اليوم 223 للحرب: موسكو ملتزمة بعدم جواز حرب نووية … وزيلنيسكي لا يفاوض بوتين

اليوم 223 للحرب: موسكو ملتزمة بعدم جواز حرب نووية … وزيلنيسكي لا يفاوض بوتين

السؤال الآن ـــــ وكالات وتقارير

في اليوم 223 للحرب، أكد نائب مدير شؤون الحد من الأسلحة وانتشار النووي في وزارة الخارجية الروسية قنسطنطين فورونتسوف، أن موسكو ملتزمة ببيان قادة الدول النووية الخمس بشأن عدم جواز شن حرب نووية.

وأضاف المسوؤل الروسي في تصريح اليوم، أن موسكو تعتبر إبقاء الدول الخمس النووية ملتزمة بعدم جواز قيام أي حرب بين الدول التي تمتلك أسلحة النووية أهم المهمات. كما لفت إلى أن البيان المشترك لقادة القوى النووية كان أكد ذلك في يناير ــــ كانون الثاني الماضي. وشدد على أن “روسيا ملتزمة بذلك تماما”.

وجاء ذلك بعد ساعات من تأكيد المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أنه لا يريد المشاركة في الأحاديث النووية التي يطلقها الغرب. وقال في مؤتمر صحافي عبر الهاتف، إن “وسائل الإعلام الغربية والساسة الغربيين ورؤساء الدول منخرطون في الكثير من الحديث النووي في الوقت الحالي، لكننا لا نريد المشاركة فيه حاليا”، بحسب ما نقلت رويترز.

وكان أعضاء حلف شمال الأطلسي حذروا من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيجري تجربة نووية على حدود أوكرانيا، بحسب ما أفادت صحيفة تايمز البريطانية، مضيفة أن موسكو نقلت قطارا يعتقد أنه مرتبط بوحدة في وزارة الدفاع مسؤولة عن ذخائر نووية.

وكان بوتين أعلن 21 سبتمبر ــــ أيلول، أول تعبئة لجنود الاحتياط في البلاد منذ الحرب العالمية الثانية لنشر المزيد من القوات في ساحات المعارك في أوكرانيا، محذرا الغرب من أنه لم يكن يخادع عندما ألمح إلى أنه جاهز لاستخدام أسلحة نووية للدفاع عن أمن الأراضي الروسية، ما أشعل في حينه موجة تحذيرات لا تزال مستمرة. لا سيما أن روسيا تعتبر أكبر قوة نووية في العالم استنادا إلى عدد الرؤوس الحربية النووية التي تملكها، إذ إن لديها 5977 رأسا حربيا بينما تمتلك الولايات المتحدة 5428 وفقا لاتحاد العلماء الأميركيين.

من جهة ثانية، أعلنت روسيا أن أكثر من 200 ألف فرد التحقوا بصفوف جيشها منذ إعلان التعبئة الجزئية في 21 سبتمبر ــــ أيلول الماضي. ونقلت وكالات أنباء روسية عن وزير الدفاع سيرغي شويغو قوله خلال اجتماع إنه “حتى اليوم، انضم أكثر من 200 ألف شخص إلى الجيش”.

وذكر شويغو أن جنود الاحتياط يدربون في “80 ساحة تدريب و6 مراكز تدريب”، مطالبا القادة العسكريين بالعمل سريعا على تهيئة المجندين للقتال وإجراء تدريبات إضافية تحت إشراف الضباط ذوي الخبرة القتالية.

وقال إنه “لا يجوز إرسال الجنود الذين تم حشدهم إلى مناطق القتال إلا بعد تنسيق التدريب، ودعا في الوقت نفسه مراكز التجنيد إلى عدم رفض المتطوعين “إذا لم تكن هناك أسباب جدية”.

وتهدف التعبئة الجزئية إلى تعزيز القوات الروسية المقاتلة في أوكرانيا، وقال الكرملين إن روسيا تسعى إلى حشد 300 ألف من جنود الاحتياط.

وأدى قرار التعبئة إلى بعض الاحتجاجات في روسيا وفرار عشرات آلاف الرجال في سن التجنيد إلى دول مجاورة.

وأعلنت كازاخستان اليوم أن أكثر من 200 ألف روسي دخلوا أراضيها خلال أسبوعين. وقد طالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي بـ”تصحيح الأخطاء” في عملية التعبئة.

في المواقف، حثت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك على أخذ التهديدات الروسية باللجوء إلى الأسلحة النووية على محمل الجد.

