اليوم 336 للحرب: روسيا تقصف كييف ودنيبرو بعنف ردا على تحالف الدبابات
السؤال الآن ـــــ وكالات وتقارير
في اليوم 336 للحرب، شنّت القوات الروسية ضربات صاروخية في أنحاء مختلفة من أوكرانيا، من بينها 37 غارة جوية و10 ضربات صاروخية ليلية استهدفت البنية التحتية في دنيبرو ومناطق أخرى، مما دفع الجيش الأوكراني إلى إعلان عن حالة التأهب القصوى في عموم أراضي البلاد.
كما شمل القصف والغارات العاصمة كييف التي استيقظ سكانها على وقع أصوات الانفجارات بعد استهداف القوات الروسية لها بأكثر من 15 صاروخ “كروز”، قالت السلطات الأوكرانية إن دفاعاتها الجوية نجحت في إسقاطها جميعها.
وأكدت السلطات العسكرية في كييف تصدّي الدفاعات الجوية الأوكرانية للصواريخ الروسية التي وجهت نحو المدينة، لكنها دفعت بعدد كبير من سكانها إلى النزول إلى الملاجئ والبقاء فيها، بعد تأكيد المجلس الإقليمي في كييف أن خطر الضربات الجوية لم ينته.
وأعلن عمدة كييف فيتالي كليتشكو مقتل شخص وإصابة اثنين بهجوم صاروخي روسي استهدف مبنى غير سكني بمنطقة هولوسيفسكي بالمدينة، وأكد -في منشور على تليغرام- وقوع انفجارات متفرقة في المدينة وحث السكان على الاحتماء.
وتشتد المواجهات بين الطرفين في الجبهة الجنوبية حيث قصفت القوات الروسية مناطق عدة لا سيما في مقاطعة خيرسون جنوبا، كما أعلنت الدفاعات الأوكرانية إسقاط صواريخ روسية في سماء مقاطعة ميكولايف، واستهدفت الصواريخ الروسية كذلك منشآت للطاقة في مقاطعة أوديسا على ساحل البحر الأسود جنوبا وتسببت في انقطاع التيار الكهربائي.
وفي الجبهة الشرقية، على ضفاف نهر دنيبرو، تعرضت مدينة زاباروجيا لهجمة صاروخية روسية جديدة. كما أعلن الدفاع الجوي الأوكراني رصد صاروخين موجهين نحو مقاطعة دنيبرو، في مدينة كريفيري غربي المقاطعة.
في الأثناء، أعلنت سلطات دونيتسك الموالية لروسيا دخول القوات الروسية مدينة أوغليدار، وتعزيز مواقعها في ضواحيها. وتزامن التصعيد العسكري الروسي أيضا مع تحذير أوكراني من تحضيرات قتالية روسية انطلاقا من القرم، حيث قال المتحدث باسم هيئة الأركان الأوكرانية أولكسندر شتوبون إن موسكو تعدّ لعملية تعبئة جديدة في المنطقة.
وبالتوازي مع تحركات روسية في القرم أكدت الاستخبارات الأوكرانية حاجة القوات الأوكرانية إلى مزيد من المدفعية البعيدة المدى، لضرب التعزيزات الروسية التي تصل من شبه جزيرة القرم، وقالت إن الروس ينقلون ذخيرة وعتادا إلى مستودعات تبعد عن خطوط الجبهة الجنوبية أكثر من 80 كيلومترا.
وتأتي التطورات العسكرية في أوكرانيا في ظل تأكيد عدد من الدول الأوروبية، بينهما ألمانيا، إرسال دبابات “ليوبارد2” إلى الجيش الأوكراني.
وتخشى دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) أن تتسبب بعض الإمدادات العسكرية إلى أوكرانيا بتصعيد وتيرة الصراع وتحويله إلى حرب مباشرة مع روسيا.
ورافق الرد العسكري الروسي على إعلان تزويد أوكرانيا بالدبابات تصعيد على مستوى التصريحات أيضا. فبعد توعد موسكو هذه الدبابات بالحرق، اعتبر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف تزويد أوكرانيا بالدبابات الغربية انخراطا مباشرا في الصراع، ودليلا على التورط الأميركي والأوروبي المباشر والمتزايد في هذه الحرب. وأكد بيسكوف أنه لا نية لدى موسكو لتغيير وضع العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، بعد إرسال الدبابات إلى كييف.
بدوره، قال رئيس لجنة مجلس الدوما الروسي للشؤون الدولية ليونيد سلوتسكي إن كتيبة الدبابات الأميركية لن تساعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تغيير مسار العملية الروسية في أوكرانيا ولا الوضع في شبه جزيرة القرم، حسب تعبيره. وأضاف أيضا أن أي محاولة للاستيلاء على شبه الجزيرة القرم ستلقى ردا قاسيا، مؤكدا أن الهجوم الروسي لن يوقفه إمداد آخر من الأسلحة الغربية.
من جانبها، نددت الولايات المتحدة الأميركية، اليوم بالهجمات الصاروخية الروسية التي استهدفت العاصمة الأوكرانية كييف. ووصفت السفيرة الأميركية لدى كييف بريدغيت برينك، في تغريدة، الهجمات الورسية بأنها “عنيفة” وتتبع “الفشل الإستراتيجي نفسه“.
وأضافت “لا يمكن لموجة الهجمات الروسية بالصواريخ والمسيرات أن توقف المدافعين الأبطال عن أوكرانيا، ولا شعبها الشجاع، ولا دعمنا الحاسم والموحد لأوكرانيا“.
وفي تطور آخر، قال وزير الدولة البريطاني لشؤون الدفاع أليكس تشوك إن من المقرر أن تدخل دبابات “تشالنجر2” البريطانية مسرح العمليات العسكرية في أوكرانيا بنهاية مارس ــــ آذار المقبل.
وأضاف وزير الدولة البريطاني لشؤون الدفاع، في مؤتمر صحفي، أن بلاده قدمت 200 عربة مدرعة لأوكرانيا حتى الآن، وأن تدريب القوات الأوكرانية على استخدام دبابات “تشالنجر2” سيبدأ الأسبوع المقبل.
ورحب الوزير البريطاني بقرار ألمانيا إرسال دبابات “ليوبارد2″، وقرار الولايات المتحدة إرسال دبابات “أبرامز” لأوكرانيا.
وأعلن أمس الأربعاء الرئيس الأميركي جو بايدن أن الولايات المتحدة سترسل 31 دبابة من طراز “إم1 أبرامز” القتالية إلى أوكرانيا، وذلك عقب ساعات من تأكيد ألمانيا أنها ستنقل إلى حكومة كييف 14 من دباباتها من طراز “ليوبارد2″، وإعلان مشابه من النرويج ودول أوروبية أخرى، الأمر الذي رحب به الناتو، ووصفته أوكرانيا بـ”حلف الدبابات الكبير”.