اليوم الــ 196 للحرب: استهداف محطة زاباروجيا بــ 20 قذيفة … وعلم في اوكرانيا يظهر شمال خيرسون
السؤال الآن ـــــ وكالات وتقارير
في اليوم 196 للحرب، اتهمت موسكو القوات الأوكرانية باستهداف المحطة النووية الواقعة جنوب أوكرانيا.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن أوكرانيا أطلقت 20 قذيفة مدفعية على بلدة إنرهودار والمنطقة المحيطة بالمحطة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وأوضحت أن ثلاث قذائف سقطت على أراضي محطة الطاقة النووية، إحداها انفجرت بالقرب من وحدة الطاقة رقم 2، إلا أنها أكدت أن مستويات الإشعاع في الموقع ظلت طبيعية.
وكانت الوكالة التابعة للأمم المتحدة، التي زار فريق من مفتشيها المجمع النووي الضخم الأسبوع الماضي من أجل وضع تقرير حول سلامته وأمنه، أوضحت أمس الاثنين، أنه تم فصل آخر مفاعل كان لا يزال يعمل في المحطة عن خط الكهرباء، عمدًا من أجل إخماد حريق اشتعل جراء القصف على ما يبدو، مشيرة في الوقت عينه إلى أنه “لم يتضرّر”. لكنها نبهت إلى ضرورة إعادة توصيل الخط في أسرع وقت ممكن.
ودفع القصف المتبادل بين الطرفين في جوار هذا الموقع الحساس المجتمع الدولي من التحذير من كارثة نووية كبرى في حال لم يتم ضبط الوضع في تلك المنطقة.
في خيرسون بالجنوب، عمد عدد من المسؤولين الأوكران على نشر صور لجنود يرفعون العلم الأوكراني فوق بلدة شمال خيرسون، التي سيطرت عليها القوات الروسية منذ الأيام الأولى لاندلاع المعارك في فبراير الماضي 2022. وانتشرت صور وفيديوهات كالنار في الهشيم على مواقع التواصل، يظهر بعضها ثلاثة جنود يرفعون العلم الأصفر والأزرق في فيسوكوبيلا شمال خيرسون.
وأعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في خطابه الليلي. أن “قواته طردت الروس من بلدتين في الجنوب وواحدة في الشرق، دون أن يحدد تلك المواقع “، بحسب ما أفادت وكالة رويترز اليوم.
إلا أن هيئة الأركان العامة الأوكرانية أعلنت في تحديث مساء أمس أن قواتها صدت القوات الروسية في منطقة لم تحددها بالقرب من كراماتورسك، وهي بلدة رئيسية في منطقة دونيتسك شرقي البلاد.
يذكر أن كييف كانت بدأت قبل أيام بما أسمته هجوم مضاد من أجل صد الروس وإخراجهم من الجنوب والمناطق الشرقية أيضاً، بعد أن أطلقت موسكو المرحلة الثانية من عمليتها العسكرية في مارس الماضي، وسيطرت على بلدات عدة في إقليم دونباس. إلا أن الجيش الأوكراني تعمد إبقاء التكتم على عمليته الجديدة هذه، مانعاً الصحفيين من الوصول إلى الخطوط الأمامية .
في المقابل، اكتفت روسيا بالتأكيد أنها صدت الهجمات الأوكرانية في خيرسون، إلا أن أبرز مؤشر على صحة حصول هذا الهجوم الأوكراني المضاد، أعلنت السلطات المحلية في خيرسون، التي عينها الروس تأجيل استفتاء كان مقرراً سابقا من أجل انضمام البلدة إلى روسيا، بسبب الوضع الأمني هناك.
من جهته، أكد حاكم مدينة خاركيف الأوكرانية، اليوم أن ثلاثة أشخاص لقوا حتفهم جراء إطلاق صواريخ على المنطقة أمس الاثنين، بينهم امرأة مسنة توفيت الليلة الماضية. وكتب الحاكم أوليه سينهوبوف على تطبيق تيليغرام “في تلك الليلة، شنت روسيا مرة أخرى هجوما صاروخيا على خاركيف”.
وقال “في الحي الصناعي تضرر مبنى من طابقين، ودُمر مبنى سكني كانت تقيم فيه سيدة تبلغ من العمر 73 عاما. لسوء الحظ ماتت”.
ولقي رجلان حتفهما خلال قصف على قرية زولوتشيف شمال خاركيف. كذلك، أبلغ الحاكم عن هجوم صاروخي جديد، لكنه لم يذكر تفاصيل.
وصدر تحذير من ضربات جوية في جميع أنحاء أوكرانيا صباح اليوم، وأفادت السلطات بوجود انفجارات في منطقة دنيبروبتروفسك.
من جهة ثانيو، ظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مبتسما وهو يمازح وزير دفاعه اليوم الثلاثاء، أثناء تفقده تدريبات عسكرية واسعة النطاق في أقصى الشرق الروسي، على بعد آلاف الأميال من الحرب في أوكرانيا. وتشارك في مناورات “فوستوك-2022” (تعني الشرق) قوات من الصين والهند، ولكن من غير الواضح إذا كانت وحدات من هذه الدول شاركت في القسم الذي تفقده بوتين.
وعرضت خدمة “زفيزدا” للأخبار العسكرية مقطعا لبوتين وهو جالس بجوار وزير الدفاع سيرغي شويغو، وهما يرتديان سترات عسكرية ويتبادلان النكات، وكانا يستمعان لمحادثة هاتفية بين نائب شويغو ورئيس الأركان العامة.
وبالمضي في إجراء التدريبات التي تقام كل 4 سنوات، يبعث بوتين رسالة مفادها أن الجيش الروسي قادر على إدارة الأعمال بشكل اعتيادي، رغم متطلبات الحرب في أوكرانيا، حيث تكبد جيشه خسائر فادحة في الأفراد والعتاد حسب الجانب الأوكراني، ووصل القتال لحالة من الجمود الفعلي بعد السيطرة على نحو 20% من مساحة الجمهورية السوفياتية السابقة.
وتقول وزارة الدفاع إنه لا يشارك في التدريبات التي انطلقت في الأول من سبتمبر ـــ أيلول وتنتهي غدا الأربعاء سوى 50 ألف عسكري، و5000 وحدة من المعدات العسكرية، بما في ذلك 140 طائرة و60 سفينة، في تراجع كبير من 300 ألف شاركوا في نسخة 2018. ويقول محللون عسكريون غربيون إنهم يعتقدون أن الرقمين مبالغ فيهما.
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن بوتين يعقد اجتماعا مع وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف في ميدان سيرغيفسكي العسكري، ويمكن أن يتابع المرحلة الأخيرة من التدريبات العسكرية لاحقا.
ونشرت وزارة الدفاع اليوم الثلاثاء مقطعا مصورا للشق البحري من التدريبات، ويظهر فيه أسطول المحيط الهادي الروسي وهو يتدرب على إطلاق صواريخ كروز من طراز “كاليبر”، قالت إنها أصابت بنجاح هدفا على بعد أكثر من 300 كيلومتر.
الى ذلك، وفيما تتحضر أوروبا لشتاء قاس مع قطع إمدادات الغاز الروسية، اتهمت موسكو الولايات المتحدة بـ”دفع الأوروبيين نحو الانتحار”.
زاعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا، اليوم الثلاثاء، أن واشنطن هي من أثار أزمة إمدادات الغاز في أوروبا من خلال دفع الزعماء الأوروبيين نحو خطوة “انتحارية” بوقف التعاون في مجالي الاقتصاد والطاقة مع موسكو.
وعندما سُئلت على هامش المنتدى الاقتصادي الشرقي في فلاديفوستوك، عما يجب فعله من أجل استئناف ضخ الغاز عبر خط أنابيب “نورد ستريم 1″، قالت “أنتم تسألونني أسئلة حتى الأطفال يعرفون الإجابة عنها، فمن بدأ هذا الأمر عليه إنهاؤه”. وأضافت أن “الولايات المتحدة سعت منذ فترة طويلة إلى قطع علاقات الطاقة بين روسيا والقوى الأوروبية الكبرى مثل ألمانيا على الرغم من أن بلادنا كانت موردا للطاقة يمكن التعويل عليه منذ الحقبة السوفيتية”. وأردفت قائلة “إنه انتحار ولكن سيتعين عليهم فيما يبدو اجتياز ذلك”، بحسب ما نقلت رويترز.
في حين اتهمت أميركا والاتحاد الأوروبي روسيا بالابتزاز في مجال الطاقة.
وفي المقابل، نفى المسؤولون الروس مراراً وتكراراً خلال الأيام الماضية تلك الاتهامات، مؤكدين أن هناك مشكلات فنية في محطات للضخ، حالت العقوبات الغربية دون إصلاحها، وبالتالي أجبرت البلاد على وقف خط الغاز.
اما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فالقى باللوم في أزمة الطاقة التي تواجهها أوروبا على العقوبات المفروضة على روسيا رداً على غزوها أوكرانيا، في نهج مطابق لذاك الذي يتبناه الكرملين.
وقال أردوغان اليوم قبيل مغادرته للقيام بجولة في ثلاث دول في البلقان، إن البلدان الأوروبية “حصدت ما زرعته” عبر فرضها قيودا اقتصادية على روسيا، وفق وكالة فرانس برس.
وأفاد أردوغان بأنه لا يتوقع أن تشهد بلاده أي نقص في الطاقة هذا العام، وقال: “أعتقد بأن أوروبا ستواجه مشاكل هذا الشتاء.. لا نعاني من وضع كهذا”.
من جهة ثانية، اقترحت المفوضية الأوروبية عدم الاعتراف بجوازات السفر الروسية الصادرة في المناطق المحتلة من أوكرانيا وتعليق اتفاقية تيسير التأشيرات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا بشكل كامل.