مواطنة مغربية تدين التطبيع مع إسرائيل وكل من يمد يده إلى الأعداء

مواطنة مغربية تدين التطبيع مع إسرائيل وكل من يمد يده إلى الأعداء

ثورية تناني

الأحد 14 أغسطس 2022

إلى وزير الخارجية المغربي..

خذ كلامي باعتباري مواطنة مغربية، أحب وطني، وأقوم بكل واجباتي، وألتزم بالقانون، وأحترم الغير وأومن بحق الاختلاف، وأشارك في الأعمال التي أعتقد أنها مفيدة للمجتمع وأدفع الضرائب من عرق جبيني، كما أني مناضلة نسائية، وزيادة في التوضيح أعتبر نفسي معارضة ورافضة لنهجكم التطبيعي مع العدو الصهيوني.

ومن موقع وطني أرفض بلاغك الأخير وأعتبره بلاغا عارٍيا يكشف ذاك الاستعداد الرهيب للذل والمهانة والخضوع لكيان الأبارتهايد، والذهاب إلى أقصى حد في مشروعه التوسعي الاستيطاني،وتغذية طبيعته العنصرية الإرهابية، وإضفاء المشروعية على حملات الإبادة الوحشية التي ينفذها ضد الفلسطينيات والفلسطينيين. أؤكد أولا أننا نحن مغاربة، وهم صهاينة، ووطنيتنا هي أهم مقوماتنا ولا يمكنك أن تجردنا منها.

وأؤكد ثانيا أن مظاهراتنا واحتجاجاتنا ضد التطبيع،وإحراقنا للعلم الصهيوني ليس نوبة من نوبات الحماس العاطفي، الذي سرعان ما يفتر ويخفت لهيبه، وإنما هو حاجة موضوعية للتعبير على أن عداءنا للصهيونية والامبريالية والاستعمار، هو في نفس الوقت عداء للرأسمالية المغربية الطفيلية غير المنتجة التي تقتات من التملق والريع والعمالة للاحتكارات الاستعمارية وعلى رأسها الكيان الصهيوني.

السيد الوزير،

نعرفك جيدا، ونعرف أصحابك واحدا واحدا، كلكم تتحدثون عن المسؤولية لأنكم في الواقع لستم مسؤولين، وليس في حياتكم أي فعل أو حدث أو موقف تحملتم فيه كامل المسؤولية؛ فلم ترفعوا المغرب إلى مقام الدول المحترمة، ولم تنشغلوا بمعركة الإنسان المغربي، ومعاناته مع الفقر والقهر والظلم لأنكم انشغلتم بمتعة الجلوس على رقابنا وتفقيرنا.

لم تحملوا قلما، ولا موقفا تحاربون به من أجل الحق والعدل والكرامة والمساواة كما يفعل الساسة الكبار، ولم تقفوا حيث توجد مصلحة الوطن، وحيث الواجب والحق.

أنتم لا تعرفون شيئا عن النضال اليومي الذي تخوضه الجماهير الشعبية عبر حركات التحرر على الواقع المتردي. ولو أنكم قمتم بجولة داخل أعماق الطبقات الشعبية لرأيتم كيف أن الوجدان الجمعي لا يطيقك ممارساتكم وفي طليعتها نهجكم التطبيعي مع الصهاينة.

لم يسبق لكم أن استمعتم أو استمتعتم بالأناشيد والأغاني التي تمجد انتصارات الشعوب، ولا تفقهون شيئا في الأغنية الملتزمة كأهم أشكال التعبير عن الغضب والرغبة في التحرر من الظلم والاستبداد، وأكاد أجزم بأنكم لا تعشقون الشعر والإبداع ولا تعرفون من هو محمود درويش وسميح القاسم وفدوى طوقان وغسان كنفاني، ولا تعرفون سيرة قادة وشهداء مثل جورج حبش وليلى خالد وأحمد سعدات وأبو جهاد وأبو إياد وأبو علي مصطفى وسناء محيدلي… مثلما لا تعرفون سيرة مقاومين مغاربة ارتوت أراضي فلسطين بدمائهم الزكية، مثل الحسين بنيحيى الطنجاوي وعبد الرحمان أمزغار ومصطفى اقزيبر والركراكي النومري… ومنهم من لا يزال جثمانه الطاهر محتجزا لدى كيان الاحتلال الصهيوني.

ولم تعيشوا زمنا مجيدا عشناه، زمن جمال عبد الناصر، وزمن صعود المقاومة الفلسطينية، وارتفاع نجمها، زمن مقاطعة نظام كامب ديفيد زمن المسيرات المليونية التضامنية مع الثورة الفلسطينية.

السيد الوزير،

لأنني واحدة من المغربيات اللواتي قررن التعبير عن طموحات المغرب وهدفه في الحرية والاستقلال و مقاومة الفساد والسيطرة الأجنبية، ارتأيت أن أقول لك بأن لحظة التطبيع مع العدو الصهيوني ليست سوى لحظة عابرة في زمان عابر، ذلك أن اللحظات المغربية الحقيقية لها جذور تمتد إلى أعماق نضالات شعبنا ليس بالتاريخ القريب فقط وإنما بالتاريخ القديم الممتد لمئات السنين، كما أن القيادة التاريخية بريادة الأمير عبد الكريم الخطابي والشهيد محمد الزرقطوني والشهيد المهدي بنبركة والشهيد أحمد شيخ العرب ومحمد بنسعيدأيت يدر وغيرهم، تمثل قيمة الخبرة الطويلة للشعب المغربي.

وختاما لن أطلب منك العودة إلى جادة الصواب، لأني أعلم جيدا أنك غارق في وحل التطبيع، ولأني مؤمنة أن حركة التاريخ لا ترحم من يمد يده إلى الأعداء.

Visited 5 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة