اليوم 259 للحرب: انسحاب روسي من خيرسون .. وايران تبدي استعدادها لوقف الحرب

اليوم 259 للحرب: انسحاب روسي من خيرسون .. وايران تبدي استعدادها لوقف الحرب

السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير

في اليوم 259 للحرب، أمر وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو، قواته اليوم، بالانسحاب من الضفة الغربية لنهر دنيبرو وعدم مواجهة الهجمات الأوكرانية بالقرب من مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا. واعتبر مراقبون ذلك نقطة تحول في الحرب التي تقترب الآن من نهاية شهرها التاسع. وقال الجنرال سيرجي سوروفكين، القائد العام للقوات الرسية، في كلمة عبر التلفزيون، إنه لم يعد من الممكن توصيل الإمدادات إلى مدينة خيرسون. وقال إنه اقترح إقامة خطوط دفاعية على الضفة الشرقية للنهر.

وجاءت هذه الأخبار بعد أسابيع من التقدم الأوكراني نحو المدينة وجهود روسيا لترحيل أكثر من 100 ألف من سكانها. وقال سوروفكين “سننقذ أرواح جنودنا والقدرة القتالية لوحداتنا. إبقاؤهم على الضفة اليمنى (الغربية) بلا جدوى. يمكن استخدام بعضهم على جبهات أخرى”.

من جانبه، قال نائب حاكم مقاطعة خيرسون الموالي لروسيا إن الجيش الأوكراني تكبد خسائر كبيرة جراء محاولة هجوم فاشلة على مواقع الجيش الروسي شمال خيرسون. وأضاف أن القوات الروسية صدت هجمات أوكرانية على مختلف محاور القتال، وكبدتها خسائر كبيرة، مشددا على أن الجيش الأوكراني ما زال يدفع بمزيد من التعزيزات العسكرية إلى ذلك المحور من ضمنها مرتزقة أجانب.

وفي الأثناء، نشرت وسائل إعلام روسية لقطات تظهر ما قالت إنه اعتقال مواطنين أوكرانيين كانوا يخططون لتنفيذ ما سمتها عمليات إرهابية في مدينة خيرسون الواقعة تحت السيطرة الروسية. وأضافت وسائل الإعلام الروسية أن أجهزة الأمن تمكنت من تعطيل سيارة مفخخة.

من جهته، قال عمدة مدينة سيفاستوبول عاصمة شبه جزيرة القرم إن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت طائرة مسيرة فوق مياه البحر الأسود دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

في المقابل، قال حاكم لوغانسك الأوكراني سيرغي غايدي إنّ قوات مشاة البحرية الأوكرانية قصفت مستودع وقود للقوات الروسية في قرية ديبروفا في المقاطعة. ونشر غايدي صورا قال إنها للمستودع الروسي بعد قصفه، مضيفا أن الاستهداف كان دقيقا وتسبب في تدمير مخزون القوات الروسية من الوقود ومواد التشحيم في المستودع بالكامل.

كما ذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء أن القوات المسلحة الأوكرانية استخدمت منظومة راجمة الصواريخ المتعددة أميركية الصنع هيمارس، وأطلقت صاروخين على مدينة ستاخانوف في لوغانسك.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها صدت 9 هجمات للقوات الأوكرانية في المحورين الشمالي والغربي من خيرسون إضافة إلى هجمات في لوغانسك ودونيتسك وخاركيف.

من جهته، قال الجيش الأوكراني إن بيلاروسيا قدمت أراضيها ومجالها الجوي لخدمة القوات الروسية، مؤكداً أن جيش بيلاروسيا نشر وحدات من مشغلي الطائرات بدون طيار على الحدود.

واوضح أن الدفاع الجوي الاوكراني أسقط 9 طائرات مسيرة هجومية روسية، مضيفاً: “نفذنا 18 غارة جوية استهدفت مواقع عسكرية وأنظمة صواريخ مضادة للطائرات”.

هذا وصرح رئيس لجنة مجلس الاتحاد الروسي للدفاع والأمن فيكتور بونداريف، بأن الشروط التي طرحها الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي للمفاوضات مع روسيا “سخيفة”. وشدد بونداريف في قناته على “تليغرام” على أن عودة مناطق دونباس وخيرسون وزابوروجيا إلى روسيا هي استعادة لوحدة أراضيها، لأن هذه الأراضي روسية في الأصل ولم يتم عزلها بشكل غير قانوني إلا في التسعينيات.

هذا وتعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بألا تتخلى قواته ولو عن “سنتيمتر واحد” في المعارك الدائرة للسيطرة على منطقة دونيتسك الشرقية، بينما تحدث مسؤولون عينتهم روسيا عن اقتحام قوات أوكرانية بلدة جنوبية بالدبابات.

