اليوم 223 للحرب: اختراق دفاعات روسيا في خيرسون والدوما يوافق على ضم 4 مناطق اوكرنية
السؤال الآن ـــــ وكالات وتقارير
في اليوم 223 للحرب، أقر الجيش الروسي اليوم بأن قوات كييف اخترقت دفاعات موسكو في منطقة خيرسون. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع إيغور كوناشينكوف في إيجازه اليومي إن “العدو تمكن من اختراق أعماق دفاعنا باستخدام وحدات من الدبابات المتفوقة في اتجاه زولوتايا بالكا”.
وأضاف كوناشينكوف أن “القوات الروسية احتلت خطا دفاعيا معدا مسبقا” وتواصل إلحاق أضرار بقوات كييف مستخدمة نيرانا هائلة.
كما أفادت وكالة “ريا نوفوستي” بأن القوات الأوكرانية قصفت دونيتسك اليوم بـ16 قذيفة من حلف الناتو.
وكانت أوكرانيا، اعلنت أمس، أنها استعادت السيطرة الكاملة على بلدة ليمان، وهي مركز للنقل والإمداد في شرق البلاد، فيما يمثل أكبر انتصار لكييف في ميدان المعركة منذ أسابيع. وقد يشكل ذلك التطور نقطة انطلاق لمزيد من المكاسب في الشرق بينما يزيد من الضغوط على الكرملين.
هذا وأعلنت كل من ألمانيا والدنمارك والنرويج تزويد أوكرانيا بـ16 منظومة مدفعية من طراز “هاوتزر” اعتبارا من العام المقبل. وقالت برلين إن المنظومات المدفعية سيتم إنتاجها في سلوفاكيا على أن تُسَلّم لأوكرانيا مطلع العام المقبل. ويأتي ذلك بعد زيارة أجرتها وزيرة الدفاع الألمانية لأوكرانيا والتي تُعد الأولى منذ بدء الغزو الروسي في فبراير الماضي.
وجاءت أحدث انتكاسة مدوية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد يوم واحد فقط من إعلانه ضم أربع مناطق تمثل ما يقرب من خُمس مساحة أوكرانيا بينها دونيتسك حيث تقع ليمان. ونددت كييف والغرب بالخطوة ووصفتها بأنها مهزلة غير قانونية.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه، مساء الأحد، إن نجاح جنود بلاده لم يقتصر على استعادة ليمان. وأضاف أن القوات الأوكرانية حررت بلدتي أرخانهيلسكي وميروليوبيفكا الصغيرتين في منطقة خيرسون.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، أمس، إنها ستسحب قواتها من منطقة ليمان “بسبب تهديد يتعلق بمحاصراتها”.
وقال الجيش الأوكراني في بيانه المسائي، إن قواته صدت التقدم الروسي في عدة مناطق، لا سيما في منطقة دونيتسك بالقرب من باخموت وسبيرن، داخل منطقة دونيتسك بالقرب من ليسيتشانسك، وهي مركز رئيسي في منطقة لوغانسك المجاورة.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن أهمية ليمان للعمليات ترجع إلى سيطرتها على طريق رئيسي يعبر نهر سيفرسكي دونيتس، والذي تحاول روسيا من خلفه تعزيز دفاعاتها.
وأضافت الوزارة أن روسيا تعرضت على الأرجح لخسائر فادحة خلال الانسحاب. وقال متحدث عسكري أوكراني أمس، إن روسيا كان لديها ما بين خمسة آلاف و5500 جندي في المدينة قبل الهجوم الأوكراني.
من جهة ثانية، وافقت لجنة مجلس الدوما لشؤون هيكل الدولة والتشريعات الحكومية في روسيا، اليوم على مشاريع قوانين دستورية بقبول جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك ومنطقتي خيرسون وزابوروجيا للانضمام إلى روسيا.
جاء ذلك خلال اجتماع اللجنة اليوم، وذلك عقب توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على معاهدات مع حكام جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، ومنطقتي خيرسون وزابوروجيا، بشأن قبولهم للانضمام إلى روسيا عقب نتائج الاستفتاءات التي أجريت هناك.
من جانبه أوضح عضو لجنة مجلس الاتحاد الروسي لشؤون التشريعات الدستورية أن دخول كيانات جديدة إلى روسيا يتم على أساس معاهدات دولية ثنائية، وبعد تلقي مثل هذا الاقتراح من الكيان الراغب في الانضمام، يخطر رئيسي مجلسي الاتحاد والدوما، وعقب توقيع المعاهدة الدولية، يطلب رئيس الدولة من المحكمة الدستورية التحقق من الامتثال لشروط المعاهدة الدولية، ويتم تقديم مشروع قانون دستوري اتحادي بشأن قبول كيان جديد للاتحاد الروسي إلى البرلمان.
وتشكل المناطق التي أعلن الرئيس بوتين ضمها رقعة من الأراضي تساوي حوالي 18% من إجمالي مساحة أراضي أوكرانيا.
