اليوم 307 للحرب: قصف روسي على خاركيف والقوات الأوكرانية تسعى لاستعادة “بوابة الشرق”
السؤال الآن ـــــ وكالات وتقارير
في اليوم 307 للحرب، أعلن عمدة خاركيف عن قصف روسي جديد على المدينة، فيما أعلن رئيس وزراء أوكرانيا دنيس شميغال أن نصف منشآت الطاقة تعطلت بسبب القصف.
وقال المسؤول الأوكراني إن نحو 35 ألف منشأة تعطلت منذ بداية الحرب، من بينها 700 من مرافق الطاقة الحيوية، لا سيما أنابيب نقل الغاز ومولدات الكهرباء والجسور، أي ما يساوي نصف محطات الطاقة في البلاد، ما يعني أن إجراءات صارمة ستتخذ في استهلاك الطاقة حتى حلول الربيع.
يأتي ذلك فيما ناقش الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني مسألة تزويد بلاده بأنظمة دفاع الجوي. وقال زيلينسكي: “السيدة ميلوني أعلنت أنها تجري مناقشة توريد أنظمة دفاع جوي في الوقت الحالي. إننا نتصرف في انسجام وأعتقد أن الدعم الإيطالي سيسمح لنا بتقوية دفاعاتنا وحماية سمائنا”.
وميدانيا، أفادت السلطات الموالية لروسيا في دونيتسك بتعرض منطقتي بتروفسكي وكيروفسكي لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة من الجانب الأوكراني. وبأن القوات الأوكرانية أستهدفت أيضا بمجموعة من الصواريخ “ياسنا فاتايا” التي تضم أكبر محطة سكة حديد في المنطقة.
هذا واقتربت القوات الأوكرانية من استعادة مدينة استراتيجية صغيرة تعتبر “بوابة الشرق” بعد معارك ضارية مع القوات الروسية بدأت أمس الثلاثاء، حسبما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”.
وتعتبر المدينة الصغيرة استراتيجية على اعتبار أنها بوابة لمدنيين أكبر في الجوار: سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك، وهما مركزان صناعيان مهمان بمنطقة دونباس الشرقية التي سيطرت عليها موسكو بعد حملة صيفية مكلفة.
ونقل مراسلون عن مصادر عسكرية أوكرانية أن السلطات أعلنت حالة التأهب الجوي في كييف ومقاطعات زاباروجيا وخيرسون وميكولايف وأوديسا جنوبي البلاد تحسبا لهجمات روسية جديدة بالصواريخ أو الطائرات المسيرة.
وقال الجيش الأوكراني إنه تصدى لمحاولات تقدم القوات الروسية على أكثر من محور اليوم الأربعاء في مقاطعة زاباروجيا (جنوب).
وأكدت الإدارة العسكرية الأوكرانية في زاباروجيا أن قواتها تمسك بخطوط الجبهات في المقاطعة وتصد محاولات تقدم للقوات الروسية على أكثر من محور. وأشارت إلى أن القوات الروسية قصفت البنية التحتية المدنية في 11 منطقة وبلدة في زاباروجيا.
وفي المقابل، بثت وزارة الدفاع الروسية لقطات لما قالت إنه هجوم جوي استهدف مواقع أوكرانية لم تكشف عنها. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن مروحياتها دمرت مواقع قيادة مموهة وعتادا للقوات المسلحة الأوكرانية.
وقال المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف إن قوات المدفعية والصواريخ الروسية دمرت مقر قيادة لقوات الاحتياط الأوكرانية في مدينة كراماتورسك، مشيرا إلى تنفيذ هجمات على مواقع أوكرانية في زاباروجيا وكوبيانسك بمقاطعة خاركيف.
وفي سياق متصل، كشفت أوكرانيا عن بعض الأضرار التي لحقت بقاعدة إنغلز الإستراتيجية في روسيا بعد هجوم استهدفها الأسبوع الجاري.
وقال المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية يوري إغنات إن طائرات حربية روسية عدة نقلت من مطار إنغلز الروسي إلى مطارات أخرى بعد ساعات من استهدافه قبل يومين.
وأضاف إغنات أنه سُجّل في الساعات الماضية انخفاض ملحوظ في نشاط المقاتلات الروسية داخل الأجواء الأوكرانية، مرجعا ذلك إلى الأضرار المحتملة التي قد يكون تعرض لها المطار.