وتقع النقاط المحورية للصراع في المنطقة الصناعية في دونيتسك حول بلدات باخموت وسوليدار وأفدييفكا، مسرح أعنف قتال في أوكرانيا منذ غزو القوات الروسية لها في أواخر فبراير. وقال زيلينسكي في خطابه المصور ليل الثلاثاء: “المحتلون لا يزالون نشطين للغاية.. عشرات الهجمات كل يوم”. وأضاف: “إنهم يتكبدون خسائر كبيرة للغاية، لكن الأمر لا يزال كما هو، التقدم صوب الحدود الإدارية لمنطقة دونيتسك. لن نتخلى عن سنتيمتر واحد من أرضنا”.

كما قال زيلينسكي في خطابه إن الكهرباء انقطعت عن نحو أربعة ملايين شخص في 14 منطقة، إضافة إلى العاصمة كييف. وقالت شركة “أورينرجو” المشغلة للشبكة الكهربائية الأوكرانية، إن انقطاع التيار الكهربائي المقرر كل ساعة سيؤثر على البلاد بأكملها، اليوم الأربعاء.

يأتي ذلك فيما نقلت وكالة الإعلام الروسية عن رئيس بلدية عينته روسيا في بلدة سنيهوريفكا شرقي مدينة ميكولايف الجنوبية قوله، الثلاثاء، إن السكان شاهدوا الدبابات، وإن القتال العنيف مستمر. وقال نائب رئيس الإدارة الروسية في منطقة خيرسون على تطبيق “تليغرام”، إن القوات الأوكرانية حاولت التقدم على ثلاث جبهات، منها سنيهوريفكا.

كما أشار الحاكم الأوكراني لمنطقة ميكولايف إلى أن القوات الأوكرانية طردت بالفعل القوات الروسية من المنطقة.

ولم ترد أنباء رسمية عن الوضع في المدينة من مسؤولين عسكريين في أوكرانيا أو روسيا.

وقال مركز الدفاع التابع لسلطات دونيتسك الموالية لروسيا إن مدنيا قتل وجرح 3 جراء قصف القوات الأوكرانية المناطق الخاضعة لسيطرتهم 30 مرة خلال الساعات الـ24 الأخيرة. وأضاف المركز أن القوات الأوكرانية قصفت محطة لتوزيع الطاقة الكهربائية وسط مدينة غورلوفكا شمال دونيتسك، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي.

من جانبه، قال عمدة دونيتسك أليكسي كوليمزين إن جرحى مدنيين سقطوا صباح اليوم جراء قصف أوكراني استهدف حيي كييفكسي وكويبيشوفسكي غربي المدينة.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن روسيا لم تظهر أي مؤشر على استعدادها للدخول في مفاوضات بحسن نية مع الأوكرانيين، وذلك في تعليقها على موقف روسيا من البدء بمفاوضات مع الجانب الأوكراني.

وأوضح المتحدث باسم الوزارة نيد برايس أن أمام الروس طرقا عدة للتعبير عن استعدادهم وقدرتهم على المشاركة بجدية في حوار دبلوماسي مع أوكرانيا، ويمكنهم “الكفّ عن قصف الأهداف المدنية واستهداف البنية التحتية ومصادر الماء والكهرباء والملاعب والمدارس والمستشفيات. واعتبر برايس أنه أتيحت لروسيا فرصة لإثبات التزامها بالحوار والدبلوماسية من خلال تفادي الخطوة التي اتخذتها قبل أيام والتي لا طائل من ورائها والمتمثلة في تعليق اتفاقية الحبوب.

وفي الجهة المقابلة، قال أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف إن الشرط الأساسي للرئيس فولوديمير زيلينسكي للتفاوض مع روسيا هو استعادة وحدة الأراضي الأوكرانية.

من جانبه، قال مستشار للرئيس الأوكراني إن كييف لم ترفض أبدا التفاوض مع روسيا، وإن موقفها معروف.

ودعا المستشار الأوكراني القوات الروسية إلى الانسحاب أولا من بلاده قبل الحديث عن أي تفاوض، متهما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه غير مستعد للمفاوضات.

الى ذلك، اعلنت إيران اليوم الأربعاء استعدادها لدعم أي مبادرة أو دور لوضع حد للحرب في أوكرانيا، في حين كشفت موسكو عن زيارة مرتقبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أحد المناطق التي ضمتها روسيا مؤخرا شرقي أوكرانيا.

وأبلغ أمين المجلس الإيراني الأعلى للأمن القومي علي شمخاني نظيره الروسي نيكولاي باتروشيف في طهران استعداد إيران للمساهمة في “وضع حد” للحرب بين الروس والأوكرانيين.

وتأتي زيارة المسؤول الروسي في وقت تصاعدت فيه اتهامات كييف وحلفائها لروسيا باستخدام طائرات مسيّرة إيرانية الصنع لمهاجمة أهداف أوكرانية أبرزها منشآت الطاقة

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة