اليوم 345 للحرب: موسكو تهدد بالردع النووي .. وتشكيلة الدبابات تصل كييف
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم 345 للحرب، رد مستشار الرئيس الاوكراني ميخائيل بودولياك على التهديدات التي أطلقها، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديمتري ميدفيديف، متهما روسيا بعزمها ارتكاب جرائم “قتل جماعي” في بلاده.
وقال بودولياك في تغريدة عبر حسابه على تويتر، إن “تهديدات بعض المسؤولين الروس بشن ضربات انتقامية تؤكد عزمها ارتكاب قتل جماعي وهي محاولة للترويع”. وجدد التأكيد على أن جزيرة القرم جزء من الأراضي الأوكرانية، قائلا “القانون الدولي واضح.. بمقدور أوكرانيا تحرير أراضيها بأي وسيلة. القرم أوكرانية”.
جاء ذلك، بعد أن هدد ميدفيديف بتحويل أراضي أوكرانيا إلى “رماد” إذا شنت كييف هجوما على شبه جزيرة القرم، التي أعلنت موسكو ضمها لأراضيها في 2014. كما أكد أن بلاده “مستعدة لاستخدام جميع أنواع الأسلحة، بما في ذلك الردع النووي”.
ومع اقتراب الصراع الروسي الأوكراني من دخول عامه الثاني في 24 فبراير الجاري، تكثف موسكو هجماتها وقصفها على الأراضي الأوكرانية لاسيما في الشرق. فيما أكد مسؤولون غربيون أن الكرملين يصعد هجماته هذه قبل وصول الدبابات الغربية الحديثة إلى كييف، ومنها ليوبارد 1 و2 الألمانية، وتشالينجر البريطانية، فضلا عن أبرامز 1 الأميركية.
كما رأوا أن هذا التصعيد الروسي للعمليات العسكرية يزيد من خسائر موسكو البشرية. وأشاروا إلى مقتل أو جرح ما يقارب 200 ألف جندي روسي في الحرب، مرجحين أن يستمر عدد القتلى في الارتفاع مع استعداد الكرملين لهجوم جديد في الأسابيع المقبلة.
إلى ذلك، قال مسؤول دفاعي أميركي، إن الجيش الأميركي، الذي يحتفظ بتقديرات تقريبية للخسائر الروسية في أوكرانيا، يقدر عدد الجرحى والقتلى بنحو 180 ألفًا، رغم أن مسؤولين آخرين أكدوا أن هذه الأرقام ليست دقيقة، بحسب ما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” اليوم السبت.
فيما تتحفظ غالبا موسكو عن الإعلان عن خسائرها البشرية، علماً أن آخر كشف في هذا المجال كان في سبتمبر الماضي (2022)، إذ أعلن حينها وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أن 5937 جنديًا روسيًا قتلوا في الصراع.
وأعلن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف استقبال ما سماه “تشكيلة دبابات” لدعم القوات الأوكرانية في مواجهة روسيا.
وقال في تصريحات، اليوم السبت، إن بلاده استقبلت “عددا كبيرا” من الدبابات الغربية الحديثة، حسب ما نقلت وكالة الأنباء الأوكرانية. كما أكد أن “الأمر رسمي”، قائلا “قريبا سنرحب بدبابات ليوبارد، وتشالنجر، وأبرامز على الأراضي الأوكرانية، بأعداد كبيرة.
وبالتزامن أعلنت البرتغال اليوم أنها سترسل ليوبارد 2 إلى كييف، من دون تحديد العدد ومتى سيتم شحنها. وقال رئيس الوزراء، أنطونيو كوستا، إن بلاده تجري محادثات مع ألمانيا للحصول على الأجزاء اللازمة لإصلاح عدد من تلك الدبابات المتواجدة في المخازن.
وكان الأدميرال أنطونيو سيلفا ريبيرو، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة أوضح الشهر الماضي أن قوات بلاده لديها 37 دبابة من طراز ليوبارد 2 لكن معظمها غير صالح للعمل.
يذكر أن وزير الخارجية الأوكراني ديمترو كوليبا كان أكد بدوره في وقت سابق أن الجيش سيحصل على 120 إلى 140 دبابة غربية حديثة من طرازات ليوبارد 2، وتشالنجر 2، وإم1 أبرامز في أول دفعة من التسليمات.
وتعول كييف على دبابات ليوبارد وهي صناعة ألمانيا، بينما تشالنجر بريطانية الصنع فيما تصنع الولايات المتحدة دبابات أبرامز، من أجل مساعدتها في التصدي للهجوم الروسي الواسع المتوقع في الربيع المقبل.
واليوم تحدث رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، واتفقا على أهمية أن يسرع المجتمع الدولي بتقديم المساعدة لكييف. وأفاد مكتب سوناك في بيان بأن “رئيس الوزراء قال إنه يركز على ضمان وصول المعدات العسكرية الدفاعية البريطانية إلى خطوط المواجهة في أسرع وقت ممكن”، وفق رويترز.
كما أضاف أن الزعيمين “اتفقا على أنه من الضروري أن يسرّع الشركاء الدوليون مساعدتهم لأوكرانيا لاغتنام الفرصة من أجل إجبار القوات الروسية على التقهقر”.
من جهته، قال زيلينسكي إنه بحث كيفية “زيادة التوسع في قدرات” الجيش الأوكراني خلال اتصال هاتفي مع سوناك. وأضاف أنه وجه الشكر إلى سوناك على بدء تدريب الأطقم الأوكرانية على دبابات تشالنجر 2 التي أعلنت المملكة المتحدة عن توريدها إلى أوكرانيا في يناير الفائت.
يذكر أن وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، كان كشف في 30 يناير، أن الدبابات التي تبرعت بها لندن لأوكرانيا ستكون على خط المواجهة قبل الصيف، دون إعطاء جدول زمني محدد.
ورداً على سؤال في البرلمان عن موعد نشر 14 دبابة تشالنجر التي وافقت بريطانيا على توريدها في ساحة المعركة، قال بن والاس: “سيكون على الأرجح في وقت عيد الفصح”، بحسب رويترز.
من جانبه، أكد وزير الدفاع الأوكراني قرار فرنسا وإيطاليا تسليم أنظمة الدفاع الجوي “سامب- تي مامبا” إلى الجيش الاوكراني. وقال في تغريدة له على تويتر إن هذه الأنظمة ستساعد كييف في إنقاذ آلاف الأرواح مما وصفها بالهجمات الإرهابية الروسية وفي إغلاق السماء فوق أوكرانيا، بحسب تعبيره. ومامبا منظومة رديفة لنظام باتريوت الأميركي نشرت في رومانيا لحماية ميناء كونستانتا الإستراتيجي على البحر الأسود، وهي تستخدم لحماية المواقع التكتيكية الحساسة مثل المطارات والموانئ من مختلف التهديدات التي قد تتعرض لها.
ميدانيا، تواصلت المعارك في الجبهة الشرقية، ولا سيما في باخموت، قالت هيئة الأركان الأوكرانية اليوم السبت إن القوات الروسية شنت خلال الساعات الماضية 20 غارة وأكثر من 90 رشقة صاروخية على مقاطعات عدة، خاصة في خيرسون وزاباروجيا وميكولايف (جنوب) وخاركيف (شمال شرق)، مما أوقع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.
وأضافت هيئة الأركان أن مناطق عدة في خيرسون وزاباروجيا تعرضت لقصف مكثف طيلة الليلة الماضية، في حين توقفت خدمات الماء عن مناطق واسعة في ميكولايف بسبب الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية المدنية نتيجة القصف الروسي.
وافاد الجيش الأوكراني بأن قواته واصلت غاراتها الجوية على مواقع تمركز القوات الروسية ومنظوماتها الصاروخية، خصوصا في خيرسون وزاباروجيا، إضافة إلى تدمير مخازن ومستودعات للذخيرة.
وقال إن روسيا تخطط لهجوم واسع في مقاطعة زاباروجيا بحلول الذكرى السنوية الأولى للحرب التي بدأت يوم 24 فبراير/شباط 2022.
واتهمت الإدارة العسكرية الأوكرانية في زاباروجيا القوات الروسية بتنفيذ أكثر من 150 هجوما على 26 منطقة على امتداد خطوط التماس.
من جهته، قال مراسل الجزيرة إن الجيش الأوكراني أعلن اليوم السبت حالة التأهب الجوي في عموم البلاد بسبب إقلاع طائرة حربية من أراضي بيلاروسيا التي تخشى كييف أن تكون منطلقا لهجوم روسي جديد من الشمال.
<
p style=”text-align: justify;”>على صعيد آخر، أعلنت كييف وموسكو اليوم السبت عن عملية تبادل جديدة للأسرى هي الثانية خلال العام الجاري.