اليوم الــ 195 للحرب: اوكرانيا تحث القرم على الاستعداد للهجوم المضاد وبوتين يتغزل بشجاعة دونباس
السؤال الآن ـــ وكالات وتقارير
في اليوم الــ 195 للحرب، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن واجب روسيا هو مساعدة دونباس، مشيرا إلى أن جميع المحاولات للتوصل إلى تسوية سلمية باءت بالفشل بسبب موقف كييف.
وقال بوتين: “مأساة دونباس هي نتيجة أنشطة نظام “الفاشية الجديدة”، مضيفا: “لقد تفاجأت بشجاعة شعب دونباس الذين يدافعون عن جمهورياتهم في خطوط التماس.. إنهم يقاتلون بشكل أفضل من الجنود المحترفين”.
وكان بوتين زار كالينينغراد، مع تصاعد التوتر حول هذا الجيب الروسي المحاط بدول أعضاء في حلف شمال الأطلسي في ذروة النزاع في أوكرانيا. وقال: “مهمتنا ومهمة جنودنا (…) هي وقف هذه الحرب التي تشنها كييف في دونباس (شرق أوكرانيا)، وحماية الناس وبالطبع الدفاع عن روسيا نفسها”.
وأكد الرئيس الروسي أن سكان دونباس وهي منطقة يعيش فيها العديد من الناطقين بالروسية، “يعتبرون أنهم جزء من الفضاء (…) الثقافي واللغوي” الروسي”.
وكانت القوات الروسية كثفت من هجماتها خلال الأيام الماضية في منطقة دونيتسك بإقليم دونباس، شرقي أوكرانيا، وذلك وسط ضغوط سياسية على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لشن هجوم مضاد.
ومع دخول العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا شهرها السابع ألمحت كوريا الشمالية إلى أنها ربما ترسل عمال بناء للمساعدة في إعادة إعمار المناطق التي تسيطر عليها موسكو في شرق البلاد.
يذكر أن نائب رئيس الوزراء الروسي مارات خوسنولين قال إن شركات البناء الكورية الشمالية عرضت بالفعل المساعدة في إعادة إعمار المناطق التي مزقتها المعارك في دونباس، وإن العمال الكوريين الشماليين سيكونون موضع ترحيب.
من جهتها، حثت أوكرانيا، اليوم الاثنين، سكان شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا منذ سنوات، بتجهيز ملاجئ للاحتماء من القصف وتخزين إمدادات، بينما تمضي كييف قدماً في خطط لشن هجوم مضاد كبير لطرد القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية المحتلة.
وتطلب أوكرانيا منذ أسابيع من سكان المناطق المحتلة في الجنوب، الاستعداد والإخلاء قبل أن تشن هجوماً مضاداً. ومع ذلك، كان تحذير اليوم الاثنين بارزاً لأنه موجه إلى سكان شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا عام 2014، وليس للمناطق التي سيطرت عليها روسيا خلال العملية العسكرية التي أطلقتها هذا العام.
ويُعتقد أن شبه الجزيرة الواقعة في البحر الأسود خارج مدى الأسلحة الأوكرانية، لكن عدة انفجارات وقعت في الآونة الأخيرة في مواقع عسكرية روسية في شبه الجزيرة أضفت شكوكاً على ذلك. وأحجمت كييف عن إعلان مسؤوليتها عن هذه الحوادث.
وقال ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني:”نطلب من سكان الأراضي المحتلة، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، اتباع توصيات المسؤولين (الأوكرانيين) خلال إجراءات إنهاء الاحتلال”.
وكتب على تويتر: “بالأخص، إعداد ملجأ من القنابل، وتخزين كميات كافية من المياه وشحن بنوك الطاقة. كل شيء سيكون أوكرانيا”.
هذا وقال جنرال أوكراني إن قوات الدفاع الجوي في بلاده قادرة على إسقاط ما بين 50 إلى 70 بالمئة من الصواريخ الروسية. وسُئل الجنرال ميكولا جيرنوف، زعيم الإدارة العسكرية للعاصمة كييف، من قبل مراسل للنشرة الأوكرانية “ArmyInform” ما إذا كانت العاصمة “محمية بشكل موثوق بالدفاع المضاد للطائرات أو لن تكون مهددة بعد الآن جراء الهجمات الصاروخية”.
ورد جيرنوف بأنه “طالما كان لدى العدو أسلحة صاروخية وجوية، فسيظل هناك تهديد بضربات جوية وصاروخية”. لكن الجنرال أضاف أن ما بين 50 و70 بالمائة من الصواريخ الروسية يتم إسقاطها بالطائرات ووحدات الصواريخ المضادة للطائرات. وتابع: “ولكن، لسوء الحظ، لا يمكننا اليوم ضمان فعالية عمليات الدفاع الجوي بنسبة 100٪، ويرجع ذلك إلى أسباب موضوعية – عدم كفاية وسائل الاستطلاع، وأنظمة الصواريخ المضادة للطائرات السوفييتية وهي ليست بنفس الكفاءة والموثوقية لمعدات الدفاع الجوي للدول الشريكة في الناتو”.
وقالت أوكرانيا يوم الجمعة إنها أسقطت طائرة استطلاع روسية بدون طيار تسمى “كارتوغراف”.. كما قال مسؤولون أوكرانيون إن الطائرة بدون طيار تستخدم لضبط أو تنظيم نيران المدفعية أو الضربات الصاروخية.
وفي أواخر الشهر الماضي، قال الجيش الأوكراني إنه قتل ما يقرب من 160 جنديًا روسيًا بعد شن ضربات صاروخية ومدفعية كجزء من هجومه المضاد في جنوب أوكرانيا.
في خيرسون، قالت الإدارة الموالية لروسيا إنها أوقفت التحضيرات لتنظيم استفتاء بشأن انضمام المنطقة لروسيا لاعتبارات أمنية، فيما قالت السلطات الأوكرانية إنها استعادت 3 مناطق في دونيتسك شرقي البلاد. وصرّح كيريل ستريموسوف نائب رئيس سلطات خيرسون الموالية لموسكو لقناة تلفزيونية روسية “كنا مستعدين للتصويت، وكنا نريد تنظيم استفتاء في وقت قريب جدا، لكن نظرا إلى المستجدات سنتوقف قليلا في الوقت الحالي”.
وتشن القوات الأوكرانية منذ 29 أغسطس ــــ آب الماضي هجوما مضادا لاستعادة مقاطعة خيرسون من القوات الروسية، وقد استهدفت الجسور الحيوية ومستودعات أسلحة الروس هناك.
وكانت الإدارة المدنية والعسكرية الموالية لروسيا في المناطق التي سيطرت عليها موسكو في أوكرانيا، قالت في وقت سابق إن تنظيم استفتاء الانضمام إلى روسيا سيجري في سبتمبر ــــ أيلول الحالي في مقاطعة خيرسون، ومقاطعة زاباروجيا (جنوب) المجاورة، وأيضا مقاطعتي لوغانسك ودونيتسك (شرق)، وذلك لكي تتزامن مع إجراء الانتخابات البلدية في روسيا.
وأضاف ستريموسوف أن جسر أنتونيفسكي القريب من مدينة خيرسون لم يعد صالحا لمرور وسائل النقل، بسبب القصف الأوكراني المستمر منذ أسابيع.
من جانبها، قالت كييف إن قواتها استعادت قرية في مقاطعة دونيتسك، فضلا عن مرتفعات في منطقة تقع بين مدينتي ليسيتشانسك وسيفرسك في مقاطعة لوغانسك، وتشكل المقاطعتان إقليم دونباس الذي تسيطر القوات الروسية والانفصاليون الموالون لها على أغلب أراضيه.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في وقت متأخر أمس الأحد إن قوات بلاده استعادت أيضا قريتين في جبهة خيرسون.
وفي الجبهة نفسها، قالت قيادة الأركان الأوكرانية إنها كثفت من قصفها على عمق المناطق التي تسيطر عليها روسيا جنوبي البلاد، وقالت إن قواتها الجوية نفذت 30 ضربة استهدفت معدات ومنشآت عسكرية في مناطق مختلفة، وحققت إصابات في المناطق التي هاجمتها. كما واصلت الوحدات الصاروخية والمدفعية الأوكرانية قصفها لتعطيل نظام التحكم والدعم اللوجستي للقوات الروسية.
في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها دمّرت مستودعين للقوات الأوكرانية في مقاطعة ميكولايف (جنوب) يضمّان أكثر من 200 صاروخ هيمارس (Himars) الأميركي الصنع. وأضافت أن قواتها دمرت أيضا منظومة من منظومات صواريخ هيمارس في مقاطعة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا.
وفي مقاطعة زاباروجيا، أفادت السلطات الموالية لروسيا بمغادرة وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمحطة زاباروجيا النووية، وبقاء مفتشين اثنين من الوكالة بشكل دائم في المحطة الأكبر في أوكرانيا وأوروبا. وقالت سلطات مدينة إنيرغودار الموالية لروسيا التي توجد فيها المحطة النووية، إن القوات الأوكرانية قصفت منشآت مدنية قرب محطة زاباروجيا. وذكر حاكم الإدارة العسكرية الأوكرانية لمقاطعة دنيبرو أن القوات الروسية قصفت مدينة نيكوبول عند ضفة نهر دنيبرو المقابلة لمحطة زاباروجيا النووية ومواقعَ قريبة من المحطة، بصواريخ “غراد” وقذائف المدفعية؛ مما ألحق أضرارا بالمباني السكنية.