اليوم الــ 193 للحرب: تواصل القتال بمحيط زاباروجيا وقصف روسي شديد على ميكولايف
السؤال الآن ـــ وكالات وتقارير
في اليوم 193 للحرب، تواصل القتال بمحيط المحطة النووية في زابوروجيا بين القوات الروسية والأوكرانية، واتهمت موسكو كييف باستمرار السعي لمهاجمة المحطة.
وأعلنت السلطات المحلية المدعومة من روسيا أن المحطة الضخمة توقفت عن العمل مرة أخرى في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، وسط قصف مستمر دمر خط كهرباء رئيسيا وتوغل في عمق مباني المحطة.
وفي منشور على تطبيق تلغرام، قال عضو الإدارة المحلية المعينة من الكرملين، فلاديمير روغوف “لقد أصيب خط كهرباء دنيبروفسكايا، تحولت محطة الطاقة النووية إلى خدمة احتياجاتها الخاصة فقط”.
وأضاف أن “قذيفة أصابت منطقة بين مفاعلين، إلا أن الحكومة الأوكرانية وشركة الطاقة النووية في البلاد (إنرجيتوم) لم تعلقا على هذه المزاعم”.
وكانت السلطات المحلية أفادت أيضا بوقت متأخر من مساء الجمعة، بأن المحطة تعرضت لإطلاق نار لمدة ساعتين تقريبًا، وألقت باللوم على القوات الأوكرانية.
جاءت هذه الاتهامات بعد يوم واحد فقط من وصول فريق من مفتشي الوكالة النووية التابعة للأمم المتحدة إلى زابوروجيا، في مهمة تهدف إلى المساعدة في تأمين الموقع، فيما تواصل موسكو وكييف تبادل اللوم والاتهامات في قصفه.
من جهة ثانية، أعلن عمدة ميكولايف أولكسندر سينكيفيتش، اليوم السبت، أن انفجارات عنيفة هزت المدينة، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الأوكرانية.
وقال سينكيفيتش، إن مرآبا للسيارات في أحد أحياء المدينة تعرض للقصف، مشيرا إلى اندلاع حريق بالموقع. وأضاف أن امرأة أصيبت بشظايا جراء قصف على مبنى سكني خاص.
ويوم الاثنين الماضي، بدأت القوات الأوكرانية هجوما مضادا طال انتظاره بدعم من مساعدات عسكرية غربية، وذلك لاستعادة أراضي الجنوب التي استولت عليها القوات الروسية. واعترفت روسيا ببدء هجوم أوكراني جديد لكنها قالت إنه فشل، وإن الأوكرانيين تكبدوا خسائر فادحة.
في الوقت نفسه، تعرضت مدينة ميكولايف الساحلية الجنوبية لقصف روسي عنيف، وقال رئيس البلدية إن شخصين على الأقل قُتلا.
هذا ووجه ديمتري ميدفيديف، الرئيس الروسي السابق ونائب سكرتير مجلس الأمن الروسي، سهام انتقاداته الحادة إلى واشنطن، مع تصاعد الأزمة بين بلاده والغرب على خلفية الصراع في أوكرانيا. واتهم ميدفيديف أميركا وحلفاءها بمحاولة إثارة التفكك في البلاد، مؤكداً أن مثل “تلك المحاولات قد تؤدي إلى الهلاك”.
كما حذر في بيان نشره على قناته على تطبيق تلغرام، اليوم السبت، بعد حضور مراسم وداع الزعيم السوفيتي السابق ميخائيل غورباتشوف، الغرب من محاولة دفع بلاده نحو الانهيار، معتبراً أن هذا التصرف سيكون أشبه بـ”لعبة شطرنج مع الموت”. وقال إن “البعض في الغرب يود استغلال الصراع العسكري مع أوكرانيا لدفع روسيا إلى منعطف جديد من التفكك، ويبذل قصارى جهده لشل مؤسسات الدولة وحرمانها من الضوابط الفعالة كما حدث عام 1991″، في إشارة إلى انهيار الاتحاد السوفيتي. واعتبر أن مثل تلك المحاولات خطيرة للغاية ولا يجب الاستهانة بها، مردفاً أن “هؤلاء الحالمين يتجاهلون فكرة أن تفكك قوة نووية هو دائما لعبة موت”. وختم مشدداً على أن ترسانات بلاده النووية “أفضل ضمان لحمايتها”.
الى ذلك، ذكر مسؤول محلي موال للقوات الروسية في زابوروجيا أن قوة هجومية على متن أكثر من 15 قارباً سريعاً تتجه نحو بلدة إنرغودار، الواقعة على مقربة من المنشأة الضخمة الخاضعة لسيطرة روسيا، والتي لا يزال بعض مفتشي الوكالة الذرية فيها.
وقال فلاديمير روجوف، عضو المجلس الرئيسي للإدارة العسكرية والمدنية لزابوروجيا في تصريحات لوكالة “تاس” الروسية إن حوالي 40 قارباً تتحرك حالياً عبر نهر دنيبرو، فيما يتحرك ما لا يقل عن 15 من تلك القوارب السريعة التي تحمل عدداً كبيراً من المسلحين نحو إنرغودار. كما أضاف أن القوارب غادرت في حوالي منتصف ليل الجمعة السبت، بتوقيت موسكو من الأراضي التي تسيطر عليها القوات الأوكرانية على ضفتي نهر دنيبرو.
وشدد على أنه ليس لديه أي فكرة عما يحدث، إلا أنه اعتبر أن “لهؤلاء الأشخاص هدفاً بالتأكيد، لاسيما أن القوارب مليئة بالمسلحين”.
يشار إلى أن فريقاً يضم 14 من خبراء الوكالة الذرية كان تفقد منشأة زابوريجيا النووية، على وقع تصاعد القلق الدولي إزاء سلامتها في النزاع الذي يحتدم على مقربة من مفاعلات المحطة الستة.
الآ ذلك، ومع تصاعد القلق الدولي حول محطة زابوروجيا حذر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال من خطورة الوضع على أوروبا برمتها.
وقال في تصريحات، اليوم السبت، إن روسيا تضع العالم أجمع أمام خطر نووي. كما شدد على وجوب بقاء مفتشي الوكالة الذرية في تلك المحطة التي تعتبر الأضخم في أوروبا.