق السلطات، فإن هذه العلامات وضعها جنود روس أو موالون لهم، بغرض إرشاد الطائرات لمناطق مهمة للقصف. وأصدرت السلطات تحذيرا على وسائل التواصل، طلبت فيه من السكان بمراقبة أسطح المباني التي يقيمون فيها، داعية إلى إخفاء أي إشارات “غريبة” يتم رصدها، سواء كان ذلك بطلائها أو تغطيتها بشريط لاصق.
وذكرت صحيفة “ديلي ستار”، أن عمدة كييف فيتالي كليتشكو، أصدر بيانا حث فيه المواطنين على إبلاغ السلطات عن الأبنية التي رسمت العلامات الحمراء عليها، والأشخاص المشتبه بوضعهم لها. واتهم كليتشكو “المتعاونين” الأوكرانيين مع روسيا بـ”الخيانة”، قائلا إن أي “شخص يساعد جيش بوتن سيوضع وراء القضبان”، مضيفا أن “الجريمة يعاقب عليها بالسجن من 12 إلى 15 عاما، مع أو بدون مصادرة الممتلكات”.
أما في مدينة خاركيف الأوكرانية، فأشارت المعلومات أن روسيا قصفت بصواريخ “غراد” و”كروز” مبنى إدارة المدينة.
ووصل الجيش الروسي إلى مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا، قرب شبه جزيرة القرم الخاضعة لسيطرة موسكو، ويقيم نقاط تفتيش على مشارفها، وفق ما أعلن رئيس البلدية. وتزامناً، أعلن حاكم إقليمي على “فيسبوك” مقتل أكثر من 70 عسكريا أوكرانيا في قصف روسي لبلدة أوختيركا.
وفيما أعلنت أوكرانيا مقتل عشرات المدنيين، أعلن الانفصاليون في دونيتسك تعرض الإقليم لقصف أوكراني استهدف المدنيين والمنشآت الحيوية في منطقة دونباس. وأفادت وكالة أنباء أوكرانيا الرسمية بقصف روسي على عيادة للنساء في كييف. كما أكد الجيش الأوكراني أن روسيا قصفت البلاد بـ113 صاروخا من نوع “إسكندر”.
وفي واشنطن، قال السيناتور الديمقراطي، كريس ميرفي، بعد إيجاز سري: “إن المعركة في أوكرانيا ستكون دموية وطويلة”، فيما دعا السيناتور الجمهوري غراهام لفرض عقوبات على القطاع النفطي الروسي. كما لفتت المتحدّثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، إلى أنّ الولايات المتّحدة لا ترى وقوع حرب نووية في الأفق، مشددة على أنها لن ترفع حالة التأهب القصوى. يأتي ذلك فيما نقلت وكالة أنباء “إنترفاكس” عن المنطقة العسكرية الروسية الشرقية القول، يوم الثلاثاء، إن القوات الروسية المتمركزة في أقصى شرق البلاد ستجري تدريبات في منطقة أستراخان التي تقع على الحدود بين الجزئين الأوروبي والآسيوي من روسيا. وقالت قيادة المنطقة إن القوات ستتدرب في تحركات لمسافات طويلة للوحدات العسكرية من بين مهام أخرى. وفي موسكو، وحسب وكالة “تاس” الروسية، اقترحت وزارة الدفاع منح امتيازات “المحاربين القدامى” للعسكريين المشاركين في العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا. وجاء في مشروع قانون رفع للبرلمان أن “نفقات الميزانية المقدرة لهذه الأغراض في عام 2022 ستصل إلى أكثر من 5 مليارات روبل”.
ونقلت وكالة “رويترز” عن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو قوله لصحافيين في أوتاوا، إن كندا ستزود أوكرانيا بأسلحة مضادة للدبابات وذخيرة مطورة لدعم مقاومتها للغزو الروسي، وإنها ستحظر واردات النفط الخام من روسيا. وقالت وزيرة الدفاع أنيتا أناند “نقدم المزيد من الدعم الفتاك لأوكرانيا، وسنرسل مئة من أنظمة السلاح المضاد للدبابات كارل جوستاف وألفي صاروخ، وسنعمل على إيصالها في أسرع وقت ممكن”.
وأصدرت وزارة الخارجية اليابانية، تفاصيل العقوبات التي فرضتها الحكومة على روسيا على خلفية الوضع في أوكرانيا، وذلك بحسب “روسيا اليوم”، وشملت العقوبات الشخصية ستة ممثلين للقيادة الروسية، من ضمنهم الرئيس فلاديمير بوتين، ووزير الخارجية سيرغي لافروف ووزير الدفاع سيرغي شويغو. وتشمل هذه العقوبات الشخصية، نائب رئيس مجلس الأمن دميتري مدفيديف، ورئيس الأركان العامة للقوات المسلحة فاليري غيراسيموف وأمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف. وسيتم تجميد أصولهم في اليابان إذا تم الكشف عنها. بالإضافة إلى ذلك، تم فرض عقوبات تصدير على 49 شركة ومؤسسة، بما في ذلك جهاز الأمن الفيدرالي ومديرية الاستخبارات العامة، وشركتي “سوخوي” و”ميغ”، والشركة الحكومية الكبرى “روستيخ” وغيرها. وتشمل قائمة العقوبات أيضا بنك روسيا وVEB و”بروم سفياز بنك”. كما فرضت طوكيو حظرا على تصدير المنتجات ذات الاستخدام العام، والتي يمكن أن يساهم توريدها في نمو الإمكانات العسكرية لروسيا، لاسيما أشباه النواقل.
في بريطانيا، وافق مجلس الوزراء الإيطالي بالإجماع، على مرسوم قانون ينص على مزيد من الإجراءات العاجلة في ما يتعلق بتطورات الأزمة في أوكرانيا، بحسب ما أفادت وكالة “نوفا” الإيطالية للأنباء. وينص المرسوم على “التدخل لضمان الدعم والمساعدة للشعب الأوكراني من خلال إرسال الوسائل والمواد والمعدات العسكرية إلى السلطات الحكومية في أوكرانيا”. وبموجب المرسوم، يصرح، لأغراض وقائية أيضا، بتوقع تبني تدابير لزيادة الإمدادات أو تقليل الطلب على الغاز المتوخى في حالات الطوارئ، وهو احتمال لا يتوافق مع ظروف إيطاليا في الوقت الحالي. ويسمح القانون على الفور، إذا لزم الأمر، بتقليل استهلاك الغاز لمحطات الطاقة العاملة حاليا، من خلال زيادة الإنتاج من مصادر أخرى إلى الحد الأقصى ودون المساس بمساهمة الطاقات المتجددة. من الممكن أيضا تقليل استهلاك الغاز في قطاع الكهرباء الحرارية، والذي يمثل أحد المكونات الرئيسية لمتوسط الطلب اليومي على الغاز.
كما قرر مجلس الوزراء زيادة تدابير الإغاثة والمساعدة للأشخاص الذين يسعون على نطاق واسع ويطلبون اللجوء في الاتحاد الأوروبي، ولهذا السبب وافق على إعلان حال الطوارئ، حتى 31 كانون الأول 2022، بهدف ضمان الإغاثة والمساعدة للسكان الأوكرانيين على الأراضي الوطنية نتيجة للأزمة الدولية الخطيرة الجارية. وبموجب المرسوم، تم تخصيص 10 ملايين يورو لحالات الطوارئ الوطنية للسماح بتنظيم وتنفيذ الإجراءات الأكثر إلحاحا لضمان الإغاثة والمساعدة للسكان الأوكرانيين على التراب الوطني.
من جهة ثانية، نقلت وكالة “رويترز” عن زعيم منطقة الشيشان الروسية وحليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رمضان قديروف، إن جنديين من الشيشان قتلا في أوكرانيا وأصيب ستة آخرين.
الى ذلك، نقلت وكالة “رويترز” عن نائب وزير الداخلية البولندي إعلانه أن نحو 350 ألف شخص دخلوا بولندا قادمين من أوكرانيا منذ أن غزت روسيا البلاد. وقال ماتشي فاشيك لإذاعة بولسكي راديو 1 “على مدار الأربع والعشرين ساعة الماضية، عبر 100 ألف شخص الحدود البولندية الأوكرانية”. وأشار إلى أنه “في المجمل، دخل بالفعل 350 ألف لاجئ منذ يوم الخميس”.