وقالت بيربوك خلال زيارة إلى وارسو اليوم “هذه ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها بوتين إلى مثل هذه التهديدات. إنها غير مسؤولة وعلينا أن نأخذها على محمل الجد“. واستدركت “لكنها أيضا محاولة لابتزازنا، كما تعلمنا من أكثر من 200 يوم من هذه الحرب العدوانية الوحشية”.

ميدانيا، سعت روسيا اليوم للتقليل من أهمية التقدم الأوكراني في الجنوب، عقب اعترافها بحدوث اختراقات شمال مقاطعة خيرسون، أرجعتها إلى تفوق كييف بعدد الدبابا.  وقال كيريل ستريموسوف أحد نواب حاكم مقاطعة خيرسون المعين من قبل موسكو إن القوات الروسية تمكنت من إيقاف التقدم الأوكراني.

وأضاف في مقطع فيديو نشر اليوم عبر تليغرام- إن “التقدم الأوكراني النازي في منطقة دودتشاني قد أوقف… ويجب ألا نشعر بالهلع”.

في السياق نفسه، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير مركز أركان القيادة الجوية الأوكرانية على أطراف مدينة دنيبرو بصواريخ بعيدة المدى.

ويُعتقد أن التقدم الأوكراني في الجنوب باتجاه خيرسون، يهدد خطوط الإمداد لحوالي 25 ألف جندي من القوات الروسية على الضفة الغربية لنهر دنيبرو.

من جهتها، قالت قناة “رايبار” الروسية على تليغرام، التي تتابع تحركات القوات الروسية، إن الأوكرانيين يتقدمون في مناطق أرخانغيلسكي ودودتشاني لـ”قطع إمدادات المجموعات الروسية الموجودة على إحدى ضفتي نهر دنيبرو“.

سياسيا، أصدر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرسوما، نشر اليوم الثلاثاء على موقعه الرسمي، يحظر على الأوكرانيين إجراء مفاوضات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وجاء المرسوم الذي أعلن عنه للمرة الأولى يوم الجمعة الماضي، في أعقاب قرار لمجلس الأمن والدفاع الأوكراني ردا على ضم روسيا 4 مقاطعات أوكرانية شرقي البلاد وجنوبها، وهي دونيتسك ولوغانسك وزاباروجيا وخيرسون.ورأى المجلس، الذي يرأسه زيلينسكي ويضم أعضاء مجلس الوزراء وقادة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، أن ضم روسيا للمقاطعات الأربع يشكل خرقا للقانون الدولي.

الى ذلك، أعربت الأمم المتحدة، اليوم عن قلقها إزاء تقارير عن اعتقال نحو 2400 شخص في أقل من أسبوع في روسيا خلال احتجاجات ضد التعبئة الجزئية التي أمر بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، رافينا شامداساني، لصحافيين في جنيف “نشعر بقلق عميق بسبب عدد الأشخاص الكبير الذين ورد أنهم اعتقلوا”.

وشنّت السلطات الروسية حملة ضد المحتجين على عمليتها العسكرية في أوكرانيا والتي بدأت في 24 فبراير. ولكن ازداد عدد الاعتقالات بعد إعلان التعبئة الجزئية في 21 سبتمبر.

وتحدثت شمداساني عن “تقارير موثوقة تفيد بأنه تم اعتقال حوالي 2377 متظاهراً في أماكن مختلفة من البلاد”. وأضافت أن “عدد الأشخاص الذين ما زالوا محتجزين غير محدد“.

من جهتها، أكدت منظمة “أو في دي-إنفو” غير الحكومية المتخصصة في مراقبة التحركات المعارِضة، أن أكثر من 2300 شخص اعتقلوا خلال احتجاجات على التعبئة العسكرية، منذ أن أعلنها بوتين. كما أُبلغ عن فرار عدد كبير من الروس إلى البلدان المجاورة.

وتحدثت شامداساني خصوصاً عن الاحتجاجات التي نُظمت في داغستان، وتخللتها اشتباكات بين متظاهرين والشرطة في هذه المنطقة الروسية من القوقاز التي دفعت ثمناً باهظاً منذ بدء الهجوم على أوكرانيا. وقالت “تم اعتقال عشرات الأشخاص” هناك. وأكدت “أو في دي-إنفو” أن 101 شخص على الأقل اعتقلوا، الأحد، في محج قلعة، عاصمة داغستان، في جنوب غرب روسيا.

 

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة