اليوم الــ 192 للحرب: قتال عنيف في الجنوب ومراقبان من وكالة الطاقة سيبقيان لمراقبة محطة زابوروجيا
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم الــ 192 للحرب، استمر القصف في منطقة زاباروجيا على الرغم من وجود بعثة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى محطة زابوروجيا منذ يوم أمس. فقد أعلنت وزارة الدفاع البريطانية اليوم الجمعة أن القتال العنيف مستمر في الجزء الجنوبي من أوكرانيا ويشمل منطقة إنرهودار بالقرب من محطة زابوروجيا للطاقة النووية التي تسيطر عليها القوات الروسية.
أما في ما يتعلق بالتدريبات العسكرية الروسية شرقي البلاد، فأوضحت الوزارة في إحاطة يومية على حسابها في تويتر أنه بالرغم من أن موسكو قالت إن 50 ألف جندي سيشاركون في تلك التدريبات، إلا أنه من المستبعد أن يشارك أكثر من 15 ألفا هذا العام.
وكانت روسيا بدأت فى الأول من سبتمبر مناوراتها العسكرية الاستراتيجية شرقي البلاد، والتي يطلق عليها تدريبات فوستوك، أي شرق، على أن تنتهي فى الخامس من الشهر الجاري.
وبعد زيارة مفتشي الوكالة الذرية لمحطة زابوروجيا جنوب أوكرانيا، اعتبر الكرملين أن وصول تلك البعثة، أمس الخميس، إلى المجمع النووي الضخم وتمكنه من بدء تفتيشه، أمر “إيجابي جداً”، حتى لو أنه لا يزال “من المبكر جداً” تقييم خلاصات تلك المهمة. وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، للصحافة اليوم الجمعة: “بشكل عام، نجد أنه أمر إيجابي جداً أن يكون الوفد قد وصل وبدأ العمل، رغم الصعوبات والمشاكل”. كما أضاف أنه من المبكر جداً تقييم عمل المفتشين لكن الأهم أنهم وصلوا الموقع.
وتأتي هذه التصريحات بعد أن قال مبعوث روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا بوقت سابق إن اثنين من مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيبقيان في زابوريجيا بشكل دائم.
من جهته، أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن قصف أوكرانيا محطة زابوريجيا للطاقة النووية يثير خطر وقوع كارثة نووية في أوروبا.
واتهم كييف، الجمعة، بارتكاب “إرهاب نووي”، رافضاً تأكيداتها هي والغرب أن بلاده نشرت أسلحة ثقيلة في المحطة النووية الأكبر في أوروبا والواقعة في جنوب أوكرانيا، والتي تسيطر عليها موسكو منذ مارس الماضي، وفق ما نقلت عنه وكالات أنباء روسية.
كما أضاف في تصريحات نشرتها وزارة الدفاع: “ليس لدينا أسلحة ثقيلة في منطقة محطة الطاقة النووية أو المناطق المحيطة بها”، مردفاً “آمل أن تقتنع بعثة الوكالة الذرية بذلك”. وحمل كييف مسؤولية أي تصعيد في الموقع، وسط مخاوف من وقوع كارثة نووية على غرار كارثة تشرنوبل. وقال إنها “تتسبب في تهديد حقيقي بوقوع كارثة نووية وتستخدم أسلحة حصلت عليها من الغرب لمهاجمة المحطة”.
كما أشار إلى أنه خلال الأسابيع الستة الماضية، أطلقت أوكرانيا 120 قذيفة مدفعية وشنت 16 هجوماً بطائرات مسيرة، واصفا تلك الهجمات بأنها “كاميكازية”، وهو لفظ يطلق على الهجمات الانتحارية نسبة لهجمات الطيارين اليابانيين في الحرب العالمية الثانية.
وكشف مبعوث روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، اليوم الجمعة أن “اثنين من المفتشين سيبقيان في المجمع الضخم بشكل دائم”، من أجل تقييم الوضع، وفق ما نقلت وكالة ريا نوفوستي للأنباء.
في حين رأت شركة الطاقة النووية الحكومية الأوروبية “إنرجو أتوم” أنه سيكون من “الصعب” أن تجري الوكالة تقييما محايدا للوضع في ظل التدخل الروسي.
واتهمت القوات الروسية بمنع البعثة من الدخول إلى مركز الأزمات بالمحطة، الذي تقول أوكرانيا إن روسيا تنشر قوات فيه.
أتى ذلك، بعد أن شدد مدير الوكالة رافاييل غروسي الذي سيعود ثانية اليوم إلى المحطة، على أن سلامة منشآت زابوريجيا النووية تعرضت للخطر عدة مرات، مؤكداً أن “ذلك لا يمكن أن يستمر”، ومعبرا عن قلقه إزاء الوضع هناك.
كما أوضح أنه لم يتمكن من تفقد المنشأة بأكملها أمس، وإنما زار المواقع الرئيسية مثل أنظمة الطوارئ وغرف التحكم، لافتاً إلى أن فريقه سيحتاج للقيام بالكثير من العمل لاستكمال تحليل الجوانب الفنية، بحسب ما نقلت رويترز.
إلى ذلك، تعهد بأن يقدم الخبراء تقييما محايدا ونزيها ودقيقا من الناحية الفنية لما يحدث على الأرض.
من جهة ثانية، قال نائب وزير الخارجية الروسي، اليوم الجمعة، إن أميركا على وشك أن تصبح طرفًا في الحرب في أوكرانيا، محذرا من عواقب وخيمة إذا حدث ذلك. وفق ما نقلت عنه وكالة تاس.
وأضاف سيرغي ريابكوف “نحذر أميركا إذا استمرت في إغراق أوكرانيا بالأسلحة والدعم المباشر لكييف”، مؤكدا أن أهداف العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا “ستتحقق بالكامل”.
ورغم أن واشنطن لم تبخل على أوكرانيا بالمساعدات العسكرية منذ أطلقت موسكو عمليتها العسكرية في أوكرانيا منذ 24 فبراير الماضي، إلا أنها أكدت مرارا أنها لن ترسل قوات إلى الأراضي الأوكرانية. وحتى إن البيت الأبيض، أعلن الخميس، عدم إرسال قوات أميركية لإقامة منطقة منزوعة السلاح حول محطة زابوريجيا النووية الواقعة في جنوب شرقي أوكرانيا.
وكانت آخر المساعدات العسكرية السخية لكييف حزمة وصلت قيمتها إلى نحو 3 مليارات دولار، تزامن إرسالها مع ذكرى استقلال أوكرانيا ودخول الهجوم الروسي لها شهره السابع. فيما تهدف هذه الحزمة إلى تعزيز قدرات الجيش الأوكراني للسنتين المقبلتين، من خلال تزويده بصواريخ أرض جو أكثر تطورا، وقذائف مدفعية وصواريخ موجهة بالليزر ومُسيّرات متطورة.