اليوم الــ 163 للحرب: وقف تقدم الروس في خيرسون والقصف على خاركيف يتواصل
السؤال الآن ــــ تقارير ووكالات
في اليوم الــ 163 للحرب، أكد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا قناعته “بتحرير كامل أراضي أوكرانيا من القوات الروسية”.
وقال في مؤتمر صحفي مع نظيره الإستوني أورماس رينسال في كييف أن بلاده “تتفهم رفض بعض الدول توريد الأسلحة لبلاده”.
وتزامنت تصريحات كوليبا مع ما قالته المتحدثة باسم القيادة العسكرية الجنوبية لأوكرانيا ناتاليا هومينيوك، من أن قوات بلادها باتت توقف تقدم القوات الروسية عند محاور عدة من مقاطعة خيرسون جنوبي البلاد، رغم تعزيزات الجيش الروسي التي بدأت تصل إلى هناك. وقالت في حديث الى “الجزيرة” أن “العدو يحرك قواته نحو الجنوب لأنه يحتاج إلى تعزيزات كبيرة هناك، حاليا نوقف تقدم القوات الروسية في خيرسون ونستعيد منها أراضي جديدة”. وأكدت أن خسارة القوات الروسية هناك ستكون “مدوية جدا… كخسارتها للطراد موسكوفا”، مشيرة إلى أن خسارة القوات الروسية في خيرسون سيجعل “قوات العدو في كافة المناطق الجنوبية”.
من جانبها، قالت قيادة الأركان الأوكرانية إن الجيش الروسي استهدف بالدبابات والمدفعية الثقيلة مدنا وبلدات شمال وشرق مقاطعة خاركيف، وإن القوات الروسية تحاول شن هجوم في محور بايراك-هوساريفكا، وإن العمليات العدائية ما زالت مستمرة.
وقال حاكم مقاطعة خاركيف أوليغ سيتغوبوف إن القوات الروسية استهدفت أمس عدة أحياء في مدينة خاركيف بصواريخ إس-300 (S-300) أطلقتها من مدينة بيلغرود الروسية، وإن الجيش الروسي لا يزال يستهدف شمال وشرق وجنوب مدينة خاركيف، في حين قال عمدة مدينة خاركيف إيغور تيرخوف إن انفجارين كبيرين وقعا ليلا استهدف أحدهما بناء إداريا والآخر منشأة للبنية التحتية في المدينة.
وقال دميترو جيفيتسكي، حاكم منطقة سومي شمال شرق أوكرانيا، إن 3 بلدات تعرضت أمس الأربعاء لقصف القوات الروسية التي أطلقت 55 صاروخا في المجمل. ولم تقع إصابات لكن تضررت منازل ومبان تجارية. وأضاف جيفيتسكي أن 8 قذائف مدفعية أصابت مناطق سكنية في كراسنوبيلسكا.
وقال فهين يفتوشينكو رئيس بلدية نيكوبول، التي تقع إلى الغرب من زاباروجيا في وسط أوكرانيا، عبر قناته على تليغرام إن مدينته تعرضت للقصف خلال الليل.
في سياق متصل، قال مستشار الرئاسة الأوكرانية أوليكسي أريستوفيتش إن الهدف الرئيسي للهجوم الروسي في الشرق كان إجبار أوكرانيا على صرف انتباه القوات عن زاباروجيا التي تشكل خطرا حقيقيا.
أما في إقليم دونباس، فدوت انفجارات عدة دوت ليلا في مدن باخموت وكونستانتينيفكا، بينما قالت قيادة الأركان إن الجيش الروسي حاول تنفيذ هجومين في محاور سيفيرسك وسلوفيانسك، كما أكدت إفشالها هجمات للجيش الروسي على محوري مارينكا وفديفكا جنوبا، وأن الجيش الروسي شرع بتسيير طائرات استطلاع هناك وكثف هجماته الإلكترونية.
ونفت القوات الأوكرانية ما تحدثت به وسائل إعلام روسية عن سيطرة قواتها على بلدة بيسكي جنوب فديفكا، وقالت إن المدينة لا تزال تحت سيطرة القوات الأوكرانية، وكان حاكم الإدارة المدنية العسكرية الأوكراني قال إن 3 مدنيين قتلوا وجرح آخرون يوم أمس الأربعاء نتيجة القصف الروسي على مناطق مدنية.
كما قالت قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية إن قواتها قتلت 31 جنديا روسيا في قصف صاروخي على مقاطعة خيرسون، وأضافت قيادة العمليات أنها دمرت مركز قيادة الفيلق 22 التابع للقوات الروسية في منطقة تشورنوبايفكا شرقي خيرسون، إضافة إلى قاعدتين عسكريتين ومستودعي ذخيرة جنوب المقاطعة.
وأوضحت المتحدثة باسم القيادة العسكرية الجنوبية لأوكرانيا ناتاليا هومينيوك في تصريحات للجزيرة، أن قوات بلادها تواجه تهديدا حقيقيا على جبهة البحر الأسود، “رغم استعادتنا جزيرة الأفعى وحرماننا العدو من إمكانية إقامة نظام دفاع جوي قرب سواحلنا، لتغطية هجوم سفنه على أوديسا تحديدا”.
وأضافت هومينيوك أن القوات الأوكرانية جاهزة للتعامل مع أي طارئ، بعد إعلانها حالة التأهب القصوى على طول سواحل أوديسا.
وأعلنت السلطات الأوكرانية البدء في إجلاء إلزامي للمواطنين في مناطق سيطرة الجيش الأوكراني بإقليم دونباس جنوب شرقي البلاد، وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي إن الحكومة لن تكون قادرة على تقديم خدمات الغاز والكهرباء والماء في الإقليم مع حلول فصل الشتاء المقبل. وتعمل هذه السلطات على تهيئة أماكن ملائمة وسط وغربي البلاد لاستقبال هؤلاء النازحين.
وتزامنت عمليات الإجلاء تلك مع تحذير هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية من أن موسكو ربما تستعد لعمليات هجومية جديدة في جنوب البلاد، وأن هدف تلك العمليات هو مدينة كريفي ريه، في الجنوب الشرقي للبلاد، وهي مسقط رأس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وفي السياق، كشف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن تشكيل بعثة لتقصي الحقائق بعد تلقيه طلبات من روسيا وأوكرانيا للتحقيق في الهجوم على سجن أولينيفكا. وقال غوتيريش إنه يأمل أن توافق كل من روسيا وأوكرانيا على الشروط المرجعية لهذه البعثة، وأن يتمكن المحققون من الوصول إلى كل البيانات لمعرفة ما حدث.
يذكر أن هجوما وقع على سجن أولينيفكا نهاية الشهر الماضي أسفر عن مقتل 53 أسير حرب أوكرانيا وخلف 75 جريحا، وكان السجناء في الغالب جنودا من مجمع آزوفستال آخر معقل أوكراني في حصار ماريوبول.
وتبادل الجانبان الروسي والأوكراني الاتهامات بشأن المسؤولية عن قصف السجن، فقد قالت روسيا إن قصفا أوكرانيا استهدف مركز احتجاز للأسرى في بلدة أولينيفكا جنوب دونيتسك، في حين قالت القوات المسلحة الأوكرانية إن المدفعية الروسية استهدفت السجن لإخفاء تعذيب المحتجزين هناك وإلقاء اللوم على أوكرانيا.
من جهته، قال الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، إلى “اننا نعمل مع شركات دفاعية لضمان حصول أوكرانيا على أسلحة ومعدات استعدادا لحرب طويلة مع روسيا”.
إلى ذلك، ذكرت وزارة الدفاع الروسية، أنه “تم العثور على وثائق تؤكد على الأبحاث التي أجريت في أوكرانيا لعدة سنوات لصالح ما يسمى بـ Big Pharma، في مختبر المركز الطبي في روبيجنويه بجمهورية لوغانسك الشعبية”.