من جهة ثانية، اتهم أوليغ سيرومولوتوف نائب وزير الخارجية الروسي حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) بأنه يوزع من خلال أوكرانيا ما وصفها بالأسلحة الإلكترونية بشكل “محفوف بالمخاطر” على المجتمع الدولي.
وحذر سيرومولوتوف في تصريح صحفي نقلته قناة “روسيا اليوم” من أن تصرف الناتو محفوف بعواقب لا يمكن التنبؤ بها تقع على جميع أعضاء المجتمع الدولي، وأنه إذا كانت روسيا اليوم هي الهدف ففي الغد ستكون أي دولة أخرى معارضة لواشنطن مكاننا.
سياسيا، تعهد الرئيس الأوكراني بمواصلة إعداد قوات الدفاع والأمن الأوكراني للعام المقبل، مشددا على أن بلاده وحدت الاتحاد الأوروبي، وهي “تقترب من النصر على العدو الروسي”. وأكد زيلينسكي أن أوكرانيا ستعيد الحياة إلى طبيعتها في دونباس وشبه جزيرة القرم، حسب وصفه.
ويروج زيلينسكي بحماس لخطة سلام من عشر نقاط ناقشها مع الرئيس الأميركي جو بايدن وآخرين، ويحث زعماء العالم على عقد قمة عالمية للسلام بناء على تلك الخطة. وتدعو الخطة إلى:
1ـــــ السلامة الإشعاعية والنووية، بالتركيز على استعادة الأمن حول أكبر محطة نووية في أوروبا وهي محطة زابوريجيا في أوكرانيا التي تخضع حاليا للسيطرة الروسية.
2ـــــ الأمن الغذائي، بما يشمل حماية وضمان صادرات الحبوب الأوكرانية لأفقر الدول في العالم.
3 ـــــ أمن الطاقة، بالتركيز على قيود الأسعار على موارد الطاقة الروسية إضافة إلى مساعدة أوكرانيا في إصلاح وتأهيل البنية التحتية للكهرباء التي تضرر نحو نصفها من الهجمات الروسية.
4 ـــــ الإفراج عن كل السجناء والمُبعدين بما يشمل أسرى الحرب والأطفال الذين تم ترحيلهم لروسيا.
5 ــــ إعادة وحدة الأراضي الأوكرانية وتأكيد روسيا عليها بموجب ميثاق الأمم المتحدة في بند قال عنه زيلينسكي إنه “غير قابل للتفاوض”.
6 ـــــ سحب القوات الروسية ووقف العمليات القتالية وإعادة الحدود بين أوكرانيا وروسيا لسابق عهدها.
7 ـــــ العدالة، بما يشمل تأسيس محكمة خاصة لمحاسبة مرتكبي جرائم الحرب من روسيا.
8 ـــــ منع إبادة البيئة الطبيعية والحاجة لحماية البيئة بالتركيز على إزالة الألغام وإصلاح منشآت معالجة المياه.
9 ـــــ منع تصعيد الصراع وبناء هيكل أمني في الفضاء اليورو-أطلسي بما يتضمن ضمانات لأوكرانيا.
10 ــــ تأكيد انتهاء الحرب من خلال توقيع وثيقة من كافة الأطراف المعنية.
من جهته، أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، اليوم أن روسيا لن تجري مفاوضات بناء على شروط الآخرين، مشددا على أن أي مقترح سلام يجب أن يعترف بضم المناطق الأربع.
ونفى الكرملين وجود خطة سلام لدى أوكرانيا حتى الآن، متهما كييف بأنها لا تأخذ ما سماها حقائق اليوم في الاعتبار.
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف استعداد موسكو لبحث القضايا الأمنية في أوكرانيا وغيرها من القضايا الإستراتيجية الكبرى.
وقال لافروف في تصريحات له من موسكو إنه لا يمكن التواصل مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلا إذا أدركت واشنطن “سلبية سلوكها الحالي”. وأضاف أنه لا بدائل لبناء علاقات الاحترام المتبادل مع روسيا في أوكرانيا، مطالبا واشنطن بالتخلي عن مواقفها الراهنة تجاه بلاده.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن المنظمة الدولية لا تستطيع عقد قمة سلام بشأن أوكرانيا دون موافقة جميع الأطراف، وذلك بعد تصريحات وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا التي اشترط فيها أن تواجه روسيا محكمة جرائم الحرب قبل أن تجري محادثات مباشرة مع بلاده.
<
p style=”text-align: justify;”>