اليوم 241 للحرب: مليون منزل بدون كهرباء في كييف .. وأوروبا لتحقيق بمسيرات إيران
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم 241 للحرب، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، أن روسيا أطلقت 36 صاروخا في هجوم كثيف على كييف، فيما أوضح نائبه كيريلو تيموشينكو أن أكثر من مليون منزل من دون كهرباء في أوكرانيا إثر ضربات روسية على مرافق الطاقة في جميع أنحاء البلاد.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها أحبطت هجمات أوكرانية على دونيتسك ولوغانسك وخيرسون. وأضافت: “استهدفنا مصنعا في خ وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كونشينكوف إن سلاح الجو الروسي دمر رؤوسا حربية لصواريخ نبتون الأوكرانية المضادة للسفن خلال استهداف ورش عسكرية في خاركيف.
وقالت قيادة القوات الجوية الأوكرانية إنها أسقطت 18 من أصل 33 صاروخا أطلقتها روسيا على الأراضي الأوكرانية صباح اليوم السبت.
وأضافت أن روسيا شنت هجوما واسعا على كل الأراضي الأوكرانية، انطلق في حدود السابعة صباحا، وأن القوات الروسية شنت جزءا من الهجوم أيضا انطلاقا من بارجات حربية راسية بالبحر الأسود، أطلقت 16 صاروخا من طراز “كاليبر”.
وفي دونيتسك إلى الشمال الشرقي، ذكرت السلطات الموالية لروسيا أن قصفا أوكرانيا أدى إلى وقوع قتلى وجرحى من المدنيين، في حين دمر الروس حافلة تقل جنودا أوكرانيين قرب بلدة إيغورفكا على محور أوغليدار جنوبي غربي المقاطعة.
بدورها، شهدت العاصمة كييف قصفا صاروخيا روسيا تصدت له الدفاعات الجوية الأوكرانية، ودعا عمدة المدينة السكان إلى الحذر والبقاء في الملاجئ.
وقال عمدة “لوتسك” إن الروس استهدفوا مناطق عدة غربي كييف، أبرزها “ريفني” و”لوتسك” و”خميلنيتسكي” بضربات صاروخية تسببت في انقطاع التيار الكهربائي.
في السياق، دعا وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا العواصم الحليفة لكييف إلى الإسراع في مدها بأنظمة دفاع جوي، وعدم التأخر للحظة عن ذلك، على حد تعبيره. وقال كوليبا في تغريدة له اليوم السبت إن وابلا من القصف الصاروخي الروسي استهدف البنية التحتية المدنية الحيوية، مؤكدا أن الدفاعات الجوية اعترضت جزءا من هذه الصواريخ في وقت أصابت فيه أخرى أهدافها.
واتهم كوليبا روسيا بممارسة الإبادة الجماعية في حق الأوكرانيين من خلال استهدافها البنية التحتية المدنية الحيوية.
من جانبها، أعلنت شركة الكهرباء الأوكرانية “يوكرانارغو” أن القصف الصاروخي صباح اليوم خلّف أضرارا مشابهة أو قد تفوق تلك التي سجلت خلال الهجمات يومي العاشر والـ12 من الشهر الجاري.
وفي بيان للشركة، قالت إن البنية التحتية الرئيسية قد استهدفت غربي البلاد. وأشارت إلى أن فرقها تعمل على إصلاح الأضرار، مؤكدة أن عمليات ترشيد الكهرباء قد بدأت في أكثر من 10 مناطق من بينها العاصمة كييف.
وفي مقاطعة بيلغورود الروسية، أفاد حاكم المقاطعة الحدودية مع أوكرانيا فياتشسيلاف غلادكوف بمقتل شخصين وإصابة 9 جراء تجدد القصف الأوكراني على مدينة شيبيكينو الحدودية.
وأدى القصف الأوكراني، وفق وسائل إعلام روسية، إلى احتراق محل تجاري، وتضرر عدد من المرافق المدنية في المدينة التي تبعد نحو 4 كيلومترات عن الحدود مع مقاطعة خاركيف الأوكرانية.اركيف لإنتاج صواريخ أوكرانية مضادة للسفن”.
وقالت الداخلية الأوكرانية إن صفارات الإنذار أُطلقت في معظم مناطق أوكرانيا، في ما عدا شبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها روسيا. وتنذر الصفارات باحتمال تعرض المدن الأوكرانية إلى موجة جديدة من الغارات التي تواصل القوات الروسية شنها بكثافة.
وأفادت إدارة كيروفوغراد بتعرض منشآت طاقة في مناطق كروبيفنيتسكي وغولوفانفسكي ضمن الإقليم لضربات. كما نقلت وسائل إعلام نقلا عن الإدارة العسكرية لمنطقة سومي أن قرابة 140 ألف شخص أصبحوا من دون كهرباء. وأفادت وسائل إعلام أوكرانية بوقوع انفجارات هزت مدن لوتسك وروفنا غرب أوكرانيا، مؤكدة أن صواريخ روسية استهدفت محطات الكهرباء في مدن غربي البلاد. كما أفادت وكالة الأنباء الأوكرانية بأن الدفاعات الجوية أسقطت عدة صواريخ فوق كييف. وأعلن حاكم أوديسا تضرر منشآت الطاقة في المدينة بعد هجمات صاروخية صباح اليوم.
يأتي ذلك فيما اتهمت روسيا القوات الأوكرانية بقصف سد نوفا كاخوفكا في خيرسون. وأفاد الإعلام الروسي بأن القوات الروسية نجحت في إنشاء جسر عائم لإيصال الإمدادات العسكرية إلى خيرسون. ودعت السلطات الموالية لروسيا في منطقة خيرسون التي ضمتها موسكو في جنوب أوكرانيا، اليوم كل المدنيين إلى مغادرة العاصمة الإقليمية “فورا” أمام تقدم قوات كييف. وقالت إدارة المنطقة الموالية لروسيا على “تليغرام” “على جميع سكان خيرسون المدنيين مغادرة المدينة فورا”، مشيرا إلى “وضع متوتر على الجبهة” و”خطر متزايد بوقوع قصف مكثف”. وبدأت عمليات الإجلاء إلى الضفة اليسرى لنهر دنيبر عند حدود خيرسون منذ الأربعاء.
وسياسيا، حذر رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا من أن استخدام روسيا لأسلحة نووية سيعتبر “عملا عدائيا ضد الإنسانية”، مؤكدا أن تهديدات الرئيس فلاديمير بوتين “مقلقة جدا”. وقال كيشيدا الذي يتولى رئاسة حكومة البلد الوحيد الذي قصف بسلاح نووي في العالم، إن “تهديد روسيا باستخدام أسلحة نووية يشكل تهديدا خطيرا لسلام وأمن المجتمع الدولي وغير مقبول على الإطلاق”.
من جهته، أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مساء الجمعة، بـ”النتائج الجيدة” التي يحققها جيش بلاده في مواجهة القوات الروسية في منطقة خيرسون (جنوب)، حيث أعلنت كييف أنها استعادت السيطرة على عشرات البلدات واستولت على أسلحة روسية.
وقال زيلينسكي في مقطع مصور: “شكراً أيضاً لجنود لواء المشاة الستين الذي تحقق وحداته نتائج جيدة في منطقة خيرسون”، معلناً الاستيلاء على أكثر من 30 عربة مصفحة وألف مقذوف للدبابات وثلاث قطع مدفعية.
في سياق آخر، اتهم زيلينسكي روسيا بـ”تعمد” تأخير عبور السفن المحملة بالحبوب الأوكرانية والتي تشكل إمداداً حيوياً للعديد من دول إفريقيا وآسيا.
وقال زيلينسكي إن “أكثر من 150 سفينة لا تزال تنتظر الوفاء بالموجبات الواردة في العقود لشحن منتجاتنا الزراعية. إنه انتظار مصطنع سببه الوحيد أن روسيا تتعمد تأخير عبور السفن”.
وأوضح أن الصين ومصر وبنغلادش وإندونيسيا والعراق ولبنان ودول المغرب الغربي هي بين البلدان التي تتأثر بهذا التأخير الذي يطاول “نحو ثلاثة ملايين طن من الأغذية”.
في سياق منفصل، طالبت أوكرانيا، الجمعة، بإرسال بعثة مراقبة دولية إلى سد كاخوفكا في منطقة خيرسون التي تسيطر عليها القوات الروسية، وذلك إثر اتهام كييف لموسكو بتفخيخ السد. وأكدت أن احتمال انفجار السد التابع لمحطة كهرومائية لتوليد الكهرباء “قد يخلف آلاف الضحايا ويتسبب بإغراق عشرات القرى”.
من جانبها، نفت السلطات الروسية في خيرسون أي تفخيخ للسد، منددة بـ”أكاذيب” تسوقها كييف.
في غضون ذلك، قالت وزارة الخارجية الإيرانية إن طهران نددت بشدة اليوم السبت بمطالبة فرنسا وألمانيا وبريطانيا الأمم المتحدة بالتحقيق في الاتهامات بأن روسيا استخدمت طائرات مسيرة إيرانية الصنع لمهاجمة أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الوزارة ناصر كنعاني إن دعوة ما يسمى بالثلاثي الأوروبي أمس الجمعة “خاطئة ولا أساس لها”، وإنه “تم رفضها وإدانتها بشدة”. من جهته، استخدم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي نبرة متحدية بشأن مبيعات إيران العسكرية بشكل عام خلال كلمة ألقاها اليوم السبت، قائلا إن البلاد أصبحت الآن “مصدرا محتملا معروفا للأسلحة”.
وقال خلال رحلات قام بها للخارج في الآونة الأخيرة، بما في ذلك نيويورك حيث حضر جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة، “طلبوا منا بيع منتجات عسكرية، سألنا لماذا نحن؟ هناك دول كثيرة أخرى، فقالوا لأن أسلحتكم أفضل”.
ولم يحدد رئيسي نوع الأسلحة التي طُلب منه بيعها أو الجهة التي اتصلت به. وقال إن هذا أثار غضب أعداء إيران الذين “لا يريدوننا أن نتطور خشية أن نغزو الأسواق”، مضيفا “دع العدو يغضب ويموت من الغضب”.
وكان مسؤولون أميركيون كشفوا مؤخرا أن روسيا تسلمت طائرات إيران المُسيَّرة من طراز “مهاجر 6″ و”شاهد 129″ و”شاهد 191” في شهر أغسطس/آب الماضي، الأمر الذي نفته طهران باستمرار.