ولم تنجح مراسم احتفال الكرملين مع قادة المناطق الذين عينتهم روسيا يوم الجمعة في وقف موجة الانتقادات داخل روسيا لكيفية إدارة عمليتها العسكرية. وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن ذلك من المرجح أن يشتد مع مزيد من الانتكاسات.
في المواقف، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ربما لا يخادع في تهديداته باستخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا. وأوضح أوستن، في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” CNN الأميركية، مساء الأحد: “لا توجد ضوابط تحكم تصرفات وأفعال بوتين. لقد اتخذ قراراً غير مسؤول بغزو أوكرانيا، يمكنه اتخاذ أي قرار آخر”.
ووصف أوستن تهديدات بوتين بأنها “غير مسؤولة”، مشيراً إلى أن “هذا النوع من التهديدات ليس من المفترض أن نسمعه من قادة الدول الكبيرة ذات القدرات العالية”.
واتُهم بوتين الأسبوع الماضي بـ”قعقعة السيوف النووية”، بعد أن هدد باستخدام الترسانة النووية الروسية لحماية الأراضي الأوكرانية التي تم ضمها بعد استفتاءات غير مشروعة.
من جهته، ناقش الاتحاد الأوروبي اتفاق بشأن حزمة عقوبات جديدة تهدف إلى معاقبة روسيا لتصعيدها حربها في أوكرانيا، وضمها بشكل غير قانوني أربع مناطق محتلة.
وقال السفير البولندي لدى الاتحاد الأوروبي، أندريه سادوس، للصحافيين: “نحن قريبون جدًا من ذلك وهناك تصميم على إبرام صفقة في أسرع وقت ممكن”. وأضاف أن الصفقة ستشمل على الأرجح دعمًا سياسيًا لفرض حد أقصى لسعر النفط الروسي، على أن تتم الموافقة على المستوى الدقيق للسقف بالإجماع في مرحلة لاحقة.
وقالت المصادر إن المجر كانت عقبة في المناقشات. كما أعربت مجموعة من الدول، بما في ذلك اليونان وقبرص ومالطا، التي تمتلك قطاع شحن ضخم، عن قلقها من تأثرها بالقيود المفروضة على نقل النفط الروسي. وتتطلب قرارات العقوبات في الاتحاد الأوروبي الإجماع، مما يمنح كل دولة حق نقض فعال.
الى ذلك، أعيد آلاف الروس الذين تم حشدهم للخدمة العسكرية في أوكرانيا إلى بيوتهم وتمت إقالة المفوض العسكري في منطقة خاباروفسك الروسية في أحدث نكسة للتعبئة الإلزامية التي أمر بها الرئيس فلاديمير بوتين لـ300 ألف جندي.
وأدت أول تعبئة لروسيا منذ الحرب العالمية الثانية، بعد أن عانت قواتها من هزائم في ساحة المعركة في أوكرانيا، إلى استياء واسع النطاق وأجبرت آلاف الرجال على الفرار إلى الخارج.
وقال ميخائيل ديجاريف، حاكم منطقة خاباروفسك في أقصى شرق روسيا، إن عدة آلاف من الرجال تقدموا للتجنيد في غضون عشرة أيام، لكن الكثير منهم غير مؤهلين. وأضاف ديجاريف في مقطع مصور على تليغرام: “عاد نصفهم تقريباً إلى منازلهم لأنهم لم يستوفوا معايير الاختيار لدخول الخدمة العسكرية”. كما أكد أن المفوض العسكري في المنطقة أُقيل لكن إقالته لن تؤثر على التعبئة.
ووُصفت عملية التعبئة بأنها تجنيد من لديهم خبرة عسكرية، لكنها غالباً ما بدت غافلة عن سجلات الخدمة والصحة وحالة الطلاب وحتى العمر.
الى ذلك، قال الجنرال المتقاعد بالجيش الأميركي إتش آر ماكماستر ومستشار الأمن القومي السابق، يوم الأحد، على قناة سي بي اس، عن فوز أوكرانيا الأخير في ليمان “إنه يعتقد أن نجاح يوم السبت لأوكرانيا “يمكن أن يتحول إلى سلسلة متتالية من الهزائم للقوات الروسية”. وأضاف أن “ما يحصل هنا هو حقًا أن الجيش الروسي على وشك الانهيار في أوكرانيا بخلاف الانهيار الأخلاقي. وأعتقد أنهم وصلوا بالفعل إلى نقطة الانهيار”.
وتابع: “إذا نظرت فقط إلى أعداد الضحايا، والمساحة الشاسعة التي يحاولون الدفاع عنها، والآن محاولة روسيا حشد المجندين وإرسالهم إلى الجبهة دون تدريب، أعتقد أن الأمر غاية في الأهمية إذا نظرنا لهذه العوامل”.
وتابع: “من المهم أيضًا أن نفهم أن هذه القوات التي هي في حالة انسحاب كامل، والتي خرجت الآن من ليمان، كانت في الحقيقة الجولة الأولى من التعبئة”.
<
p style=”text-align: justify;”>