طالبان مع حل “سلمي” بين الروس والأوكران

طالبان مع حل “سلمي” بين الروس والأوكران

متابعات: 

في بيان صحفي نُشر مباشرة بعد التدخل الروسي في أوكرانيا، أكدت الحكومة الأفغانية أنها “تتابع عن كثب الوضع في أوكرانيا”. وقالت إنها “قلقة بشكل خاص” من “الاحتمال الحقيقي لوقوع خسائر في صفوف المدنيين”.

 وقبل الاستمرار في المبالغة بتضخيم عقيدة السلام الزائفة لدى الطالبان، دعت الإمارة الإسلامية الطرفين إلى “ضبط النفس وحل الأزمة بالحوار والوسائل السلمية”، ودعوة “جميع الأطراف إلى الامتناع عن اتخاذ مواقف تصعد من العنف”. 

بيان أوضح مدى “قلق” الحكومة الأفغانية الحاكمة في أفغانستان، على “الخسائر المدنية” المحتملة. وهو موقف ولا شك مفاجئ، خصوصا عندما نعلم حقيقة وضع السكان في الإمارة الطالبانية منذ استعادتها للعاصمة كابول. 

موقف غير منتظر، أو غير متوقع صدور مثل هذه العبارات الجميلة من طالبان، الذين لا يتوقفون عن مراكمة سجل أسود بشأن حقوق الإنسان، إذ تهتم حكومة طالبان مطلقا بالضحايا المدنيين، أو تراعي موضوع انتهاكات حقوق الإنسان، بل إنها متمادية  في  الاغتيالات في حق معارضيها من الأفغان.

 موقف أثار الدهشة لدى كثير من المراقبين، فمنذ الاستيلاء على كابول منتصف شهر غشت- آب الماضي، تضاعفت الانتهاكات بأفغانستان.  

ووفقًا لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” غير الحكومية، وعلى عكس الوعود الكاذبة لأمراء طالبان، فقد اختفى في ظروف غامضة عدد كبير من المواطنين الأفغان، وجرى إعدام ضباط شرطة سابقين، وجنود ومتعاملين مع المخابرات، وأفراد ميليشيات شبه عسكرية. 

وتأثرت فئات الفنانين والصحفيين والأقليات بفظائع القمع منذ عودة طالبان إلى السلطة، حيث يسود مناخ من الرعب في البلاد، يتم تطبيقه وسريانه وفق تعليمات نظام لا يتسامح مع أي معارضة. 

ناهيك عن حقوق المرأة التي تقلصت إلى حد كبير في الأشهر الأخيرة. 

ربما طغمة الطالبان تقتضي بقول بعض الفقهاء المنافقين: “افعل ما أقول، ولا تعمل بما أفعله”. 

بالإضافة إلى ذلك، يعاني السكان المدنيون في أفغانستان من مجاعة مأساوية. وحسب تقرير لمنظمة اليونيسيف فإن ما يقرب من مليون طفل معرض لخطر المجاعة هذا الشتاء في البلاد، مع التضخم المرتفع بشكل كبير وانهيار الاقتصاد الأفغاني بأكمله بالعقوبات التي فرضها المجتمع الدولي.

 وكانت تقارير دولية تحدثت في وقت سابق، قبيل التدخل الروسي، عن تسليم الأمريكيين للسلطات الأوكرانية صوواريخ “ستينغر”، أي نفس السلاح الذي سلمته المخابرات الأميركية في ثمانينيات القرن الماضي لـ”المجاهدين”، وعلى رأسهم مقاتلو حركة طالبان، في قتالهم ضد الاتحاد السوفيتي. واكتسبت “ستينغر”، آنذاك، مكانة كبيرة بين الأفغانيين، بعد أن استخدمتها طالبان في إسقاط مئات الطائرات السوفييتية، وحولت حربا خاسرة إلى انتصار.

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة